Site icon IMLebanon

المناضل المقاوم الحقيقي

ضاقت اسرائيل بالمطران هيلاريون كابوتشي حياً، وها هي تضيق به وقد فارق الحياة! فالكيان العبري الذي يدِّعي الديموقراطية والحداثة والرأي الآخر، عجز عن تحمل (ولا نقول تقبّل) رأي هذا المطران المناضل، وما قد ينجز اليوم عن احتضان جثمانه في الارض التي أحبّ وناضل في سبيلها منذ عقود، ولم تغب قضيتها عنه يوماً واحداً حتى لفظ انفاسه الاخيرة في منفاه ايطاليا.

رجل الدين المسيحي سوري المولد (حلب) عُيّن مطراناً لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في القدس العام ١٩٦٥… وهو الذي ذاعت شهرته بمعارضته قيام الكيان الاسرائيلي ولم يحِد عن هذه المعارضة حتى النفس الاخير قبل ايام، وقد استقبل لبنان جثمانه، امس، رسمياً تمهيداً لدفنه في وطن الارز.

وقع اول مرة في أسر العدو الاسرائيلي في شهر آب من العام ١٩٧٤ بتهمة تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية، وحكم بـ١٢ سنة سجناً امضى ثلثها (٤ سنوات) في الاعتقال بعد ضغط من الڤاتيكان ادى الى الافراج عنه قبل إكمال »مسجونيته«… ومن السجن الى المنفى (في ١٩٧٨).

لم يتوانَ عن النضال يوماً واحداً، ولم يتراجع، ولم يتساهل عن مبادئه وايمانه بحق الشعب الفلسطيني في ارضه… لذلك في شباط ٢٠٠٩ شارك في سفينة الاغاثة (اسطول الحرية) التي كانت تنقل العون الى اهالي غزة المحاصرين من السلطات الصهيونية… وقد صادرت هذه السلطات كل ما على السفينة من مواد، وطردت كل من كان عليها الى لبنان.

لقد تحوّل هذا المناضل العنيد في سبيل الحقوق الوطنية وكرامة الإنسان الى احد اهم رموز المقاومة الوطنية الصحيحة والمرتكزة الى حق الانسان المطلق في الدفاع بالوسائل كافة عن ارضه وكرامته.

واليوم، اذ يستقبله لبنان، فإنما يستقبل انموذجاً للصمود، وعنواناً للإلتزام بالقضايا الوطنية والقومية والإنسانية. وغرساً طيباً يزرع في ارض هذا الوطن المجبولة بدماء الشهداء.

ان المثلث الرحمات المطران هيلاريون كابوتشي هو القدوة التي يجب ان يتمثّل بها كل المقاومين ومن يدّعون المقاومة ايضاً.

ع.ك