هذه حكومة ثلث معطّل و”نصّ وتلات رباع” أيضاً، ولا يُغيّر كلام الرئيس نجيب ميقاتي ونفيه وطرده للراغب في التّعطيل من حكومته، هو نفسه، دولة الرئيس، لن يلبث أن يصطدم بوزراء جبران باسيل خصوصاً إذا كانوا على شاكلة “الهكتور”!!
بصرف النّظر عن دمعة الرئيس ميقاتي وحبّة الأسبرو، لا ننتظر من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أكثر من أن تكون صلة الوصل بين لبنان ودول العالم الرّاغبة بمساعدة لبنان، بل ونهيب به أن يختصر الوقت في موضوع البيان الوزاري ونيل حكومته الثّقة ليتفرّغ لهذه المهمّة، علّنا نتنفّس الصعداء وتتفكك العقد بدءاً من الكهرباء والدّواء وصولاً إلى البنزين وضبط سعر الدّولار وجنون الأسعار وهلمّ جرّا.
يستيقظ اللبناني اليوم على بلد لا محطّات بنزين فيه كلّها مغلقة، فمن المفيد أن يكون الرئيس نجيب ميقاتي عارفاً أنّ اللبنانيّين لا يعلّقون آمالهم على حكومته وهم متيقّنون أنّها ستكون عاجزة على الإتيان بالأعاجيب، ومن المفيد أن يعرف الرئيس ميقاتي أنّ المطلوب منه ـ مع هذا ـ كثير، من المؤسف أنّ رئيس الجمهوريّة لم يفكّر في اختصار الوقت في التقاط الصورة التذكارية صباح السبت بدل أن يتركها ليوم الاثنين على سبيل المثال لا الحصر، فالوضع في البلاد طارئ جدّاً!
يعرف اللبنانيّون أنّهم أمام حكومة لا تملك خطّة اقتصاديّة لإنقاذ لبنان، وأنّ الخطط الإنقاذيّة لا تكون بطرح عناوين بل بوضع خطّة متكاملة بكلّ تفاصيلها، وهم يعرفون أيضاً أنّ البنك الدّولي يضع شروطاً عدّة لمساعدة لبنان وأوّلها رفع الدّعم، وفي الوقت نفسه يعرفون أنّ دول العالم كانت تخاطب ساسة لبنان بأنّها جاهزة لمساعدة لبنان ولكن عليهم تشكيل حكومة أوّلاً، هل هناك أسوأ من هؤلاء الذين أضاعوا سنة وشهراً على اللبنانيين وأغرقوهم بأزمات خانقة وأذلّوهم على جميع المستويات من أجل حيازة ثلث معطّل يستخدمونه لشلّ الحكومة ويراهنون أيضاً على شلّ المجلس النيابي!
لا نتوقّع أن تعيش حكومة الرّئيس نجيب ميقاتي أياماً ورديّة في الحكم، على العكس من هذا ستعيش أيّاماً صعبة لأنّ الوزير السّابق “رئيس الظلّ” جبران باسيل لن يلبث أن يضع العصيّ في دواليب الحكومة، وهو جاهزٌ للتّعطيل ومتسلّح بالثّلث المعطّل والوزراء الذين وضع هو لا رئيس الجمهوريّة لائحة أسمائهم وفرضهم لتولد الحكومة…
على اللبنانيين أن يشكروا الضغط الدّولي الذي ولدت الحكومة تحت وطأته، لن يكون من السهل أن يفي الرئيس ميقاتي بوعده بإجراء حكومته انتخابات نيابيّة وإختياريّة وبلديّة، من أين ستموّل حكومته كلّ هذه الانتخابات؟ لن يدفعنا تشكيل الحكومة إلى تغيير رأينا فحتى الآن لا نزال على اعتقادنا أنّ رئيس الجمهورية الثالث عشر قد يكون الرئيس الأخير في تاريخ لبنان الكبير وجمهوريّة الطائف، في ربع الساعة الأخير وما قد ينتج عنه لا يعوّل عليه طالما يعبث بمصير لبنان صبيان الموارنة!