دارت خلال اليومين الماضيين أحاديث كثيرة حول احتمال قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد لبنان… والبعض ذهب في التحليل الى القول: إنّ إسرائيل ستدمّر وتحرق بيروت كما فعلت حين أحرقت ودمّرت غزّة، بعد ما جاء على لسان وزير دفاع العدو يوآف غالانت.
وبالرغم من كل هذه التصريحات، وبالاضافة الى موضوع صحيفة “التلغراف” البريطانية التي أعلنت ان مطار بيروت يستعمل في تخزين حزب الله السلاح والصواريخ التي تأتي عن طريق المطار، وأنّ المسؤول الأمني وفيق صفا يُشرف شخصياً على عمليات التخزين، كما كان الحزب يفعل تماماً في مرفأ بيروت.
الوزير حمية، وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال، لم يسكت بل أعلن أنه سيقيم دعوى على الصحيفة البريطانية… وفي الوقت نفسه ضد الإعلام الأجنبي الذي روّج للحكاية، ودعا الاعلاميين الى جولة في مطار بيروت ليكتشفوا كذب إسرائيل.
أنا شخصياً أستبعد أن تقوم إسرائيل بأي عمل عسكري ضد لبنان، للأسباب التالية:
أولاً: بعد فشل الجيش الاسرائيلي في احتلال غزة بالرغم من تدميرها بنسبة %80 وقتل 48 ألف مواطن وجرح أكثر من 80 ألف مواطن بريء، لا تزال المقاومة موجودة وتقوم بعمليات ضد الجيش الاسرائيلي حيث أصيب الجندي الاسرائيلي بالهلع والخوف بسبب العمليات العسكرية التي يقوم بها أبطال “طوفان الأقصى” حيث يدمرون يومياً على الأقل 4 دبابات، وفي بعض الأوقات يدمّرون ناقلات جند. وخسائر إسرائيل وصلت الى حدود فادحة لم تعترف إلاّ بالقليل منها.
ثانياً: وضع بنيامين نتانياهو شرطين لوقف الحرب في غزة: أولاً، القضاء على “حماس” وهذا لم يتحقق، والهدف الثاني تحرير الاسرى وهذا لم يتحقق أيضاً بعد مرور 9 أشهر.
ثالثاً: هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها الجيش الاسرائيلي في حرب أمام الفلسطينيين… ولو قارنا بين حرب 67 وحرب 73 وحرب 82 لعرفنا ان الابطال الفلسطينيين غيّروا المعادلة وأسقطوا “نظرية الجيش الذي لا يُقهر”.
رابعاً: كما قلنا انتصر الجيش الاسرائيلي على 3 دول عربية في 5 أيام، في حرب عام 1967 بينما يقف عاجزاً عن تحقيق أي انتصار على أبطال “طوفان الأقصى” بالرغم من مرور 9 أشهر.
خامساً: بين سلاح “الياسين” تيمناً بالشيخ أحمد ياسين رحمه الله، مؤسّس حركة حماس، وبين مسيّرات “الهدهد” وبين صواريخ الحزب، أصبح الجيش الاسرائيلي وطيران العدو عاجزاً عن تحقيق أي انتصار على العرب.. وهنا نقول للعدو الاسرائيلي: أيام الأول تغيّرت، وهناك جيل فلسطيني انتظر أكثر من 75 سنة ولم يحصل على دولة، وهو لن يقبل أي تسوية من دون إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وقائد فلسطين سيكون من حرّرها، أعني به القائد يحيى السنوار.
سادساً: إذا كان نتانياهو يظن انه يستطيع أن يدمّر بيروت، كما فعل في غزة.. فإننا نقول له: يمكنك أن تدمّر بيروت كما دمّرت غزة، ولكن يبقى السؤال الطبيعي: أي ثمن ستدفعه إسرائيل؟ ونظن انه شاهد الڤيديو الذي وزعه القائد حسن نصرالله عن حيفا. وهنا نسأل نتانياهو: هل يتحمل أن يرى حيفا أو يافا أو شمال فلسطين مدمّرة كما دمّرت غزة؟.. هذا هو السؤال الذي ليس بحاجة الى جواب.
أخيراً، إنّ إسرائيل تدرك إدراكاً كبيراً انها لن تغامر وتقدم على مغامرة ستكون فيها نهاية إسرائيل.