Site icon IMLebanon

ضبابية حكومية… “حزب الله” عند ميقاتي ويطالب حلفاءه بالتسهيل

 

 

مع كل زيارة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا يتجدد الأمل بولادة الحكومة. ينتهي اللقاء، يخرج ميقاتي متجهماً ليبدأ بانتقاء عباراته بعناية أمام عدسات المصورين وكمّ الاسئلة التي تنهال عليه. لتكون الخلاصة ان لا حكومة ايضاً وايضاً. احتمال من اثنين إما ان العاملين على خط تشكيل الحكومة لا يدرون بحال الناس ووضع البلد ولا تصلهم تقارير بما تشهده الطرقات يومياً من فلتان أمني وانتشار للسلاح وإما ان توزيع الحصص والمكاسب حفظاً لحقوق الطوائف أهم وأبقى بالنسبة اليهم عوضاً عن التعنت وتسجيل المواقف وتصفية الحسابات في ما بينهم.

 

والارجحية للاحتمال الثاني طالما ان الحكومة لم تتشكل بعد. من يوم الى آخر تزداد العقبات بدل ان تنفرج وتتراوح اجتماعات بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون وميقاتي بين السلبي والايجابي الذي لا يفضي الى اية نتيجة. تعنت وعرقلة استدعيا تدخلاً مباشراً من “حزب الله”. حيث زار المعاون السياسي الحاج حسين الخليل ميقاتي واطلع منه على اجواء الحكومة، وقالت مصادر مواكبة للتأليف ان وفد الحزب حضر مستطلعاً ولم يدخل في موضوع الاسماء وكان همه التهدئة بين الرئيسين بعد اجتماع الامس والاجواء السلبية التي سادت في اعقابه. وعلم في هذا المجال ان “حزب الله” اجرى ايضاً تواصلاً مع عون ومع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية متمنياً ترطيب الاجواء وتقديم التسهيلات اللازمة كي تبصر الحكومة النور في ظل الاوضاع الخطيرة التي تمر بها البلاد. وفيما رجحت المصادر ان الاجتماع جاء بناء على طلب بعبدا بعد خلاف الرئيسين قالت مصادر أخرى ان “حزب الله” وبعد كلام امينه العام السيد حسن نصرالله الذي اندرج في اطار الضغط على المعنيين، يحاول القيام بدور لتذليل العقبات من امام ميقاتي محاولاً حث الاطراف على تليين مواقفها وفي سبيل ذلك يتعاطى “حزب الله” بمرونة بالغة مع الرئيس المكلف فلم يبد تمسكه بأي حقيبة وقبل التنازل عن حقيبة الصحة.

 

لكن ليس محسوماً بعد امكانية مونة “حزب الله” على عون والبقية في سبيل تذليل العقد التي تبدّت اكثر خلال الاجتماع ما قبل الاخير في بعبدا ورفض عون لتركيبة حكومية تتضمن توزيع الحقائب من خارج المتفق عليه سابقاً. بالمقابل اعترض ميقاتي على اسماء اقترحها عون بحجة انها حزبية نافرة. والطريف في الموضوع ان حقيبة الطاقة بدت لقيطة لا تجد من يتبناها او يرضى بها ضمن حصته بعد ان جالت على كل الاطراف تقريباً.

 

ضبابية ما بعدها ضبابية تلك التي احاطت حتى يوم امس بتشكيل الحكومة. واستمر الجميع بضخ اجواء ايجابية وذهب البعض الى حد التنبؤ بحكومة قبل نهاية هذا الاسبوع على ابعد تقدير. لكنه احتمال تستبعده مصادر مواكبة لمشاورات الحكومة قالت ان التعقيدات لا تزال قائمة وتحدثت عن تحايل ومواربة في التعاطي ومحاولة الايحاء بأن الاوضاع ناضجة للحكومة غير ان الحقيقة ليست كذلك ابداً.

 

الحقيقة المفروغ منها في عملية تشكيل الحكومة هي ان الجميع لا يعترف بحقيقة العقبات ويحاول الظهور بمظهر المسهل، رغم وجود ضغوط دولية على لبنان لتشكيل هذه الحكومة بأسرع ما يمكن. وضمن هذا السياق اتت زيارة السفيرة الاميركية دورثي شيا الى بعبدا وميقاتي امس الاول والتي نقلت تمنيات بلادها بتشكيل حكومة واعدة بزيادة حجم المساعدات المخصصة للبنان بعد ولادة الحكومة، وكذلك يلح المجتمع الدولي وصندوق النقد، ويدفعان باتجاه الحكومة الجديدة لدرجة ان شيا عبرت لأحد المقربين عن يأسها من واقع حال المسؤولين وصارت في حيرة من امرها حول ما يجب فعله وما الذي يجب عليها ان تبلغه ضمن تقاريرها التي ترسلها الى الخارجية. واقع يطرح التساؤلات عن حقيقة ما يؤخر الحكومة وهل طبيعي في ذروة الازمة التي تنذر بتفجير الوضع الامني والاجتماعي لا تزال الاحزاب والقوى التي تتمثل في الحكومة تتعاطى على طريقتها الكلاسيكية المعتادة وكأن البلد بألف خير؟ في كل الحالات ثمة ما هو خارج عن المألوف في لبنان وسط تقديرات تنذر بأن الايام القليلة القادمة قد تكون الأسوأ.