IMLebanon

ميقاتي يجول روحياً لشرح موقفه… و«يَحشُر» عون وباسيل

 

استرعت جولات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على المرجعيات السياسية والروحية باهتمام لافت في توقيتها ومضمونها، إذ وبعد زيارته للديمان، ولقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، جاءت زيارته إلى المطران الياس عوده، وثمة معلومات بأنه في صدد استكمالها باتجاه مرجعيات أخرى، دون استبعاد قيامه بزيارة بعض المرجعيات السياسية، بحيث ينقل هنا، أن هذه الجولات متعدّدة الأوجه والأهداف في هذه المرحلة، إن على أبواب تشكيل حكومة جديدة، أو تعويم الحكومة الحالية، وربما إجراء تعديل وزاري، ما يعني أن كل الإحتمالات واردة، أي أن ما يقوم به رئيس الحكومة المكلّف يأتي في إطار مواجهات سياسية بينه وبين «التيار الوطني الحر»، وما سبق ذلك من مساجلات على خط السراي ـ بعبدا.

 

وتشير المعلومات نفسها، إلى أن ميقاتي وضع كل من البطريرك الراعي والمطران عوده، في أجواء التشكيلة الحكومية التي رفعها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، والتي لم يقبلها، وقال له أنها تضم أسماء مشهود لها بالخبرة وبنظافة الكفّ، وأنه سيحاول الوصول إلى اتفاق مع رئيس الجمهورية، أما الهدف الأهم، فيتمثل بشرح وجهة نظره، أو بمثابة الردّ على ما طالب به رئيس الجمهورية ورئيس «التيار الحر» جبران باسيل، في توزيع الحقائب، ولا سيما استثناء حقيبة المال، إذ أشار إلى خصوصية وظروف «الثنائي الشيعي»، ومن ثم أكد لهم بأنه أعطى كل الطوائف حقّها، ولا سيما المسيحيين، وأن التعديل الذي أجراه على الحكومة صبّ لمصلحتهم، فهذه الأمور شرحها الرئيس المكلّف، وينقل أيضاً بأنه قد يزور بعبدا ومعه صيغة تعديلية على بعض الحقائب، وربما أسماء جديدة، وقد تكون التشكيلة الأخيرة التي سيرفعها لرئيس الجمهورية في حال رفضها، والبعض يرى أن ذلك هو ما سيحصل لتأتي المحاولة الثالثة بتعديل بسيط على بعض الأسماء، وإلا عندئذٍ ستبقى حكومة تصريف الأعمال كما هي إلى حين انتهاء ولاية رئيس الجمهورية.

 

وفي السياق، تشير المعلومات والمعطيات المنقولة عن بعض الجهات الفاعلة، أنه، وحتى نهاية الأسبوع الجاري، أي قبل عيد الأضحى، ستتوضّح الأمور بشكل حاسم على الصعيد الحكومي، مع أرجحية عدم تشكيل حكومة جديدة لأكثر من ظرف واعتبار، وتحديداً في ظل عملية تصفية الحسابات بين ميقاتي ورئيس «التيار الوطني الحر»، والأبرز على خط عين التينة والعهد وميرنا الشالوحي، لأن بعض الجهات السياسية المخضرمة، تؤكد بأن ما يحصل اليوم يتخطى العنوان الحكومي، إذ أن التصويب هو على انتخابات رئاسة الجمهورية والمعركة تجري على هذا الأساس، ويمكن القول أن معركة رئاسة الجمهورية فُتحت من خلال ما يحدث أو يجري على خط التأليف وطرح الأسماء وحرق البعض، وكل ما يتصل بكل هذه الأجواء، مشيرة إلى أن القادم من الأيام يتّجه نحو رفع منسوب الخلافات والتصعيد في إطار توجيه الرسائل بين المكوّنات الداخلية، فيما الحقيقة تكمن في ترقّب وانتظار الإستحقاقات الإقليمية والدولية، من المفاوضات النووية في قطر، إلى المسعى العراقي لتسوية الخلافات بين الرياض وطهران، ومن ثم القمة الخليجية التي ستنعقد بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن في السعودية، بعد أيام معدودة، والتي يعوّل عليها في إطار التأكيد على أن الملف اللبناني سيكون بنداً أساسياً، وكذلك الحرب الروسية ـ الأوكرانية، والتي بدأت تشتعل بشكل عنيف في الأيام الماضية، بمعنى أن كل هذه الإستحقاقات العربية والدولية، سيكون لها تداعياتها على الداخل اللبناني، ومن شأنها أن تبلور كيف سيكون عليه الوضع حكومياً ورئاسياً، وعلى كافة الأصعدة، في ظل ما سيتم التوافق عليه بين هذه القوى الخارجية حول الملف اللبناني.