Site icon IMLebanon

مَن «أنجح»… فخامته… أو دولته ؟!  

 

 

من يقرأ العنوان يظن اننا لا سمح الله نشكك بموضوع حساس جداً هو موضوع النزاهة والاستقامة والصدقية.

 

المشكلة الحقيقية أنّ كل الوعود التي أطلقها فخامة الرئيس، لم يستطع أن يحقق واحداً منها… وهنا نوجّه السؤال لفخامته: هل يمكن أن يدلنا على وعد واحد وعدنا به واستطاع أن يحقق منه ولو الحدّ الأدنى؟

 

وكي ننعش ذاكرته هل يعتبر نفسه أنّ عهده كان عهداً ناجحاً كما كان يتوقع معظم اللبنانيين الذين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة؟ حتى أقرب الناس منه لا يزالون مصدومين من الفشل الكبير الذي مُنِيَ به عهد الرئيس ميشال عون، فقد كان أفشل عهد في تاريخ لبنان. البعض يقول إنّ صهره العزيز وإكراماً له كان فخامته يتخذ القرارات التي تصب في مصلحة صهره.. وهذا ما جرى في وزارة الاتصالات، فلولا فخامته لما كان الصهر وصل الى تلك الوزارة المهمة التي كادت تكون الوزارة الوحيدة التي تدر الملايين من الدولارات للدولة… بل على العكس تماماً، فقد كانت تلك الوزارة تدر على الخزينة اللبنانية حوالى ملياري دولار سنوياً فتدنى المدخول الى مليار ونصف مليار، أي بتراجع 500 مليون دولار بسبب زيادة الـ800 موظف في شركتي Alfa و M.t.c إرضاء للصهر الذي اعتبر الزيادة رشوة انتخابية.

 

ومن المعروف أنّ الصهر يعيش عقدة «النجاح» في الانتخابات النيابية حيث سقط مرتين متتاليتين، ولولا أن تغير القانون الانتخابي والتحالفات الجديدة، لما نجح الصهر… على كل حال، الانتخابات أصبحت قريبة والمثل يقول: «عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان»..

 

الأسوأ كان تسلّم الصهر لوزارة الطاقة والمياه… وهنا أبدع الصهر في الفشل، ويكفي أنّ خسائر شركة الكهرباء بفضله وصلت الى الـ65 مليار دولار.. والمصيبة الثانية أنّ هذا كله حصل في فترة توليه الوزارة، وفي عهد سكرتيره سيزار أبي خليل وسكرتيرته ندى البستاني والسكرتير البروفسور في علم النفس د. ريمون غجر و»دقي يا موسيقى».

 

إضافة الى أنّ سدود لبنان راكمت العجز والدين بدءاً بسدّ بسري مروراً بجنّة ووصولاً الى بالوع بلعة… وبالرغم من أنّ هذه السدود كانت ستقضي على التنوّع البيولوجي، وتؤدّي الى التصحّر جرّاء قطع الأشجار… وكان المهم عند «الصهر العزيز» الاحتفاء بالانجازات ولو كانت وهمية.

 

بصراحة فشل العهد فشلاً كبيراً على الصعيد الاقتصادي، فالعهد شهد أكبر انهيار مالي في تاريخ لبنان، حتى ان المودعين باتوا على شفير الهاوية، ويتساءلون عن مصير ودائعهم… وهنا لا بد من التذكير ان في هذا العهد، وفي أصعب ظروف لبنان الاقتصادية اتُخِذَ قراران يمكن أن نقول إنهما دمّرا الاقتصاد اللبناني:

 

القرار الأول: هو زيادة الرواتب.

 

والقرار الثاني: توظيف 15 ألف موظف كرشوة انتخابية.

 

ففي الأيام الأولى من عهد فخامته وخلال لقائه مع وفد طلابي قال بالحرف الواحد: «نعم نحن نحارب الفساد… لكننا لا نسعى إلى التشهير بالناس».

 

فهل اتهام حاكم مصرف لبنان بالإهمال والهدر والفساد ومن دون أية أدلة أو إثباتات… يتناسب مع قول فخامته؟

 

والأنكى ان السياسيين وبعض المواطنين المساكين المظلومين يعتبرون أنّ المسؤول هو حاكم مصرف لبنان.. ولكن الحقيقة أنّ الوحيد الذي حافظ على استقرار العملة الوطنية منذ عام 1993 وحتى عام 2019 هو الحاكم.

 

فهو يتدخل شارياً الدولار ثم يتدخل بائعاً ليحافظ على ثباته واستقرار سعر الصرف. والأهم الهندسات المالية التي جلبت بعض المليارات لمصرف لبنان، وبالتالي الى الخزينة. بالرغم من الفشل في السياسة ورغم 8 سنوات تعطيل من أصل 15 سنة فاستقرار الليرة كان معجزة، ولو قدّر للبنان وجود حكام على قدر من المسؤولية لكان يمكن أن تمر كل تلك العواصف من دون أن تترك أثراً.

 

تحدثنا عن فشل العهد في عدّة أصعدة، ولم نتحدث عن فشل السياسة الخارجية، خصوصاً  بعدما تولى الصهر وزارة الخارجية فلقد ساءت العلاقات بين لبنان وبين العالم العربي، وهنا نضع الملامة على «الحزب العظيم» أولاً وعلى فخامته ثانياً.

 

يا جماعة: الاقتصاد اللبناني مبنيّ على السياحة وعلى العلاقات الطيّبة مع العالم العربي، وبالأخص دول الخليج والأهم مع المملكة العربية السعودية.

 

إذ يكفي أن يأتي السائح الى لبنان وعند خروجه من المطار تستقبله صورة أكبر من لبنان هي صورة آية الله الخامنئي.. وبعد عدّة أمتار تلوح صورة اللواء قاسم سليماني، وتأتيك سلسلة من صوَر الشهداء، أهذا هو لبنان الجديد؟ ونقول: إننا نريد سياحة.

 

وبما اننا تحدثنا عن فشل عهد فخامته حتى صار الحاكم في سنته الأخيرة، يساعده في فشله هذا وسط وعود غير صادقة دولة رئيس الوزراء الذي يملك تاريخاً من الوعود لم يفِ في حياته بواحد منها.. وللتذكير فقط، نسأل: ماذا عن وعد أهله في طرابلس بالكهرباء؟ وماذا عن بنك الفقراء؟ المشكلة ان دولته يرغب في إقامة بنك للفقراء في طرابلس، ولكن المصيبة انه حتى هذا اليوم لم يوفق بمد يد العون لهذا البنك.

 

أمّا وقد وصل الى الحكم بحجة إنقاذ البلد، وقد كنا نظن ان دولته يمكن أن تكون تولدت لديه رغبة في تقليد شهيد لبنان الكبير دولة الرئيس رفيق الحريري… أو حتى دولة الرئيس الكريم المعطاء سعد الحريري خاصة وأنّ دولة الرئيس ميقاتي ذهب الى الڤاتيكان، طالباً من قداسة البابا -كما كنا نظن- مساعدة لبنان ليتبيّـن أنّ دولته اصطحب معه 29 من أفراد عائلته فقط لكي يقلّد الشهيد الكبير رفيق الحريري. والأنكى ان صورة عائلة الميقاتي مع قداسة البابا في هذه الظروف، أظهرت حقيقة الموقف العائلي.

 

لم يكتفِ دولته بالذهاب الى الڤاتيكان بل وبكل جرأة طلب من الوزير الزميل جورج قرداحي اعتبار ان حديثه كان مسيئاً الى علاقة لبنان بالمملكة، وأنه يريد أن يعطي هذه الورقة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لكي يحقق الأخير رغبته في تحسين العلاقة بين لبنان والسعودية… ولكن دولته لم يقرأ جيداً ما جاء في البيان السعودي – الفرنسي:

 

أولاً: أن يلتزم لبنان بتنفيذ القرارات الدولية خاصة الـ1559 و1680 و1701.

 

ثانياً: أن يكون الجيش اللبناني هو القوة الوحيدة والشرعية التي تبسط سيطرتها على جميع الأراضي اللبنانية.

 

ثالثاً: أن لا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع أمن المنطقة واستقرارها ومصدراً لتجارة المخدرات.

 

فيا دولة الرئيس هل تستطيع أن تدوّر الزوايا بحلّ ما جاء في البيان السعودي – الفرنسي؟ وهل أنت قادر على أي قرار لعودة لبنان الى عهده السابق؟ وهل أنت قادر على جعل الجيش اللبناني يبسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية؟

 

من هنا، نظن أنّ المواطن اللبناني عالق بين وعود فخامة الرئيس وبين صدق وكرم دولة رئيس الحكومة.