أكمل الرئيس نجيب ميقاتي ربط حلقات القوى الطرابلسية، خصوصاً بينه وبين النائب محمد الصفدي وبينه وبين الوزير السابق فيصل كرامي، فضلاً عن النائب أحمد كرامي ونواب سابقين وقوى سياسية وشخصيات في المدينة. وهو بذلك يحاول توثيق العلاقة التي تؤسس لتحالف سياسي يكون منطلقاً لتحالف انتخابي لاحقاً.
فقد مضى ميقاتي والصفدي في تعزيز علاقتهما السياسية، التي عادت من بوابة الإنماء، حيث زار ميقاتي الصفدي، ظهر أمس، في مركز الصفدي وعقد معه اجتماعاً بحضور أحمد الصفدي، وهو اللقاء الثاني الذي يجمع بين الرجلين في غضون شهر، ويأتي ضمن إطار توافقهما على عقد لقاءات دورية للبحث في الشؤون السياسية وفي أوضاع طرابلس الإنمائية.
وأشارت مصادر المجتمعين الى أن اللقاء كان إيجابياً جداً، وهو جاء استكمالاً للقاء الأول. وتخلّله عرض لمجمل الأوضاع السياسية، حيث وضع ميقاتي الصفدي في أجواء الجلستين الأخيرتين للحوار واستمع الى وجهة نظره في التطورات الأخيرة، وكان تشديد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى ضرورة أن تأخذ الحكومة بعين الاعتبار مطالب الحراك الشعبي الذي يعبّر عن أوجاع المواطنين وعن حقهم في حياة كريمة، رافضين أية أعمال شغب أو اعتداء على الأملاك العامة أو على القوى الأمنية.
وأكدت المصادر أن وجهات النظر كانت متطابقة بين ميقاتي والصفدي في السياسة كما في الإنماء، وأن الرجلين كررا التأكيد على أن يدهما ممدودة للجميع بدون استثناء من أجل خدمة طرابلس، وأن لقاءاتهما ستستمر من أجل تحقيق هذه الغاية.
ويتزامن تعزيز العلاقة بين ميقاتي والصفدي، مع تطور العلاقة بين ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي اللذين التقيا على غداء مشترك، أمس، أقامه على شرفهما المحامي زياد درنيقة في منزله في طرابلس. وهو ما يؤكد أن العلاقة بين ميقاتي وكرامي تسير في انسجام تام، وأن الرجلين باتت تجمعهما صداقة شخصية قوية من شأنها أن تؤسس لتحالف سياسي يضمّهما مع الصفدي، وهو ما يلقى ترحيباً طرابلسياً على اعتبار أن توثيق أواصر هذه العلاقة هو لمصلحة طرابلس، خصوصاً أن المدينة باتت تحتاج الى قوة سياسية قادرة على استعادة قرارها المصادر منذ سنوات طويلة، وعلى الضغط لتحصيل حقوقها.
وكان ميقاتي قد رأى، أمس، أن الوضع صعب ولا يمكن التعامل معه بالأساليب التقليدية، مجدداً التحذير من سياسة إدارة الظهر لمطالب الناس المحقة، وطالب منظمي الحراك بإجراء تقييم سريع لما حصل، لمنع تكرار أعمال الشغب.
ورأى أن «لا مخرج من الأزمات المتراكمة إلا بتحكيم العقل والمنطق، والعودة الى الخطاب العقلاني الرصين، بدل الحملات الإعلامية المضادة، والعمل سريعاً على تشكيل هيئة طوارئ، لمعالجة المواضيع الحياتية».