Site icon IMLebanon

ما هي الإنجازات المطلوبة من الحكومة؟  

 

 

صحيح أنّ هذه الحكومة جاءت في ظروف غير عادية، وصحيح أيضاً أنّ البلاد تعاني منذ أكثر من 5 سنوات من سلطة لا يهمّها إلاّ ما يتحقق لمصالحها الشخصية، غير آخذة بالاعتبار مصالح الشعب المسكين والمظلوم..

 

فعلى سبيل المثال وليس الحصر… كم وكم من الأيام والساعات والوقت الذي صُرف لا بل ضاع من أجل البحث عن حلول للكهرباء.. والمصيبة العمياء قبل أن نتحدّث عن هدر 65 مليار دولار خلال 15 سنة نسأل: ماذا عن الهيئة الناظمة؟ ولماذا لم تشكل؟ وهل يحتاج تشكيل تلك الهيئة الى كل هذا الوقت كما تساءل الرئيس بري؟

 

وكما ذكرنا فإنّ كل الوقت الذي استغرقته الاجتماعات من أجل الكهرباء كانت النتيجة لا شيء..

 

كما قال لي الرئيس الحريري في يوم من الأيام بأنه خصّص أسبوعاً بالكامل من أجل الكهرباء فكانت النتيجة خلافاً بين «التيار» وبين «القوات» لتعود الأمور الى بدايتها.

 

اليوم أمام الحكومة معادلة شبه مستحيلة.. ألا وهي أنّ سعر صرف الدولار الذي ارتفع من 1500 ليرة حتى وصل حدود الـ33 ألف ليرة حيث طلب رئيس الحكومة من حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة أن يحاول لجم الدولار.

 

وبالفعل هنا لا بد أن نقدّر عالياً أنّ الحاكم استطاع كبح جماح الدولار وتمّ تخفيضه الى 19 ألفاً، وهذا وحده إنجاز لا يستطيع أحد مهما كان موقعه إلاّ أن يحترم ويقدّر هذا العمل، لأنه أنقذ الناس من النار التي تكويهم. والمصيبة أنّ بعض الحاقدين الذين يكرهون النجاح ينظرون الى هذا النجاح وكأنه «اصطناعي».

 

الحكومة أمام مطالب من البنك الدولي أهمّها أن تعيد النظر في تسعيرة الكهرباء. وهنا مصيبة جديدة، إذ كيف يمكن أن ترفع تسعيرة الكهرباء من دون وجود كهرباء أو القليل القليل من ساعات التغذية.

 

ولا شك في أنّ رئيس الحكومة وتحت نظرية تدوير الزوايا، يحاول أن يمتص النقمة عند المواطن… ولكن بالفعل فإنّ ظروف البلد صعبة والحلول قليلة جداً.

 

من ناحية ثانية، فإنّ الأوضاع السياسية وخاصة علاقات لبنان بالدول العربية لم تكن سيّئة كما هي عليه اليوم.

 

صحيح ان هذه الحكومة ليست مسؤولة بالرغم من الخطأ الذي ارتكبه زميلنا الوزير جورج قرداحي… فالمشكلة الحقيقية هي بموقف إيران التي تقيّد الحكومة عن طريق «الحزب العظيم» بسلسلة من القيود تكاد تكون هذه الحكومة أمام حائط مسدود.

 

والذي يزيد من الصعوبات الاقتصادية من سعر الصرف الى الكهرباء هناك عامل السياحة الذي كان العمود الفقري للاقتصاد اللبناني بفضل الحزب وتدخله في سوريا الى العراق وأخيراً الى اليمن أصبح معظم دول الخليج ممنوعين من المجيء الى لبنان.

 

بالإضافة الى أوروبا وأميركا فإنّ هناك موقفاً عدائياً من لبنان بسبب موقف لبنان لأنه تحت إمرة الحزب العظيم.

 

فهنا السؤال: ماذا تستطيع الحكومة أن تفعل غير الوعود؟

 

أخيراً وليس آخراً، لا نقول هذا الكلام ضد فخامته، بل نحب أن نلفته الى الاجتماعات والاستقبالات التي يجريها في القصر الجمهوري وفيها كثير من الكلام وكثير من الوعود، ويبدو أنّ فخامته تناسى انه لم يبقَ للعهد إلاّ عدد من الأيام المعدودة.