تحظى حركة التواصل والتنسيق على خط “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل” باهتمام المتابعين، كونها تأتي بعد فترة من التوترات وفي لحظة سياسية مفصلية، وترجمة هذا التواصل ظهرت في تحييد العلاقة عن الخضات. وفي الدينامية الإيجابية بين الطرفين، كانت لافتة مشاركة قيادات من “أمل” في الإفطار الذي أقامه التيار في منطقة جبيل الأسبوع الماضي، في خطوة حملت دلالات على الستاتيكو الجديد للعلاقة، حيث تؤكد مصادر الفريقين ان التواصل أدى الى وضع تنظيم جديد للعلاقة بينهما، وقد تم التوافق على نقاط تلاق رغم الاختلاف القديم بينهما.
بالمقابل، فان التيار الذي أرسى علاقة مستقرة مختلفة عن الماضي مع أقسى وألد خصومه في عين التينة، لم يستطع الولوج الى علاقة مشابهة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي لا تزال الأمور تشهد مدا وجزرا بينهما، وكادت تدخل بأزمة كبيرة وعميقة مع الكتاب الموجه من رئيس حكومة تصريف الاعمال الى وزارة الداخلية ومديرية أمن الدولة، المتعلق بسحب عناصر أمنية، الأمر الذي اعتبره التيار استهدافا مباشرا له، اذ يرى التيار ان ما جرى في موضوع أمن الدولة يأتي في سياق ممارسة الضغوط الموجهة ضده أيضا.
الأزمة بين رئيس التيار النائب جبران باسيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تخطت الحدود المتعارف عليها، ووصلت الى حد سعي الأول لطرح الثقة بميقاتي، وذلك بجمع تواقيع على عريضة نيابية لمحاكمة الحكومة. اذا، لا تكاد تمر فترة قصيرة بين قضية وأخرى ليندلع سجال جديد بين ميرنا الشالوحي والسرايا. فما يزعج ميقاتي هو امتناع التيار عن المشاركة في الجلسات الحكومية والاعتراض على التعيينات التي تقرها الحكومة، ورد القوانين وتعطيل العمل الحكومي، فيما يتهم التيار ميقاتي بالتعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية، وممارسة الضغوط على التيار لتطويقه وإضعافه.
المحطات الخلافية الأخيرة بين التيار والسراي تشعبت، من ملف تعيين الخفراء الجمركيين الى اقفال السفارات وخلاف الناجحين في الكلية الحربية، ومع طي صفحة إغلاق عدد من السفارات بقرار من وزير الخارجية عبدالله بو جبيب، فان حملة التيار أدت الى تطيير او تأجيل تعيين خفراء الجمارك، بعد ان حمل باسيل الوزراء المسيحيين مسؤولية التغطية على ارتكابات حكومة تصريف الاعمال.
وفق مصادر سياسية، فان الخلاف السياسي بين السراي وميرنا الشالوحي يصعب ضبطه، فرئيس التيار يتمسك برفض المشاركة في جلسات الحكومة وليس في صدد التراجع، وسبق ان أعد تكتل “لبنان القوي” عريضة نيابية و١٨ وزيرا ضد رئاسة الحكومة لم تكتمل بالتواقيع ولم تبصر النور، فيما يعتبر المقربون من رئاسة الحكومة ان ما يهم ميقاتي اليوم هو تسيير أمور البلاد والمؤسسات بغياب رئيس الجمهورية، فيما المخطط واضح لضرب وتقويض عمل الحكومة، والالهاء بالاختلافات غير المجدية، فيما المطلوب التلاقي والتلاحم لإتمام استحقاق انتخاب رئيس جمهورية، بدل مقاطعة جلسات مجلس الوزراء والعرائض النيابية.