Site icon IMLebanon

ميشال معوّض… المرشح الممنوع من الوصول إلى الرئاسة!

 

تجرّأ رئيس حركة «الإستقلال» النائب ميشال معوّض على خوض غمار الجلسة الأولى من انتخاب رئيس الجمهورية، في حين انصاع مسيحيّو 8 آذار لموقف «حزب الله» وصوّتوا بورقة بيضاء.

 

عندما كان يُذكر سابقاً أن معوّض سيدخل نادي المرشحين إلى الرئاسة، كان الرجل يسارع إلى النفي وخصوصاً في فترة الإنتخابات النيابية عندما يتمّ تناول دائرة الشمال المسيحي وأن هناك 3 مرشحين للرئاسة في هذه الدائرة هم رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ورئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل ورئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية، بينما هناك مرشّح رابع لا أحد يذكره هو ميشال معوّض.

 

دارت السياسة اللبنانية دورتها واستطاع معوّض أن يبني زعامته مدماكاً وراء مدماك، صحيح أنه نجل الرئيس الشهيد رينيه معوض والنائبة السابقة نايلة معوّض، إلا أن زعامة آل معوّض تعرّضت للإهتزاز، ففي انتخابات 2005 خسر فرنجية مقعده النيابي في زغرتا ولكنه حقق نتائج في التصويت في أقضية زغرتا والكورة والبترون مدعوماً بالتسونامي العوني، وأتت أرقام نايلة معوّض متواضعة في زغرتا، وصحيح أن قوى 14 آذار تمكّنت من حصد المقاعد المارونية في القضاء بفوز كل من سمير فرنجية ونايلة معوّض وجواد بولس، لكن فرنجية إكتسح الصناديق حينها فيما خذلته صناديق طرابلس والمنية.

 

في أول دخول إلى حلبة الإنتخابات النيابية بعد تأسيسه حركة «الإستقلال»، خاض معوّض إنتخابات 2009 وكان على قاب قوسين من الخرق في زغرتا، لكنّ الصفقة التي حصلت في «الدوحة» وما تبعها من تسويات بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» سمحت بتمرير أصوات مستقبلية لفرنجية في زغرتا حيث يوجد ثقل سنّي فخسر معوض النيابة لكنّ أرقامه تحسّنت.

 

دخل ميشال معوّض الندوة النيابية للمرّة الأولى في انتخابات 2018 وفقاً لقانون الإنتخابات الجديد ومتحالفاً مع «التيار الوطني الحرّ»، وعلى رغم حضوره إجتماعات التكتل، إلا أنه حافظ على موقفه العالي النبرة تجاه الموضوع الأهم وهو سلاح «حزب الله»، وما لبث أن غادر التكتل بعد انتفاضة 17 تشرين ما رفع أسهمه.

 

شكّلت إنتخابات 2022 نقطة الإنطلاق الأهم لمعوّض، فقد دخل نادي الأحزاب والقوى المسيحية وتفوّق على منافسه التاريخي المتمثّل بآل فرنجية، فبات لحركة «الإستقلال» نائبان هما معوّض ونائب الكورة أديب عبد المسيح، في حين أن فرنجية خرج منكسراً من زغرتا أولاً، بحلول المرشح طوني فرنجية ثانياً بعد معوّض، وعدم قدرته على حصد أي مقعد في أقضية الشمال المسيحي.

 

إذاً، بات ميشال معوّض في نادي المرشحين الموارنة للرئاسة مدعوماً من القوى السيادية، فهو ينال دعم الأغلبية المسيحية المؤلفة من أحزاب «القوات» و»الأحرار» و»الكتائب» وحركته وعدد من المستقلّين، أي أنه حاصل على دعم وتصويت 28 نائباً مسيحياً كانطلاقة، في وقت يرشّح فيه هذا الرقم للإرتفاع.

 

بعد أن ثبّت معوّض ترشيحه، يبقى السؤال كيف ستكون خطوات المرحلة التالية؟

 

في السياق، فإن معوّض يعمل على الشق الداخلي، فهو يُجري حواراً مع بقية قوى المعارضة، فمن جهة هناك تكتل قدامى «المستقبل» البالغ 11 نائباً، وهناك كتلة نواب «التغيير» البالغة 13 نائباً إضافةً إلى بعض المستقلّين، وهؤلاء تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة، فمعوّض نال أكثر من نصف أصوات المعارضة، في حين أن مرشح «التغيير» سليم إدّه حصد 11 صوتاً فقط، وبالتالي هل تطبّق الديموقراطية داخل القوى التي كانت تنادي باحترامها؟

 

ومن جهة أخرى، فإن قدامى «المستقبل» لم يحسموا أمرهم وسط المخاوف من إبرامهم صفقة مع «حزب الله» تُتيح وصول فرنجية إلى بعبدا وعودة الرئيس سعد الحريري إلى الحياة السياسية والسراي الحكومي.

 

وبالنسبة إلى الشق الخارجي، فإن معوّض مرضيّ عنه من الدول الخليجية والغربية وقادر على وصل ما انقطع من علاقات. من هنا، فإن الجميع بانتظار ما سيحصل من مفاوضات وتسويات خارجية تسهّل إنتخاب الرئيس.

 

والأهم من هذا كلّه أن «حزب الله» لا يزال متحكّماً بخيوط اللعبة، لذلك فقد يفعل المستحيل من أجل منع وصول معوّض أو أمثاله حتى لو اتّحدت المعارضة وأمّنت النصف زائداً واحداً، وتجربة الجلسة الأولى للإنتخاب أكبر دليل.