IMLebanon

48 ساعة حاسمة حكوميا واكثر من عقدة استجدت: ميقاتي يتمسك بمرشحة الحريري للطاقة وبتسمية وزير العدل!

الكتل سلمت اسماءها وفي مقدمهم حزب الله ويوسف خليل لم يسقط وفرنجية موعود ب ٣ حقائب! –

 

بعد الاجواء التفاؤلية التي تم ضخها قبيل زيارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى بعبدا امس، وحديث عن ان ولادة الحكومة باتت مسألة ايام قليلة، بعدما برز كلام رئيس الجمهورية ميشال عون للنهار باننا بصدد تشكيل حكومة بالايام المقبلة، على وقع كارثة انفجار عكار، بدا واضحا ان المشهد التفاؤلي هذا لم يترجم بكلام الرئيس المكلف بعد اجتماعه مع عون وتصريحه من على منبر القصر الجمهوري او اقله بدا واضحا ان عقدا لا تزال تحتاج لحلحلة ولو ان ميقاتي اكد في تصريحه ان نسبة تشكيل الحكومة اكبر من نسبة الاعتذار وان لا شيء تبدل والحكومة لا تزال واردة خلال الايام المقبلة كاشفا انه تم الدخول بالاسماء.

 

فما الذي استجد فتتطلب مزيدا من الوقت للاتفاق على التوزيعة الحكومية للحقائب قبل الدخول بلعبة الاسماء؟ وهل لا تزال الاجواء تفاؤلية رغم كلام ميقاتي؟

 

مصادر بارزة مطلعة على كواليس المفاوضات الحكومية، كشفت للديار ان العقد المستجدة تتمثل، تماما كما كانت الديار قد ذكرت منذ يومين، بحصة المردة ومعها التقدمي الاشتراكي، مشيرة الى ان اساس المشكلة ان الرئيس ميقاتي كان وعد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ب٣ حقائب بدل ٢ الا ان هذا الامر لم يلق قبولا من قبل الرئيس عون فتفاجأ فرنجية بحقيبتين ليس فيهما اي حقيبة وازنة بعدما وضع ميقاتي الصناعة والسياحة ضمن حصة المردة.

 

استياء فرنجية عبر عنه بشكل واضح عبر «مستقبل ويب» عندما قال ردا على سؤال عن مشاركته بالحكومة: ليس هدفنا المشاركة بالحكومة لكن هذا لا يعني اننا نتهرب من المسؤولية ولا ان نقبل بان نكون شرابة خرج!

 

استياء فرنجية من حصته الوزارية لاقاه ميقاتي بمحاولة عمل عليها بالساعات الماضية لتدوير الزوايا بهدف تأمين حقيبة وازنة للمردة فبحث بامكان اسناد الاتصالات للمردة بعدما كان وضعها ضمن حصة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ما خلق له مشكلة جديدة تمثلت بمطالبة الاشتراكي بحقيبة وازنة اذا قرر ميقاتي سحب الاتصالات منه لاسنادها للمردة،ولاسيما ان جنبلاط كان اول المسهلين باعلانه عدم التمسك باي حقيبة ما ترجم تخليا منه عن الشؤون الاجتماعية لحصة رئيس الجمهورية وعلم هنا ان الحقيبة التي يريدها الاشتراكي في حال طارت الاتصالات من يده هي التربية وهنا مشكلة ايضا، ولاسيما ان التربية وضعها ميقاتي ضمن حصة رئيس الجمهورية الى جانب الشؤون وبالتالي يصعب التخلي عنها لصالح الاشتراكي لكن اللافت ان اوساطا مطلعة على جو بعبدا تقول عبر الديار بان هذه العقدة قابلة للحل والتربية قد تذهب بالتالي للاشتراكي. وتشير اوساط رفيعة عبر الديار الى ان من بين الامور، التي استجدت مطالبة رئيس الجمهورية بالاتصالات لكن هذه الحقيبة ستذهب كما تؤكد المصادر للمردة مقابل التربية للاشتراكي.

 

اللافت في ما كشفته اوساط مطلعة ومشاركة بالاتصالات الحكومية بان الاجتماعات التي ستحصل بالساعات المقبلة ستبت بالتفاصيل الصغيرة المتبقية، في اشارة الى اجتماعات لميقاتي على خط عين التينة كليمنصو وحتى اتصالات مع بنشعي.

 

اكثر من ذلك تكشف الاوساط بان مختلف الكتل سلمت مساء الاحد اسماء وزرائها للرئيس المكلف وعلم هنا ان حزب الله الذي اعتاد على عدم تسليم الاسماء الا بعد ان يكون قد ضمن اتفاق رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف سلم بدوره اسماء وزرائه وعلم منهم ابراهيم شحرور بعدما باتت حصة الثنائي الشيعي واضحة وتشمل حقائب المال لامل والاشغال للحزب اضافة الى العمل والزراعة والثقافة موزعة بين الحزب وامل وهذا ما سيتم الاتفاق عليه بينهما بالساعات المقبلة.

 

وباطار الحديث عن الاسماء كشفت الاوساط ان اسمي وزيري العدل والداخلية لن يشكلا مشكلة وتم الاتفاق عليهما اما البارز فهو تأكيد الاوساط بان اسم يوسف خليل للمالية لم يسقط من التشكيلة الحكومية وهو يقترب من ان لا يكون مشكلة ما يعني عمليا باتجاه رئيس الجمهورية للقبول بيوسف خليل الذي يريده بري للمالية.

 

وعلى خط بعبدا، علقت اوساط مطلعة على جوها بالقول : ان مجرد الدخول بالاسماء هو خطوة متقدمة لكن التوزيعة اي توزيع الحقائب لم يصبح نهائيا بعد، لافتة الى هناك بعض الحقائب يحتاج لاعادة النظر بها من جانب ميقاتي مقابل امور اخرى تحتاج لمزيد من التشاور ولاسيما في ما خص الاسماء من جهة رئيس الجمهورية .

 

لكن لمَ دخل ميقاتي متفائلا وخرج متشائما؟

 

على هذا السؤال ترد اوساط مطلعة على جو اللقاء ان ميقاتي دخل بعبدا هذه المرة بتمسك ببعض الشروط ابرزها تسمية كارول عياط لحقيبة الطاقة بعدما كانت هذه الحقيبة قد اتفق عليها سابقا ان تبقى ضمن حصة عون لكن ان يتم التوافق بينه وبين ميقاتي على من يتولاها، وتشير الاوساط الى ان عون تفاجأ بعودة ميقاتي عن الاسم المشترك الذي كان اتفق عليه مع عون بعدما سمع من ميقاتي تمسكه بكارول عياط التي كانت مدرجة اصلا للطاقة ضمن تشكيلة الحريري، ما قرأت فيه الاوساط تدخلا للحريري بضغط منه لعرقلة ولادة التشكيلة الميقاتية.

 

ليست الطاقة وحدها العقدة التي برزت انما ايضا استجدت عقدة من سيسمي للداخلية والعدل اذ كشفت الاوساط المطلعة على جو الاجتماع ان ميقاتي اراد تسمية وزير الداخلية باسم يوافق عليه عون (وعلم هنا ان ٣ اسماء مطروحة : مروان زين وقاض من عائلة الحجار واللواء بصبوص) لكنه يريد هو ان يقترح اسم وزير العدل علما ان حقيبة العدل مدرجة ضمن حصة رئيس الجمهورية!

 

امام هذه التعقيدات، فهل نكون امام حكومة بين الخميس او الجمعة او مطلع الاسبوع المقبل على ابعد تقدير؟

 

على هذا السؤال ترد مصادر متابعة بالقول: بعد انفجار التليل العكارية وما اظهره من وضع متهالك للجيش الذي لم يعد بامكانه الاستمرار على هذا النحو اضف اليه الضغط الاميركي والذي تجلى بزيارة السفيرة الاميركية لبعبدا امس ودعوتها للاسراع بالتشكيل وكذلك كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله مساء الاحد والذي كان قالها علنا : على الحكومة ان تتشكل ب ٣ ايام لان الوضع ما عاد يحمل، يبدو ان «الكل استحقها» ولم يعد باستطاعة احد التعطيل لتختم بالقول : تفاءلوا بالخير تجدوه، ويفترض ان نكون امام حكومة بالايام الثلاثة المقبلة الا اذا دخلت الشياطين في التفاصيل! وهنا لفت تعليق مصدر مطلع بالقول: نسبة التفاؤل لم تتبدل وهي لم ترتفع بالساعات الماضية ولا مؤشرات حتى الساعة توحي برغبة جدية باستعجال التأليف كي تبصر الحكومة النور الخميس او الجمعة وبالتالي قد تحتاج الامور لايام قليلة اضافية!

 

وفي السياق عينه افاد مصدر مقرب من ميقاتي للديار بانه كان واضحا من تعابير وكلام الرئيس المكلف امس انه لم يكن مرتاحا وختم المصدر بالقول: لست متفائلا وكلام ميقاتي امس لا يدل على ان الامور شارفت على النهاية السعيدة لكن فلننتظر الساعات الـ48 المقبلة التي ستكون حاسمة باتجاه اظهار الخيط الابيض من الاسود!