تمنى النائب ميشال ضاهر في تغريدة على منصة “إكس” الأحد الفائت على الأحزاب المسيحية أن “توقف السجالات العدائية في ما بينها، وإيلاء المصلحتين الوطنية والمسيحية العليا أولوية مطلقة”. وأكد أن “هذه المناشدة ليست بخلفية طائفية، إنما لوقف نزيف الحضور السياسي اللائق لإحدى الرئتين اللتين يتنفّس الكيان اللبناني من خلالهما”، ودعا إلى “وقف التقاتل على ما تبقى من هيكل عظمي للدولة، والإنصراف إلى أولويات وجودنا ودورنا ومصالح شعبنا في هذا البلد قبل أن نخسرهم كلهم”.
وعلى هذه الخلفية سألت “الديار” ضاهر عن طرحه هذا والمسكون بالهواجس، كما عن خلفياته، فأبدى أسفه “للوضع الذي يعيشه اللبنانيون بشكل عام والمسيحيون بشكل خاص على كافة الصعد الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية”، معتبراً أن “القيادات المسيحية بعيدة كل البعد عن واقع هذه الأزمات وعن هواجس ومخاوف المسيحيين الحالية والمقبلة”، معتبراً أن هذه القيادات “تتلهّى بالتمريك على بعضها البعض، فيما لم يعد أي مواطن مسيحي يعير أي اهتمام للصراعات والسجالات السياسية العقيمة واليومية بينها”.
وعن الوضع المسيحي، وما تقوم به بكركي على مستوى الوثيقة التي تعدّها، يجيب إن “الأحزاب أوصلت اللبنانيين إلى مكان مجهول وخطير، وخصوصاً المسيحيين منهم، إذ نحن اليوم نواجه معركة وجودية، حيث أن النازح السوري يتكاثر بشكل مخيف، وعندها لن يبقى أي لبناني ليتزعّموا عليه، إذ لن يبقى أي لبناني في لبنان في ظل الهجرة الحاصلة، فيما معركة الأحزاب هي حول صورة أحياناً، فالأحزاب المسيحية مثلاً تحصر المواجهات في ما بينها حول الأصوات التفضيلية، ولكن إن لم يبقَ البلد، فلن يبقى هناك لا أصوات ولا مواطنين”.
وحول من يتحمّل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع اليوم، يؤكد أن “أنانية المسؤولين هي المسؤولة عما وصلنا إليه اليوم، لأن كل مسؤول يفتّش عن مصلحته الخاصة والآنية، في حين أننا أمام مخاطر وجودية ومصيرية تفرض على الجميع التخلّي عن الأنانية الشخصية والبحث عن المصلحة المسيحية، فالمسيحيون هم مسؤولون عن إقصاء أنفسهم عن السلطة، وليس أي طرف آخر، خصوصاً وأن البلد على كفّ عفريت، وعلى جميع القادة المسيحيين التداعي للإجتماع فوراً، واليوم قبل الغد، من أجل بحث تداعيات الأوضاع المصيرية التي يواجهها المسيحيون الذين باتوا يواجهون خطراً وجودياً”، ويعتبر أن “ما من كلمة موحّدة لدى المسيحيين، بل إنهم يعيشون حالة ضعف ووهن”.
وحول إعادة ترسيم المنطقة من جديد، يذكّر “بما كانت قد طرحته وزيرة الخارجية الأميركية في الماضي عن الشرق الأوسط الجديد، والذي يجري تنفيذه اليوم، وهو يفرض على كل المسؤولين التخلّي عن الأنانية والعمل لصالح البلد”.
وبالنسبة لملف النزوح السوري وكيف يتم حلّه، يؤكد أن “الجميع تأخر في معالجته، وقد تمّت مقاربته من خلال النكايات بين اللبنانيين، إذ كانت هناك رهانات خاطئة على الوضع في سوريا، فلبنان يواجه اليوم خطراً وجودياً بسبب تنامي النزوح وازدياد عدد النازحين السوريين بشكل مخيف”.
وعن الملف الرئاسي، يرى ضاهر “أن المسيحيين قد أبدعوا في رهاناتهم الخاطئة، وإن لم يتم انتخاب رئيس الجمهورية في حزيران المقبل، فنحن نكون أمام مشكلة كبيرة، لا سيما في الجنوب، حيث أن إسرائيل مصرّة على تطبيق القرار 1701، وفي حال لم نكن قد انتخبنا الرئيس الجديد للجمهورية، فمن سيوقّع على الإتفاق على تثبيت الحدود البرّية والنقاط ألـ 13 العالقة، ولذلك، نجد الضغط من المجتمع الدولي لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد، وإذا لم يحصل الإنتخاب في حزيران، فإن الوضع سيكون خطيراً”.