IMLebanon

الميّة وميّة إلى أيْن؟

 

 

أكاد لا أصدّق ما يجري في مخيّم الميّة وميّة… وبموجب المعلومات المتوافرة فإنّ الإشتباكات بين “فتح” وتنظيم “أنصار الله” بزعامة جمال سليمان، والتي عُرضت على شاشات التلفزة حيث تم بث صوَر لمسلحين مدججين بالسلاح، وعندما شاهدت هذا المنظر خيّل إلي أنني في معركة عسكرية كبرى، ليتبيّـن لي أنه، في الميّة وميّة!

 

يا جماعة، وماذا بعد؟

 

ألا يكفي لبنان أنّه منذ العام 1969 تعرض لضرب المطار وتدمير  طائرات الاسطول المدني بكامله؟، ثم احتلال جنوب لبنان سنة 1978… وأيضاً قيام دولة سعد حداد في الشريط الحدودي، وفي العام 1982 احتلال أجزاء كبيرة من لبنان واحتلال عاصمته بيروت، وهي أول عاصمة عربية تقع تحت الاحتلال الاسرائيلي.

 

هذا كله بسبب الوجود الفلسطيني المسلّح في هذا البلد، ولهذا السبب ذاته، أي الاحتلال الاسرائيلي، صار عندنا «حزب الله».

 

والحرب الأهلية في لبنان قامت بسبب السلاح الفلسطيني..

 

والفلسطينيون المسلحون ماذا يفعلون في لبنان؟ إنهم يقتتلون في معارك أهلية لا أفق لها ولا نهاية لها ولا نتيجة لها إلاّ إراقة الدم الفلسطيني مجاناً، في ما يمكن أن يكون هدايا مجانية لإسرائيل.

 

يا جماعة الحد الأدنى أن تكونوا متفقين في ما بينكم إذا كنتم تريدون محاربة إسرائيل كما تدعون… وبتنا لا نطلب اتفاقاً، إنما نطالبكم بهدنة ثابتة توقف هذا الإقتتال المروّع الذي ينم عن أحقاد وكراهية لا نهاية لهما.

 

لقد طارت فلسطين… وها هي غزة تعاني ضيقاً قاسياً، وها هي القدس تضيع تدريجياً وبتواطؤ معظم العالم…

 

وأمّا نحن في لبنان فما زلنا في درب آلام طويل بسبب السلاح الفلسطيني، وبالمناسبة لو دولتنا، طوال هذه السنوات كانت مهتمة فعلاً بلبنان، وبعد سقوط «اتفاق القاهرة»، كان واجباً موجباً عليها سحب السلاح من المخيمات كلها، أقله من أجل سكان المخيمات الذين يعانون الأهوال من دون انقطاع، وطوال حقبة مديدة… ولا يكاد يمر يوم عليهم من دون أن يتحمّلوا أعباء الإقتتال الأهلي بين تنظيمات تفرّخ بين وقت وآخر… وليس لها شغلة أو عملة إلاّ تجنيد المسلحين، من أجل ماذا؟ فقط من أجل أن يُسفك الدم الفلسطيني باليد الفلسطينية.

 

عوني الكعكي