اظهرت تطورات الساعات الاخيرة الماضية، ان »بيت الوسط« اقرب من بعبدا، بعد فشل مساعي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وانتقال المبادرة الى حد اختيار فرنجية لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط، بدلا من ان يختصر المسافة باتجاه قصر بعبدا، لكن ذلك لم يحصل لان فرنجية يعتقد جازما ان تشكيل الحكومة ينطلق من عند الرئيس الحريري. لذا فانه فضل اختيار نصف المسافة الى قصر بعبدا بلقاء بيت الوسط؟!
المهم في هذا المجال ان تبقى الامور ذات العلاقة بتشكيل الحكومة في يد الرئيسين عون والحريري، شرط ان لا تنتقل الى طرف ثالث قد لا يكون على استعداد لان يسهل تشكيل الحكومة من خلال توزير تيار المردة بحسب ما يتطلع اليه، مع العلaم ان خطة فرنجية في زيارة الحريري في بيت الوسط تحمل دلالات من شأنها السؤال عمن كان وراء التقارب المفاجئ بين الحريري وفرنجية، من دون حاجة الى اختراع اسماء ومسببات من شأنها اقحام اسماء للقول الى طرفا ثالثا قد نجح في ترتيب لقاء بيت الوسط بسرعة وبسرية مطلقة من جانب اصحاب النيات المبطنة بأسباب وبكلام غير مبرر؟!
لم يخطئ الرئيس الحريري للقول انه لم يتجنب لقاء فرنجية، فيما المؤكد في المقابل ان الرئيس عون سعى جهده للاجتماع مع فرنجية في قصر بعبدا، من غير ان يؤدي ذلك الى نجاحه خصوصا ان الاقتراحات ذات العلاقة بلقاء عون – فرنجية قد اكتملت فصولها، من غير ان تتحدد الصورة المرتبطة بموضوع الحقيبة الوزارية التي ستعطى لتيار المردة والا لما اخذت الزيارة التي لم تحصل الى بعبدا، هذا البعد الذي اخذته زيارة فرنجية بيت الوسط لاسيما انها حفلت بكل ما له علاقة بتشكيل الحكومة العتيدة التي لا بد وان يفهم منها انها ستكون من ضمن تفاهم بيت الوسط وما تردد حيال ذلك من تباين مقبول نسبيا مع الرئيس عون؟!
ان النائب سليمان فرنجية لم يكن على حق في طريقة تصرفه مع اول مسعى جرى معه لجمعه برئيس الجمهورية، لكن المسعى الثاني لجمعه مع الرئيس سعد الحريري قد تحدد في مجال رد الاعتبار المسبق لجهة استباق الامور التي ستصل الى حد الاجتماع التوضيحي اللاحق مع الرئيس عون الذي كان ولا يزال يتوقع عودة من فرنجية عن »تصلبه البروتوكولي« الذي يجب ان يفهم منه ان الامور سائرة باتجاه توضيح العلاقة اللاحقة بين عون وفرنجية حيث لا يعقل ان تكون مكابرة من اي جانب كي لا تتطور الامور نحو تعزيز عوامل السلبية بينها؟!
حسنا فعل الرئيس الحريري في منع تطور الامور باتجاه سلبي؟!
في حال تأخر الاتصال بفرنجية بطريقة ام بأخرى لان جهة ثالثة كانت بصدد حركة التفافية على كل ما من شأنه ترطيب الاجواء بين قصر بعبدا وبنشعي كنتيجة حتمية لما حصل في فترة الانتخابات الرئاسية وما حفلت به تلك المرحلة من كلام قيل على هامش دور حزب الله الذي اعطى العماد عون مجمل اصواته الانتخابية من غير ان يقتنع بانه لا يجوز ان يقاطع ترشح فرنجية للرئاسة الامر الذي زاد في نسبة التشكيك بصحة موقف الحزب من الرئاسة؟!
وبالنسبة الى كل ما تقدم فان زيارة فرنجية بيت الوسط قد زادت من احتمالات تخطى التعقيدات التي تعترض تشكيل الحكومة، ان لجهة المفهوم السياسي للخطورة او لجهة المفهوم الوطني الذي سيستدعي قيام حكومة وحدة وطنية، لا يكون فيها مشروع من تحت الطاولة يقلب الحسابات بين ليلة وضحاها اضافة الى امكان حصول رد فعل من جانب رئيس الجمهورية وهذا مستبعد لان الرئيس ميشال عون اكبر من ان يتأثر بزيارات ولقاءات سياسية لا بد من ان تعطي نتائج ايجابية على الصعيد العام؟!
كذلك، فان المجال الصحيح لزيارة فرنجية الرئيس الحريري سيظهر بطبيعة الحال حيث لا يعقل البقاء في دوامة الانتظار قبل ان يتضح المشهد السياسي المرتبطة بتشكيل الحكومة بين وقت واخر شرط ان لا يتجاوز وقت تشكيل الحكومة نهاية الاسبوع الجاري، ومن غير حاجة الى انتظار البقية الباقية من الشهر الحالي بعد الذي صدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري وقوله ان الحكومة الجديدة ستبصر النور في موعد اقصاه عيد الميلاد، وهذا التوقيع يفهم منه انه سيتغير بعد لقاء بيت الوسط وكسر الجليد الذي شاب العلاقة بين الرئيس الحريري والنائب سليمان فرنجية؟!
وثمة من يجزم في هذا المجال بأن زيارة فرنجية لم تأت بلا اعداد مسبق، حيث يقال ان الزعيم الزغرتاوي ما كان يقوم بزيارة بيت الوسط الا بعدما علم ان الحكومة ستشكل من دون مشاركة احد من جانب المردة، فيما تقول اوساط مطلعة ان التشكيلة الوزارية قد وضعت ومعها اسم ممثل تيار المردة على اساس قبول التيار بما يعرض عليه، او رفض الانضمام الى الحكومة في حال لم تعجبه الحقيبة الوزارية المخصصة للتيار؟!