IMLebanon

دور كبير للمطران عودة في مصالحة ميقاتي- سليم… هل يُحلّ ملف التعيين بعد الأعياد؟

 

وصل الخلاف الى اشدّه بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ووزير الدفاع موريس سليم، على خلفية التمديد والتعيين في المؤسسة العسكرية والآراء المتناقضة، فطالت الخلافات ووصلت أصداؤها الى العلن، خلال الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، التي غاب عنها سليم، وقد وجّه الرئيس ميقاتي كتاباً  له طالباً فيه تقديم اقتراحات في رئاسة الأركان والمجلس العسكري، وأطلع ميقاتي الوزراء على تفاصيل هذا الكتاب، ليردّ وزير الدفاع عبر الوزراء، أنّه يقوم بدراسة هذا الموضوع، وبدوره ميقاتي قال انه سيفسح المجال للنقاش بينه وبين الوزير سليم، حتى رأس السنة بهدف حل هذه المسألة.

 

الى ذلك كان توضيح من قبل ميقاتي، بأنّ التواصل يجب أن يكون رسمياً مع وزير  الدفاع، بسبب صراخ الاخير تعليقاً على ملف التمديد لقائد الجيش، وعلى خلفية إنتظاره نتيجة الطعن بموضوع التمديد، وهو قال في كتابه انه ينتظر اقرار القوانين من مجلس الوزراء، والموضوع واضح في هذا الاطار”.

 

في غضون ذلك عملت الوساطات على خط المصالحات، لانّ الخلاف تطور، واول من لعب دوراً كبيراً في هذا الاطار، هو متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، الذي زاره يوم امس الرئيس ميقاتي في دار المطرانية في الاشرفية، معايداً بعيدي الميلاد ورأس السنة. ولم تغب السياسة عن الزيارة، اذ تطرّق ميقاتي الى ملف تعيين رئيس للأركان والمجلس العسكري، موضحاً ” انه لا يريد الدخول في اي سجال حول هذا الموضوع، لأن العبر في خواتيمها والخواتيم لغاية الآن جيدة، وسأظل على مبدئي بعدم الدخول في اي سجال اعلامي مع  احد”، مكرّراً ” أن هناك أمراً يتعلق بصلاحيات رئيس الوزراء ومقامه، ولا أقبل ان يتعرّض  أحد له بأي شكل من الأشكال، كما من غير المسموح التعرّض لمقام رئاسة الحكومة من قبل أيٍ كان”.

 

هذه المواقف إستدعت تدخلاً ايجابياً لإجراء مصالحة، تنهي هذا الخلاف الذي تطور قبل أيام، لذا عمل المطران عودة على ترطيب  الاجواء بين الطرفين، ما سهّل زيارة وزير الدفاع  بعد ظهر امس الى السراي الحكومي.

 

كما دخل على الخط ايضاً وزيرا  الثقافة محمد المرتضى، والمهجرين عصام شرف الدين، وكانت النتيجة إيجابية ولقيت تجاوباً من الفريقين لانهما لا يريدان مواصلة السجال، وفق ما نقل عنها بعض المقرّبين، خصوصاً انّ الوزير سليم اصدر بياناً  رحّب بأي وساطة لحل أي أشكال، وهكذا كان فشكّل حضور الاخير الى السراي مفاجآة برفقة الوزير مرتضى.

 

في السياق افيد بأنّ الاتصالات قائمة بقوة ، وعلى خطوط عدة ، لبحث ملف تعيين رئيس جديد للاركان، وأول المهتمين والمعنيين بهذا الملف كتلة “اللقاء الديموقراطي”، التي تسعى الى التوافق بين الاطراف السياسية، والى إزالة العقد التي تقف عائقاً امام إستكمال التعيينات العسكرية، لانّ التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، يحتاج ايضاً الى إنجاز ملف التعيين في الاركان والمجلس العسكري، وفق ما يردّد الداعون الى إنهاء هذه المعضلة، التي بقيت حجر عثرة من قبل البعض في هذه الظروف الدقيقة والخطرة.

 

كما نقلت مصادر في ” اللقاء الديموقراطي” بأنّ التشاور قائم مع الجهات المعنية لإنجاز هذه التعيينات بعد الأعياد مباشرة، وبأنّ لقاءً قيد التحضير سيجري بين رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، والرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، لبحث هذا الملف، على ان تكون نتيجته إيجابية على فرنجية، وفق ما نقل مقرّبون من الاخير.

 

الى ذلك يقوم النائب وائل ابو فاعور، بتقريب وجهات النظر بين الطرفين، تحت عنوان” ضرورة التقارب السياسي في هذه المرحلة لحل كل الخلافات”.