Site icon IMLebanon

اتصالات وضغوطات خارجية لحسم التكليف اليوم.. ولكن !

 

دخلت معظم الدول المعنية بالملف اللبناني على خط الإتصالات الجارية للتكليف والتأليف دون أي مماطلة من قبل الأطراف السياسية اللبنانية، وفي ظل التلويح بسيف العقوبات، وسط معلومات عن أجواء نقلت إلى أحد الوزراء السابقين، ومن قبل صديق فرنسي، بأن باريس لن تتهاون بعد اليوم مع أي طرف، أو حتى مع أي مرجع رئاسي في لبنان، حتى لو كان من أصدقاء فرنسا والمقرّبين منها، حيث ان التجارب السابقة مع المسؤولين اللبنانيين لم تكن مشجّعة على الإطلاق.

 

وعلى خط موازٍ، تكشف معلومات من بعض الدوائر المعنية بالشأن اللبناني، أن الساعات الماضية شهدت زخماً من الإتصالات والمشاورات من قبل بعض المسؤولين الأميركيين والفرنسيين والروس، وصولاً إلى المصريين، وصبّت بمعظمها في إطار ممارسة الضغوطات على المكوّنات السياسية اللبنانية، وتحديداً تلك التي تتولى مسؤولية إدارة البلاد، وينقل عن بعض المعلومات الدقيقة، أن الخارجية الروسية كثّفت من اتصالاتها مع بعض أصدقائها في لبنان من أجل تسهيل مهمة التكليف، وبالتالي، تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، على اعتبار أن ثمة تقاطعا دوليا وإقليميا بتسميته، وخصوصاً أن موسكو ترى وجود حكومة في هذه المرحلة حاجة أساسية لمنع انزلاق لبنان نحو حروب قد لا يخرج منها سالماً، وذلك مبني على معلومات وأجواء نقلها مسؤولون روس لأصدقائهم من المسؤولين في بيروت، أن روسيا حضّت وضغطت في اتجاه الإسراع في التكليف والتأليف، لأن هناك ظروفا قد لا تتكرّر من خلال الإجماع على تكليف شخصية قد يكون بإمكانها الخروج، ولو جزئياً وتدريجياً، من هذه الأزمات الخانقة التي تحيط بغالبية اللبنانيين، وحيث الفقر بدأ يمتد من لبنان إلى سوريا، ومن هنا يأتي قلق موسكو من أن تنفتح الحدود على كل أشكال التحدّيات والتهريب، الأمر الذي لا بد أن يكون له تأثيرات سلبية في كلا البلدين.

 

وبناء عليه، فإن هذه الإتصالات التي جرت من قبل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إنما كانت حازمة، وخصوصاً لبعض الأطراف المؤثّرة والتي تعتبر من الأصدقاء المقرّبين من موسكو، في حين ينقل أيضاً أن الخارجية الروسية كثّفت من اتصالاتها مع بعض الدول الإقليمية الفاعلة على الساحة اللبنانية، وحيث بإمكانها أن تساعد على الحلّ عبر توظيف صداقاتها وتحالفاتها مع بعض الأطراف التي تعتبر من اللاعبين الأساسيين على الساحة الداخلية.

 

من هنا، يُتوقّع، وخلال الساعات المقبلة، أن تتبلور هذه الإتصالات المكثّفة الخارجية والداخلية بغية بلورة المشهد السياسي الداخلي، وتحديداً على خط التكليف، لأن هناك حالة إرباك وضياع وانقسام على مستوى الأطراف كافة بين تسمية الرئيس ميقاتي أو عدم تسمية أي طرف، إلى رغبة من البعض باختيار شخصية أخرى، ما يترك تساؤلات حيال ما يجري، هل هي مناورات سياسية أم تصفية حسابات، أو أنها تدخل في إطار الشعبوية، أو قد تكون مقدمة للاستحقاقات المقبلة على المستويين النيابي والرئاسي. لذا، يعتقد أكثر من طرف سياسي ومن المخضرمين بأن المشهد ضبابي، والتفاؤل مشوب بالحذر نظراً لحسابات ومصالح الأطراف كافة مما يبقي الوضع مفتوحاً على كل الإحتمالات، والمفاجآت كلها واردة أكان على صعيد التأليف أم على أي سيناريو قد يحدث في الساعات القليلة المقبلة.