Site icon IMLebanon

ميقاتي: ما بدي مشكل… فهل يسقط في فخ باسيل؟

 

 

ايا كان الموقف من العهد العوني، فان لا شك بان الاحد الماضي لم يكن يوما عاديا في التاريخ اللبناني الحديث، بين من خرج للتاكيد على ان مسيرة الاصلاح والتغيير مستمرة، في مهرجان اعتاد بيت الشعب رؤية وجوه المشاركين فيه، وبين من خرج “مبسوط” مهللا فرحا بان “الهم نزل عن القلب”، بعدما خيب الله ظنهم و”كمل الست سنوات حتى آخر لحظة”.

 

فبين الصخب البرتقالي وما تخلله من همروجات، راى فيها الكثيرون انها جاءت خارج اطارها الزمني، وبين احتفالات معارضة ساحتها شاشات التلفزيون وحفلات زجلها، نجح الامن في فرض هيبة الدولة مانعا صدامات قيل وبني عليها الكثير من السيناريوهات، طارت الحكومة وتربع الفراغ في القصر الجمهوري، على وقع قرع طبول بيانات المعارك الدستورية وفضح المستور، لينجلي المشهد على ثلاث حقائق اساسية، الاولى تسليم ميشال عون البلاد لخصومه في السياسة والعسكر والمال، والثاني، عجزه عن فرض ايقاعه في ما خص الرسالة الى المجلس النيابي، كما حصل في المرات السابقة، والثالث، استلام “الصهر” دفة القيادة شرعا و”بالكامل”، رغم “العزم” الحكومي – نيابي على المضي قدما في العمل بالاستناد الى قوة الدستور.

 

واضح ان رئيس حكومة تصريف الاعمال “شرعا” بعد المرسوم الجمهوري، لن يقدم على تقديم هدايا مجانية، لا فعلا ولا كلاما لفريق العهد السابق،حيث تكشف المصادر ان اكثر من رسالة بلغت مسامع بكركي من السراي تؤكد على ان “الميقاتي” لن يدعو الحكومة الى الاجتماع كي لا يفسر الامر على انه تعد على صلاحيات المركز المسيحي، بل سيكتفي “بتصريف الاعمال بالحد الادنى لتأمين استمرار العمل في المرافق العامة وتسيير شؤون المواطنين لا اكثر ولا أقل”، وان السراي ستبذل كل جهودها لكي يتم انتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن.

 

وتابعت المصادر بان الرئيس ميقاتي اخذ بعين الاعتبار النصائح التي اسديت له، وتعالى عن النكد السياسي القائم في البلد، اذ ضم الى الوفد الرسمي الذي غادر الى الجزائر وزيري الخارجية والطاقة المحسوبين على التيار الوطني الحر، في بادرة ايجابية تجاه بكركي.

 

وكشفت المصادر ان رئيس الحكومة قرأ جيدا في كتاب عظات سيد بكركي،وهو ليس في وارد التصادم او المواجهة مع الصرح، لذا ثمة اتفاق من الطاولة ووعود تعهد بها خلال زيارته الاخيرة الى بكركي، على ان يبقي على خطوط التواصل المفتوحة مع الصرح كممثل فعلي واساسي للمسيحيين.

 

وختمت المصادر بان الخطوة الثانية التي “اراحت” البطريرك هي التنسيق القائم بين اليرزة والسراي، والغطاء السياسي الذي وعدت الاخيرة بتقديمه لتسهيل قيام الجيش بمهامه في هذه الفترة الحساسة، حيث يحكى عن امكان توقيع مراسيم ترقية الضباط، من رتبة عقيد الى عميد، المعلقة منذ ثلاث سنوات مطلع هذا العام.

 

اوساط التيار الوطني الحر اعتبرت ان ما يقوم به الرئيس المكلف لن يعفيه من مسؤولياته بادخال البلاد في الفراغ الاجرائي الكامل، محذرة من تجاهل رسالة رئيس الجمهورية الى المجلس النيابي وخطورة هكذا اجراء، كاشفة ان الامر لم ينته بتوجيه الرسالة التي وضعت النواب امام مسؤولياتهم خصوصا المسيحيين منهم،مؤكدة ان الايام والاسابيع القادمة ستشهد تحركات غير متوقعة على اكثر من صعيد وصولا الى انتخاب رئيس للجمهورية.

 

مع انطلاق عدّاد الشغور الرئاسي الذي يتوقع كثيرون ان يطول ويطول، ومع عودة “الجنرال” من بعبدا الى الرابية دخلت البلاد محطة جديدة،عنوانها مرحلة “بق البحص” “عم بو جنب”.