يعيش لبنان هدوءاً مشوباً بالحذر والخوف من الانزلاق إلى الحرب المستعرة بين “إسرائيل” وحركة “حماس”، في ظل تصاعد القلق المسيطر على المواطنين في كافة الأراضي اللبنانية، وبعد تبادل القصف المدفعي بالأمس بين “إسرائيل” ولبنان، الأمر الذي رفع منسوب المخاوف من دنو موعد المواجهة الشاملة.
وفي قراءة للنائب ميشال ضاهر في الحرب “الإسرائيلية” على غزة، قال لـ “الديار”: إن “ردةّ الفعل الإسرائيلية عنيفة جداً جداً، خصوصاً على صعيد عملية التدمير الممنهجة الحاصلة في غزة”. وأمل في أن “لا يتم استدراج لبنان إلى الأعمال العسكرية، لأن وضع البلد لا يحتمل أي دخول في معركة، كون الشباب اللبناني يهاجر أصلاً، والمواطن يعاني من النزوح السوري والإفلاس المالي والاقتصادي، وفي حال تدمّر البلد ليس بإمكاننا إعادة إعماره”.
كذلك تمنى “أن يكون لدى المسؤولين الوعي الكافي لعدم الدخول في هذه المعركة، هذا بالرغم من تعاطفنا مع القضية الفلسطينية، وأعتقد أننا البلد العربي الوحيد الذي دفع أثماناً وفواتير غالية من أجل القضية الفلسطينية، فمن النزوح الفسطيني إلى النزوح السوري، لم يعد بإمكان البلد التحمّل”. وقال: ” لدي إحساس أن لا نية للأطراف اللبنانية بالدخول في هذه المعركة، وأعتقد أن العمليات العسكرية ستبقى ضمن المناوشات المحدودة، وكأن هناك بعض الخطوط الحمر”.
وتوقّع أن “تكون حرب غزة آخر الحروب التي تحصل في الشرق الأوسط، وفي النتيجة ستذهب الأمور إلى حلّ الدولتين، ويجب عدم نسيان أن ما حصل مؤخراً أتى نتيجة الكلام عن التطبيع الإسرائيلي ـ السعودي في المنطقة”.
وعن الرئاسة التي باتت في غياهب النسيان، أسف لأنه “دائماً أحلامنا تتساقط وسقفنا أيضاً، فعندما بدأت الأزمات كنا نتكلم عن أموال المودعين، وانتقلنا إلى الحديث عن النمو الاقتصادي، وأصبحنا اليوم نتحدث عن تخفيف الهجرة اللبنانية، ثم انتقلنا إلى الحديث عن الرئاسة وبتنا اليوم في مكان مختلف. فالبلد مشلول، وأنا لا يهمني فقط الملف الرئاسي، إنما الهمّ الأكبر موضوع قيادة الجيش في حال لم يتم انتخاب رئيس الجمهورية، وهو مشكلة كبيرة”.
وحول التمديد لقائد الجيش؟ وجد أن “التمديد لقائد الجيش يجب أن يمرّ في مجلس الوزراء، وإذا تعذّر التمديد، فقد يكون الحل هو بتأجيل التسريح الذي لا يحتاج إلى التوقيع من وزير الدفاع، الذي لن يوقّع للتمديد لقائد الجيش ولا حتى لرئيس الأركان، ولن يقدّم أي اقتراح. أنا أرى أن الحل الوحيد يكون بتأجيل تسريح قائد الجيش، والحكومة مرغمة وتحت الظروف القاهرة، ليس التمديد لقائد الجيش إنما فقط تأجيل تسريحه، وهذا لا يتطلّب موافقة وزير الدفاع، لأن الحكومة هي مَن عيّنته أساساً، وأما الحديث أن يجتمع مجلس الدفاع الأعلى ويقترح الاسم، فإن هذا المجلس أصلاً غير مكتمل، ويرأسه رئيس الجمهورية غير الموجود، فلا يمكن بتاتاً التعاطي بخفّة في موضوع المؤسسة العسكرية، لأنها المؤسّسة الأخيرة المتماسكة حتى اليوم، ممنوع اللعب بهذا الموضوع وعلى الجميع تحمّل مسؤولياتهم”.
وبشأن ملف النازحين السوريين، قال ضاهر “إننا نضع يدنا على قلبنا لعدم انزلاق لبنان إلى المعارك الحاصلة، بعد ذلك نعود الى الكلام عن الوضع الداخلي، بحيث أن هناك ملفات مهمة وأخرى أهم”.