IMLebanon

ميقاتي «بقّ» البحصة: مواجهة شاملة أم فشّة خلق؟

لم يكن أشد المتفائلين من مؤيدي الرئيس نجيب ميقاتي يتوقع أن يصل «دوز» هجومه على الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل الى الحدّ الذي وصل اليه، في إطلالته التلفزيونية أول من أمس، بعد أسبوع من إطلالة الحريري الذي لم يوفر فيها ميقاتي من انتقاداته.

رفع ميقاتي سقف هجومه على التيار الأزرق شدّ عصب جمهوره في طرابلس بعد طول تراخٍ، وهو ما ظهر واضحاً في الوفود التي تقاطرت إلى قصره في الميناء أمس، على نحو لم يعهده إلا في المهرجانات الانتخابية. فهل قرّر رئيس الحكومة السابق، أخيراً، خوض المواجهة الشاملة مع الحريري، أم أن الأمر مجرّد «فشّة خلق»… وكان الله يحب المحسنين؟

مقربون من ميقاتي يلفتون الى إشارته الى أن «الثنائية السّياسية السّنية قد وُجدت» وأنه يُمثل «قطبها الرئيسي»، مؤكدين أنه «لن يتراجع عن تأليف هذه الثنائية بمعزل عن الأحجام». ويقول هؤلاء: «قرار المواجهة جدّي، والمواقف الأخيرة لا عودة عنها، والمرحلة المقبلة ستشهد نهجاً جديداً وخطة عمل سياسية منظمة». ويضيفون: «في الطائفة شخصيات وقوى وبرامج سياسية لا تتوافق مع مواقف المستقبل وترفض مصادرته قرارها، وهذه القوى قادرة على كسر هذه الاحادية المستقبلية». ويلفت المقربون الى «ارتياح شعبي لكلام ميقاتي في وجه من يريد من خارج المدينة أن يصادر قرارها، وخصوصاً بعدما أعطى تيار المستقبل ميقاتي صكّ براءة، نتيجة انقلابه على مواقفه السابقة برفضه مشاركة حزب الله في الحكومة، أو الحوار معه قبل انسحابه من سوريا، وتقديمه تنازلات سياسية رفض ميقاتي أن يقدمها».

قرار المواجهة

جدّي… لكن السوابق غير مشجعة!

غير أن أوساطاً طرابلسية مراقبة تبدي شكوكها في قدرة ميقاتي على ان يمثّل طرفاً في «ثنائية سنية» مع تيار المستقبل، مشيرة إلى أنه «خلال وجوده في السلطة لنحو 3 سنوات، لم يقدم على هذه الخطوة برغم أنها كانت متاحة أمامه على نحو أسهل».

أما إشارته إلى «حلف طرابلسي» يضمه مع النائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي، في مواجهة تيار المستقبل، «فإن حلفاً كهذا يحتاج إلى أمرين: الأول موافقة الصفدي وكرامي على الانضمام إليه؛ والثاني أن يمضي ميقاتي في المواجهة حتى النهاية، لأن السوابق غير مشجّعة»، وإذ يفضل المراقبون الانتظار قليلاً لاتضاح الصورة، يلفتون إلى أن ميقاتي «حشر نفسه في الزاوية بمواقفه الأخيرة، وهو يعرف أنه في حال تراجعه، فإن الحريري وتيّاره لن يترددا في الانتقام منه سياسياً بقسوة».

في المقلب الآخر، يعترف مستقبليو طرابلس بأن «إطلالة ميقاتي التلفزيونية كانت أنجح من إطلالة الحريري في الشكل»، وبأن زعيمهم خسر أمام رئيس الحكومة السابق بالنقاط، لكنهم يلفتون إلى نقطتين تصبّان في مصلحة تيارهم: «الأولى، أن ميقاتي هزم أمام المستقبل في كل الانتخابات النقابية الأخيرة في طرابلس، ما يعني أننا لا نزال نمسك بالأرض في طرابلس؛ والثانية أن ميقاتي لم يُقدّم للطرابلسيين في إطلالته إلا الوعود، بينما أعلن الحريري هبة مالية بقيمة 20 مليون دولار للمدينة».