لامست دعوة الرئيس نجيب ميقاتي الأطراف السنية في لبنان الى الحوار والتلاقي والتفاهم والتعاون، خلال حفل تكريم الدكتور محمد بركات في «جامعة العزم» بطرابلس، حدود «المبادرة». وما ساهم في تعزيز مبادرة ميقاتي هو أنها اكتسبت شرعية سنية صرفة وطنيا وشماليا، وذلك بمباركة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الذي أعلن دعمه لخطوات ميقاتي السياسية والوطنية والاجتماعية، وبحضور مفتييّ طرابلس وعكار الشيخ مالك الشعار والشيخ زيد بكار زكريا، فضلا عن غطاء طرابلسي تمثل بمشاركة نوعية كثيفة لمختلف مكونات المدينة.
وانطلق ميقاتي في «مبادرته» من الأجواء الايجابية والحوارية المخيمة، والتي لا يجوز أن تبقى بعيدة عن «البيت السني»، مشددا على أن يده ممدودة دائما للجميع وأنه لن يحيد عن هذا النهج.
وتشير مصادر مقربة من ميقاتي لـ «السفير» الى أنه بالرغم من كل ما تعرض ويتعرض له من ظلم وافتراءات ومحاولات إلغاء واستفراد، فانه لا يزال يتمسك بوحدة الطائفة وتعاون أركانها لمواجهة محاولات التشويه الممنهجة التي تتعرض لها.
وتلفت هذه المصادر الانتباه الى أن الدعوة ـ المبادرة التي أطلقها ميقاتي باتت في ملعب الأطراف السنية الأخرى التي من المفترض أن تتعامل معها بايجابية نظرا لدقة الظرف الذي تمر به الطائفة، وفي ظل حرص المكونات السياسية ضمن الطوائف الأخرى على التقارب والتعاون.
وحرص ميقاتي في مستهل كلمته أن يطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء تفجيري برج البراجنة، مؤكدا أن «اللبنانيين يلتقون على ضرورة استمرار كل أشكال الحوار للخروج من الحلقة المفرغة، ويتضامنون فور تعرض اية فئة او منطقة لاعتداء آثم». وقال: لا يجوز أن يكون الحوار في الغرف المغلقة مخالفاً لما يعلن للناس». أضاف: «اذا كنا ندعو للحوار بين كل مكوّنات الوطن، فكم بالحري بين اهل بيتنا وطائفتنا، حيث الحاجة اساسية الى التلاقي والتفاهم والتعاون»، مؤكداً أن يده «ممدودة دائماً للجميع ولن نحيد عن هذا النهج».
وشدد ميقاتي على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، والتوافق على قانون جديد للانتخابات النيابية، رافضا أن يتوقف عمل الحكومة تحت أي ظرف، منوها بكل الأجهزة الأمنية، وفي مقدمتها شعبة المعلومات.
من جهته، دعا دريان الى أن «نوحد طاقاتنا في هذه الطائفة لأننا بحاجة الى كل شخصية من شخصياتها».
وكانت كلمتان للمكرم محمد بركات الذي دعا الى إطلاق «منتدى طرابلس» على غرار المنتديات الدولية، ولرئيس جامعة العزم الدكتور حنفي هليل.