تتجه الانظار الى الاتي من الايام ، بل الى الاتي من الساعات ، وما يمكن ان تحمله من تطورات، ايجابية كانت او سلبية او “ بين بين “. … تصاحب الاتصالات الخارجية، الدولية والاقليمية والعربية المستمرة مع الداخل اللبناني، وعلى العديد من المستويات، بهدف احتواء الأزمة الناشئة بين المملكة العربية السعودية وبين لبنان التي فجرتها مواقف وزير الاعلام جورج قرداحي … وهي ازمة استأثرت بإهتمام ومتابعات، العديد من “الدول الصديقة والشقيقة” الساعية الى انجاز المعالجة بأسرع وقت ممكن …
يتجنب مسؤولون سعوديون اختزال موضوع الأزمة المستجدة بتصريحات شخص معين… وقد اكد وزير خارجية المملكة الامير فيصل بن فرحان ال سعود:”ان ليس هناك من ازمة بين السعودية و بين لبنان، لكن هناك ازمة في لبنان تتمثل بهيمنة وكلاء ايران (“حزب الله”) على النظام السياسي، وهذا ما يقلقنا… “. ليخلص داعيا القادة في لبنان الى ان “يستفيقوا ويبحثوا عن مخرج يعيد للبنان مكانته في العالم العربي…”
دخلت الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا و”الاتحاد الاوروبي” على خط الوساطة في العمق ، مباشرة ، في اللقاء الذي تم بين وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ونظيره السعودي، على هامش قمة المناخ في غلاسكو (اسكتلندا)، واكبتها حركة اتصالات كثيفة و متعددة و متنوعة قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي… وقد توزعت وتعددت وتنوعت صيغ المخارج، مع اجماع على ان تستمر الحكومة اللبنانية ورفض استقالتها…”؟! مشددين على وجوب منع الانهيار… في اشارات قرأها عديدون على انها “ضغوط على ميقاتي وبعض الوزراء لمنعهم من الاستقالة… “ وهي الحكومة التي واكبتها انهيارات معيشية غير مسبوقة على هذا القدر جراء حرب الدولار على الليرة وسيطرة اركان “. المنظومة السياسية “ على القرارات، وتحول اكثر من ثمانين في المئة الى طبقة معدومة وتحتاج للقمة العيش وقد شدد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب على ان “لبنان بحاجة الى الحكومة التي من مسؤوليتها ان تؤدي اقل الواجبات في الحد الادنى …”؟! وقد كان الأجدى ان يعقد مجلس الوزراء جلسات استثنائية، طارئة لإتخاذ قراره بشأن السعودية، ولا تهمل اوضاع الداخل…
لا شيء يؤكد او ينفي ، ان الاتصالات حققت نجاحا ما او باءت بالفشل ، و قد اكدت مصادر:” ان المسألة ابعد من استقالة الوزير، وهي تتعلق بتحرير الحكومة اللبنانية من هيمنة ايران بواسطة “حزب الله..” وقد حذر عديدون من “خطورة استقالة الحكومة… والبلد امام وقائع بالغة الدقة والمسؤولية، بل و الخطورة، جراء تفجير مرفأ بيروت وحادثة الطيونة الاخيرة، من غير تناسي الاستحقاق الابرز المتمثل بالانتخابات النيابية، حيث يؤكد فريق الرئيس نبيه بري وجوب اتخاذ الاجراءات العقابية بحق القتلة واجراء الانتخابات في موعدها بإعتبارها شأن وطني “لا يجوز لأي طرف سياسي ( المقصود هنا التيار العوني) افتعال مشكل او اثارة اية شكوك من اجل تطييرها…”
السؤال الذي يتردد على الألسنة، خلاصته “هل يستطيع لبنان تحمل استقالة او تجميد عمل الحكومة وشلها، على ماهو حاصل هذه الايام ؟! وفي السياق تؤكد المصادر نفسها: “ان الكلام ما عاد ينفع…” ولقد ان اوان وقت العمل والشروع فورا بتطبيق الاجراءات المطلوبة وانجاز الاصلاحات الشاملة، كخطوة اولى لترميم العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، وهو البلد الذي يستمد شرعيته العربية من علاقاته المميزة والعميقة مع اشقائه في السعودية ودول الخليج، والذي لا يحتمل ان يكون في عزلة عن محيطه العربي… ولا احد يستطيع ان يغير هويته العربية…” استفاق فخامة الرئيس العماد عون، بعد طول انتظار، وهو على ابواب السنة الاخيرة من عهده، مؤكدا في اتصال مع رئيس الحكومة “تمسك لبنان بأفضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج، وضرورة معالجة التطورات الاخيرة، بالحوار ومن خلال مؤسسات الدولتين… خصوصا وان لبنان ( الدولة والشعب والمؤسسات) غارق في انهيار مالي واقتصادي ومعيشي، يحتاج معه الى دعم عربي ودولي كبير للخروج منه…” فأين مفتاح الحل ؟!