IMLebanon

غموض يلف رحلة معوّض الأميركية… فما علاقة العقوبات؟

 

تُسلّط الأضواء على زيارة رئيس حركة “الإستقلال” ميشال معوّض إلى الولايات المتحدة الأميركية خصوصاً أنها تأتي في ظلّ فرض عقوبات على شخصيات وأفراد لهم صلة بـ”حزب الله”.

 

تربط معوّض علاقات قوية بالأميركيين، إذ لا تمرّ زيارة لمسؤول أميركي رفيع إلاّ ويعرّج على منزل معوّض، وكان أبرزها الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية مايك بومبيو الذي حرص على أن يتناول العشاء عنده.

 

كلام كثير قيل عن رحلة معوض الأميركية، منها أنه يحمل لائحة لشخصيات لبنانية يجب أن توضع تحت “نير” العقوبات، وحديث آخر عن أن الرجل يذهب إلى هناك للدفاع عن رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل، علماً أن معوّض إنفصل عن تكتل “لبنان القوي” منذ مدّة، وذهب بعيداً بعد انفجار المرفأ وقدّم إستقالته من المجلس النيابي.

 

ومن يراقب سياسة الولايات المتحدة الأميركية، يعلم جيداً أن الدول الكبرى لا تتأثر بالأشخاص حتى لو كانوا حلفاء، فالسياسة الأميركية لا تبنى على طريقة “مرقلي تمرقلك”، بل إنها تضع إستراتيجية كبرى وتسير بها حتّى لو تغيّر ساكن البيت الأبيض أو الأشخاص الذين يشغلون المراكز العليا في الدولة.

 

وفي التفاصيل، وفق معلومات “نداء الوطن”، فإن معوّض باشر زيارته إلى أميركا بمهمّة عائلية خاصة في بوسطن، وتزامنت الزيارة مع بدء فرض العقوبات التي تقسم إلى شقين: شقّ سياسي مرتبط بالإرهاب وتمويل “حزب الله”، وشقّ داخلي مرتبط بالفساد من كل الأطراف. وبما أن معوض متواجد في أميركا، فقد أجرى سلسلة إتصالات لتأمين مواعيد مع كبار المسؤولين الأميركيين، فانتقل من بوسطن إلى مركز القرار، وهناك قابل مسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس الأميركي ووزارة الخارجية الأميركية.

 

وبعيداً من الشقّ السياسي، فان معوّض يحمل معه برنامج عمل يسعى إلى تأمين الدعم له، وهذا البرنامج يختص بتمويل إعادة إعمار الأحياء المدمّرة في العاصمة والضواحي، وقد عرضه على المسؤولين الذين إلتقاهم في الكونغرس والبيت الأبيض.

 

ويأتي هذا الطلب، لأن المؤسسات غير الحكومية وعلى رأسها مؤسسة “رينه معوّض” قد كسبت ثقة الإدارة الأميركية، وتعمل عبر تمويل مباشر من USAID، وبالتالي فان معوّض طلب تمويلاً من الأميركيين للمباشرة بإعادة ترميم المنازل التي دمّرت قبل حلول موسم الشتاء.

 

وقد لاقى معوّض تجاوباً مع طرحه، لكن العقبة هي تأمين تمويل من الموازنة لأن الـ USAID تُموّل من الموازنة الأميركية، وبالتالي فان هذا الأمر مسألة وقت خصوصاً أن الأميركيين يعملون ضمن منظمات وجمعيات ومؤسسات يثقون بها، ولا يريدون العمل أو دعم الجهات الرسمية لأنهم مثل بقية الدول قد فقدوا الثقة بالحكم اللبناني الفاسد، في حين أن معوّض يكثف لقاءاته مع المغتربين اللبنانيين لدعم إعادة الإعمار وتأمين المستلزمات الضرورية.

 

إذاً، يحتل موضوع إعادة إعمار الأحياء المدمرة الحيّز الأكبر من لقاءات معوض الأميركية، بينما كل الكلام السياسي الآخر، ومنه التوسّط لعدم فرض عقوبات على باسيل أو تسليم الأميركيين لائحة بأشخاص جدد لا أساس له من الصحة، وقد تمّ تحديد موعد الزيارة لأن الوضع في بيروت لا يحتمل إنتظار إنتهاء الإنتخابات الأميركية.

 

وتشير المعلومات المتوافرة من واشنطن الى أن الاميركي دخل في مرحلة العقوبات القاسية، ولن يرحم أبداً ولا أحد يؤثّر على قراراته، وهو يعتبر أن صراعه مع إيران و”حزب الله” لم ينته بعد حتى لو تدخّل الفرنسي، وبالتالي فان المرحلة المقبلة ستكون أشدّ وطأةً على حلفاء “حزب الله”، في حين أن المكابرة لن تنفع بشيء. ووسط الإنشغال الأميركي بالإنتخابات الرئاسية، إلا أن الإهتمام لا يزال يحيط بالملف اللبناني، لكن من دون الدخول بالتفاصيل التي تُترك لفرنسا، خصوصاً أن الموقف الأميركي تجاه “حزب الله” لم يتغير بعد، لذلك سنشهد جولات جديدة من الصراعات، خصوصاً إذا تمّ التجديد للرئيس دونالد ترامب، ما يعني أن الوضع اللبناني سيبقى على ما هو عليه إلى حين معرفة من سيقود البيت الأبيض.