Site icon IMLebanon

هل كسر رئيس الحكومة الجرّة مع بعبدا ؟ ميرنا الشالوحي : «عمول واجباتك» والا …

 

 

لم ينقص اللبناني «الجائع والبردان والمريض» سوى شحنة مواقف وجدانية متطايرة بين بعبدا والسراي «اهتمت بامور كثيرة فيما المطلوب واحد» ،ليحسوا معها بتخمة «شكروا ربهم عليها» بعدما سدت جوعهم وسكنت اوجاعهم بمفعول رجعي ولاحق مع جرعة لقاح ثالثة في الثاني من كانون الثاني، ليرسم بعدها مصير التسويات ومستقبلهم «كلن يعني كلن»، في حسابات كلام «الانتخابات فوق كل اعتبار « المعسول.

 

وبعيدا عمن سبق «الثاني منهم» في سوق « ضربني وبكى وسبقني واشتكى» عند حزب الله، لم يعد خافيا على احد «الغصة العونية» نتيجة الحقيقة الصادمة التي انتجتها التسويات طوال الخمس سنوات الماضية، والتي انتهت الى تعطيل بعدما بات «ظلـم ذوي القربـى أشــدُّ مضـاضـة على المرء من وقع الحسام المهند «،و»الانكى» ان السلاح المستخدم هو ذاته الذي وقف الى جانبه وساهم في ارساء قواعده التيار الوطني الحر زمن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ليتجرع اليوم رئيس الجمهورية السم الذي طبخ يومها، بعد فوات الاوان.

 

من هنا فقد رأت مصادر سياسية متابعة ان «جنرال بعبدا» الذي ذكر بنفسه بميشال عون الـ 1989، قد ضيّع فرصة ،قد تكون الاخيرة لتعويم العهد ،والخروج من عباءة حزب الله في الملفات الداخلية، متحررا من «الغطاء الشرعي» الذي دفعت الدولة اللبنانية ثمنا غاليا له، دفع بالكثيرين الى «الاستلشاء» بنظرية «ما خلونا» سواء من اهل الداخل او الخارج، «ليهجم» الى الامام محملا الجميع مسؤولية التعطيل والانهيار،رغم ان الازمة الحالية وسبب الاطلالة مرتبطان حصرا بالثنائي الشيعي وحساباته ،حيث لا قوات ولا تيار مستقبل ولا كتائب ولا حتى ثوار «الن علاقة لا من قريب ولا من بعيد»،اذ وحده الشارع المسيحي الحامي للقاضي بيطار يتحمل مسؤولية اسقاط التسوية –الصفقة.

 

وفيما لم تسجّل اي حركة توحي بأن التعطيل الوزاري الذي شكا منه عون سيتوقف، او بأن طاولة الحوار التي دعا اليها، ستلتئم،اكتمل «النقل بالزعرور» مع اطلالة رئيس الحكومة، «الذي شمع الخيط والى لندن دار ليعيد مع العيلة»، بالنيابة عن الثنائي الشيعي ،الذي قرر المهادنة مع «الصهر» بعد «انتصار المجلس الدستوري»، «والعض عالجرج» رغم انه لم يبلع كلام «العم» وثلاثيته الحوارية التي يرفضها جملة وتفصيلا استنادا الى الشواهد الخطابية والكلامية، كما ترى اوساط مقربة من ميرنا الشالوحي، التي اوحت بان رد الاخيرة لم يتاخر اذ عاجل المجلس السياسي للبرتقالي السراي بكلام واضح وصريح «عمول واجباتك والا…» ،من جهة، ومذكرا الثنائي ،من جهة ثانية،بان الامور لم تنته والتداعيات السياسية لما حصل لم تبدا بعد «فالثاني من كانون الثاني» لناظره قريب، مشيرة الى ان الثنائي فوت فرصة الاستفادة من الباب الذي تركه الجنرال «نص مفتوح» على حل يعيد الامور الى نصابها الدستوري والقانوني ،قبل فوات الاوان.

 

في كل الاحوال ليس بخاف على احد ان رئيس الحكومة فند كل ما ورد في اطلالة رئيس الجمهورية، دافنا مبادرته الحوارية في مهدها وان ايدها شكلا، فساكن السراي يريد حوارا حول العلاقة مع الخليج فيما دوله «فاتحة معركة على حزب الله ومن خلفه ايران «لا حل وسط فيها ،هو نفسه الذي لم يجد اي دلالة على «احتلال ايران» او وجه غير لبناني لحزب الله في معرض اجابته على احد الاسئلة. اما «الكحل الذي عمى» العلاقة بين الرئاستين بالكامل فهو الضمانة التي قدمتها السراي لحاكم مصرف لبنان «الذي لا يمكن تغييره اثناء المعركة» ،حيث سالت اوساط عونية،وماذا اذا كان هذا القائد غير اهل فهل نتركه حتى «يكمل عا يلي بقيوا؟» ، او ان ثمة صفقة ما ابرمها مسبقا رئيس الحكومة حول هذه المسائل،مستغربة وصفه بعضَ كلام « العماد» «بالمزايدات والتعامي عن مخاطر الإقدام على تأجيج الخلافات»، التي «ستدخلنا في تعقيد أكبر قد يؤدي الى ما لا تُحمد عقباه».

 

اسئلة رئيس الجمهورية لم تتأخر الاجوبة عليها كثيرا ففي اقل من 24 ساعة كان المكتوب قد قرا وبتفاصيله هذه المرة بالصوت والصورة ،لا تغريدا ولا تسريبا،حيث بات واضحا ان النظام سقط واصبح كلُّ واحد يبحث عن مصلحته» في دولة «كل مين ايدو الو»، لتنتهي ثلاثية ميشال عون لربط النزاع مع الضاحية تماما كما انتهت ثلاثية ميشال سليمان تماما،فالجمودالحكومي مرشح للاستمرار إلى أجل غير مسمى ما دام الثنائي غير مستعجل لإنقاذ ما تبقى من عهد حليفه. وإذا كان أحد لا يشك في أن التيار الوطني الحر فهم الرسالة جيدا، فإن الأهم بالنسبة إليه في مكان آخر…»وهون قصة تانية اكبر بكتير» تبدأ بخطوط الترسيم ولا تنتهي بنصاب «غب الطلب» وفقا للارقام والمصالح… فالى حينه كلام كثير سيرمى في سوق السياسة ليبيع ويشتري المزايدون …