Site icon IMLebanon

مهمة ميقاتي شائكة وسط امتناع قوى فاعلة عن التعاون

 

 

بانتظار اللقاء الثالث بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحكومة المكاف نجيب ميقاتي، تتراكم العراقيل أمام مسار التأليف، خصوصاً في ضوء عودة التراشق السياسي وارتفاع نبرة الخطاب في الساعات الـ 48 الماضية، حيث تقول أوساط سياسية مطلعة، ان مهمة الرئيس ميقاتي، ما زالت في مراحلها الأولى ولا تزال متوقفة عند عتبة الأعباء الكثيرة الملقاة على عاتقها والتي من غير الممكن مقاربتها في ضوء امتناع غالبية القوى السياسية كما الحزبية عن التعاون معه في مهمته الشائكة، وخصوصاً أن قناعةً ثابتة قد تكرست لدى هذه القوى، بأن ما من قدرة لأية حكومة وبمعزل عن تركيبتها والشخصيات التي ستضمها، على إحداث خرق في جدار هذه الأزمة الإقتصادية والإجتماعية غير المسبوقة، والتي تجاوزت فيها الأخطار، الخطوط الحمراء وبات الواقع ينذر بعواقب وخيمة إن استمرّ استفحالها في المدى الزمني القريب.

 

وتكشف الأوساط السياسية المطلعة على المداولات في الغرف المغلقة، عن أن مقاربة ملف التأليف، وبالطريقة الأكثر واقعية، تتمّ من قبل أطراف سياسية محددة، بينما تنشغل القوى الأخرى بالتركيز على ترقب المرحلة المقبلة بكل عناوينها وتحدياتها، وبالتالي تتعاطى مع استحقاق تشكيل الحكومة اليوم، وكأنها حكومة الوقت الضائع، والتي تعجز عن مواجهة أعباء هذه المرحلة وتجاوز الإنقسامات والتنوع داخل مجلس النواب للوصول إلى تناغم ما بين الحكومة والمجلس، والإتفاق على الشركة والتعاون في تنفيذ ما هو متاح من إجراءات من أجل تمرير هذا الوقت الضائع بأقلّ الأضرار الممكنة على البلد وعلى اللبنانيين.

 

ومن هنا، فإن هذه الأوساط تعتبر أن الدعوات إلى الشركة في تحمّل المسؤوليات وفي البحث عن الحلول للأزمات المتراكمة، وفي عملية وضع قطار التأليف على السكة الصحيحة، قد أنطلقت من المرجعيات السياسية كما الروحية عند تسمية الرئيس ميقاتي، وكانت قد هدفت إلى تجنّب الوصول بالتأليف إلى الإنسداد الحالي، ولكن لم تنفع في إقناع الممتنعين عن تجاوز سقف مواقفهم، بأن المشهد السياسي الداخلي، المقفل على أي دينامية بين المكونات سياسية تناقضاتها وانقساماتها، سيرتدّ بشكلٍ أعمق وأخطر من الأزمة الإقتصادية على مجمل الوضع العام.

 

ووفق الأوساط المطلعة نفسها، فإن التأليف الذي بات موضع تجاذب حادّ بين الرئاستين الأولى والثالثة، يعود إلى المعايير والشروط التي وضعتها الرئاستان على حدّ سواء والتي دفعت الرئيس ميقاتي أولاً إلى تقديم تشكيلة حكومية وُصفت بـ «المتسرّعة»، ورئيس الجمهورية إلى تقديم طرح حكومي مقابل يستند إلى مراعاة التوازنات السياسية ثانياً، ما أدى إلى نوع من الإشتباك الحادّ في المقاربات الحكومية وبالتالي، إلى إدخال عملية التأليف في نفق مسدود، وجعل من عملية ولادة الحكومة في الأسابيع القليلة المقبلة، أشبه بأن تكون «معجزة». وتضيف الأوساط، أن الصورة اليوم تقترب إلى المراوحة السلبية أكثر منها إلى الواقعية الإيجابية، وذلك بانتظار دخول أطراف سياسية معينة ومعنيّة بالملف الحكومي، على خط التباينات بين بعبدا والسراي في الساعات المقبلة من أجل ترتيب أجواء الإجتماع المقبل للرئيس ميقاتي إلى القصر الجمهوري.