IMLebanon

تقطيع الوقت.. والشّعب!

 

 

هناك حالة هياج لجماعة في هذا البلد تريد أن تفرض “الشّاذ” أمراً طبيعيّاً وواقعاً، فقط نحيل كلّ المهلّلين لهذا “الشّذوذ” في مجتمعاتنا إلى صراع استغرق عقوداً بين الفاتيكان وكلّ مراجع الأديان السمّاوية حول تشريع الولايات المتحدّة الأميركيّة الإجهاض بوصفه أيضاً حريّة شخصيّة إلى كلام القاضي في المحكمة العُليا الأميركيّة كلانس توماس: “بعد منع الإجهاض يجب أن نُعيد النّظر في أحكام منع الحمل، وحقوق المثليّين”.

 

مشهد الاستشارات غير الـمُلزمة لرئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، كرّر بالأمس مشهد الاستشارات الملزمة لرئيس الجمهوريّة في بعبدا “لن نشارك” كانت الكلمة الأكثر تردّداً في بهو المجلس النيابي مثلما كانت “لم نسمِّ” الكلمة الأكثر تكراراً في بهو قصر بعبدا، ومع هذا إن  ـونؤكد على إن ـ تشكّلت هذه الحكومة نبصم للقارئ بالعَشَرة أنّها ستحصل على النّصف زائداً واحداً لتقطيع “أزمة” الثّقة.. عمليّاً مُبْهرٌ جدّاً هذا الكمّ الهائل من “التّرف الديموقراطي” ومن الممارسات الدّيموقراطيّة التي يريد أن يغرقنا بها فرقاء التغيير والسياديّين والمستقلّين في وقت البلد فيه كلّه “معطّل وغارق في ذلّ الطّوابير والأزمات”، في وقت نفد وقت التغيير والفرص والتجريب وما يحدث مجرّد توزيع وهم على الشعب اللبناني ولا يريد أحد أن يتصرّف على قدر المسؤوليّة، فلا أحد يأخذ الواقع اللبناني على محمل الجدّ!!

 

المشهد التّالي بعد انتهاء الاستشارات اليوم هو سيناريو التّشكيلات ويليه سيناريو جبران باسيل المعتاد عن حجم كتلته وحجم الكتل الانتخابيّة الأخرى والوزارات التي من الضروري أن تبقى بحوزة تيّاره وأوّلها الطّاقة من أجل تحقيق إنجازه التاريخي في “كهرباء 24 على 24”، والمشهد الذي سيلي هو انخراط الجميع في لعبة الحكومة و”هبّاتها”، وسيدخل إلى المشهد طبعاً الإعلام اللبناني وهو لن يُقصّر في زيادة الأمر تشويقاً فيستنفر اللبنانيّين ويضرب لهم كالعادة مواعيد ولادات حكوميّة متعثّرة، فيما لبنان المسكين مشغول بعدّ آخر أيّام العهد القوي الذي لم “يقلّع” حتى في آخر أيّامه ولم تولد له لا “حكومة أولى” ولا نظنّ أنّه ستولد له حكومة أخيرة في أيامه الأخيرة المعدودة وصولاً إلى مشهد الخاتمة السيّئة التي لم يكن أحد ليفكّر أنّ هذا العهد قد يكون شهدها حتى في أسوأ كوابيسه!

 

أخشى ما نخشاه أن يخرج علينا اليوم الرئيس نجيب ميقاتي بعد نهاية استشاراته ليذرف من جديد “دمعة”، ويحكي لنا مجدّداً عن “حبّة الأسبرو” وعن “المرأة المطلّقة” مكرّراً علينا حكايا حكومة تصريف الأعمال، مجدّداً لا ننتظر من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أكثر من أن تكون صلة وصل بين لبنان ودول العالم التي قد تكون لا تزال راغبة بمساعدة لبنان، سواء كان يُصرّف الأعمال أو تحكم البلد حكومة أصيلة، مع أننا نميل إلى الظنّ أن الوقت ليس متاحاً لا للتشكيل ولا لبيان وزاري ولا لنيل حكومته ـ إن تشكّلت ـ الثّقة، في هذا الوقت ستبقى العقد بدءاً من الخبز والطحين الكهرباء والدّواء والمازوت وجنون الأسعار مع بدء موسم السياحة عسى أن تتحرّك الوزارات المعنيّة لوضع حدّ لأسعار مهولة نقرأ عنها ليس فيها أبداً “أهلا بهالطلّة”!!