IMLebanon

تقاسم أدوار بين الثلاثي أم «مكيدة ميقاتية»؟ بعبدا تجنّبت الفخ… و «نفدت بريشها»

 

 

بينما مصير الموازنة معلّق في انتظار الحل الذي سيتم ايجاده لاقرارها، في ظل اصرار الثنائي الشيعي على ابقاء تعطيله لمجلس الوزراء، وفي وقت تنحدر الاوضاع المعيشية من سيئ الى اسوأ، يصول ويجول رئيس الحكومة بين المقرات، تارة علنا وطورا سرا، حاملا «تسوية» ما ، «الله وحدو بيعرف اصلها وفصلها واهدافها الحقيقية»، ناصبا فخا هنا، وزارعا لغما هناك، في خلطة تحالفات «ما الها رب»،آملا منه بالنفاذ «بريشه» مما يرسم ويحاك.

 

فاللبنانيون الذين ناموا على «مشهد ولعان» استفاقوا على آخر، قد يكون غريبا في «البلاد الطبيعية» ولكن «مش عنا أكيد»، حيث درجت مدرسة «التكويع بارضه» التي أرسى قواعدها وليد بيك، وبات «نجيب أفندي» وريثها اليوم، مضافا اليها «ملح وبهار» المصلحة الوطنية والسلم الاهلي، كمادتين سجلتا سابقا باسم الشيخ. « فزوبعة» الخلاف بين البرتقالي والاصفر، انتهت الى الاحتواء والاستيعاب، من قبل الضاحية، بعدما ابدت ميرنا الشالوحي عدم نيتها في الذهاب بعيدا في الكباش، ما تلقفه السيد حسن نصرالله ونائبه المكلف ادارة الملف الداخلي الشيخ نعيم قاسم، مقرين بوجود «مسائل تحتاج إلى توضيح ومصارحة»، تحت سقف تفاهم مار مخايل المحكوم بزواج ماروني بين الطرفين، ضمن ادراك الطرفين حاجتهما لبعضهما بعضا ضمن معادلة التيار يحتاج اصوات الحزب انتخابيا ورئاسيا، رغم معزوفة «الاعتماد عا حالنا»، والحزب يحتاج الى غطائه المسيحي، فدارت محركات الاتصالات بين قيادتي الطرفين، معظمها خلف الابواب المغلقة.

 

نجاح المرحلة الاولى من رأب الصدع في الكواليس انتقل الى البحث،على ما يبدو وفقا لاوساط مطلعة، الى كيفية تعويض «الصهر» عن «هزيمة معركة الدستوري»، والتي اول غيثها «الضغوط» التي مورست على بعض الاطراف التي ابدت استعدادها للمشاركة في طاولة الحوار، رغم ان كل ذلك يبقى دون طموح الوطني الحر الذي يحتاج الى ورقة مجلس الوزراء، وما خلفها من تعيينات قضائية وامنية ومالية جديدة.

 

فهل اعاد الثنائي الشيعي فريق العهد الى بيت الطاعة، بعدما وجد الاخير نفسه معزولا «لا حول ولا قوة له»؟ هنا ثمة وجهتا نظر: تقول الاولى ان كل ما حصل لا يعدو كونه تقاسم ادوار بين الثلاثي ميرنا الشالوحي- حارة حريك – عين التينة على حساب السراي، والثانية تقول بالعكس، هي فخ منصوب بالتكافل والتضامن بين الثنائي ورئيس الحكومة ادى الى «نص زحطة» لبعبدا،حيث تؤكد المصادر ان كل ما اورده رئيس الحكومة من معطيات ليس دقيقا، فالموازنة لم تجهز بعد، وكذلك مسألة ضمان عقد جلسة لمجلس الوزراء بمشاركة «الشيعة»، اذ ما حصل عمليا هو تمرير مرسوم الدورة الاستثنائية فقط، والذي وجد فيه جنرال بعبدا مصلحة، والاهم «كبّ مسؤولية» فشل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والاصلاحات المطلوبة «عن ضهره»، راميا الكرة في ملعب ثلاثي التعطيل. عزز هذا الانطباع رفض رئيس الجمهورية القاطع طرح الرئاسة الثانية بالتوقيع على مراسيم عاجلة ، مؤكدا «مافي لزوم طالما ان مجلس الوزراء رح يجتمع»، فكانت النتيجة نصف انجاز للجميع. فهل خاف جنرال بعبدا من فخ «استيذ» الثنائي، وقرر التحرك، راميا كرة التعطيل في ملعبهم من جديد؟

 

واضح مما تقدم ان «الميقاتية السياسية» تمر بازمة كبيرة، وسط ضياعها الكامل، خصوصا مع فقدانها الدعم العربي والخليجي تحديدا، والاهم فشل الرئيس الفرنسي، عراب هذه الحالة، في تأمين ما سبق ووعد به، ما دفع «بالميقاتي» الى السير على الطريق نفسه الذي سلكه سلفه الشيخ سعد، في محاولة منه لوراثة الزعامة السياسية للسنة، من بوابة حزب الله، حيث ثمة من يؤكد ان عزوف الحريري عن خوض الانتخابات النيابية سيؤدي الى نجاح «سنّة الحارة» في الوصول الى ساحة النجمة. فهل يفسر ذلك سبب الفخ الذي نصبه للرئيس عون، سواء عن حسن او سوء نية؟

 

بناء على ما تقدم، خرج من يتحدث عن فتوى دستورية «همايونية» لاجازة اقرار الموازنة دون انعقاد مجلس الوزراء تقضي بارسال مشروع الموازنة بعد توقيعه من رئيسي الجمهورية والحكومة الى المجلس النيابي، فيعرضه وزير المال يوسف خليل في جلسة تشريعية استثنائية حيث تتم مناقشته ثم اقراره.

 

الخلاصة انه كما التلاميذ سيعودون إلى صفوفهم، كذلك النواب سيعودون إلى مقاعد البرلمان محصنين بموجة تذاكٍ جديدة، فيما طلاب الحكومة لم يُحسم مصيرهم بعد، باعتبار ان حسابات الأطراف لم تتطابق، والارجح ايضا ان ميقاتي لن يتغير. فهو  يقول الشيء ونقيضه احيانا كثيرة، كما  لا يتردد احيانا في بيع وعود في الهواء.  فمن اوقع مَن ؟ ومَن سجّل هدفا في شباك الآخر؟

 

يبقى الجواب الفصل في ذمة المقبل من الايام….  والمهم «الله ينجينا من هيك حكام»…. رغم انه «عيش كتير بتشوف اكتر»…