IMLebanon

دعم عربي ودولي لتحرك بري الرئاسي .. والتعيينات العسكرية على طاولة “تصريف الأعمال”

 

 

“حزب الله” لن يرضخ للتهديدات والمطالب الإسرائيلية .. وارتفاع مقلق في منسوب التصعيد

 

رفعت عملية اغتيال إسرائيل الجنرال رضي موسوي، أحد كبار مستشاري الحرس الثوري الإيراني في دمشق، منسوب المخاوف بشكل كبير، من تفجر الأوضاع العسكرية في جنوب لبنان، على نطاق واسع، إذا ما أقدم “حزب الله” على الانتقام لمقتل موسوي، وهو القريب من “الحزب”، في وقت سجلت الوقائع على الأرض،  ارتفاعاً مقلقاً في منسوب التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل التي تصر وفق ما يقوله قادتها، على أنها لن تسمح بالعودة إلى ما قبل السادس من اكتوبر الماضي، (قبل إطلاق حماس عملية طوفان الأقصى) .

وفيما يتكتم “حزب الله” عن أي رد محتمل على اغتيال موسوي، فإن جيش الاحتلال في المقابل، أعلن حالة الاستنفار على الحدود مع لبنان،  تحسباً لأي رد. وأكد مسؤول إسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لرد إيراني محتمل يشمل إطلاق صواريخ من سوريا ولبنان، في حين لفتت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى ان “إسرائيل تتوقع ردا على الجبهة الشمالية على مقتل مستشار الحرس الثوري”، حيث نقل عن مسؤول إسرائيلي قوله ان “الجيش يستعد لرد إيراني محتمل على مقتل مستشار الحرس الثوري الإيراني في سوريا”.

 

ورغم المعارضة الأميركية لتوسيع نطاق الحرب، إلا أن إسرائيل ومن خلال تهديداتها المتواصلة، والمتزامنة مع تصعيد ميداني بالغ الخطورة، تبدو مصرة على إقامة منطقة عازلة على حدودها الشمالية، وهي تريد وفقاً لما أشارت إليه وسائل إعلامها، إبعاد “حزب الله” لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات، سواء بالوسائل الدبلوماسية، أو بالعمل العسكري، في حال وصلت مساعي واشنطن مع لبنان إلى الحائط المسدود . وهذا ما يعمل عليه كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين الذي يتوقع عودته إلى بيروت مطلع السنة المقبلة، لاستئناف البحث في هذا الموضوع، سيما وأن واشنطن لا تريد توسعة الصراع . أي أنها ليست في وارد توفير الضوء الأخضر لإسرائيل لتوجيه ضربة ضد لبنان .

 

ومع مواصلة إسرائيل توسيع نطاق حربها على مناطق جنوب لبنان، بدا واضحاً أن “حزب الله” أخذ قراره في المقابل، بعدم الرضوخ للتهديدات والمطالب الإسرائيلية، بدليل تصعيد عمليات استهدافه للمراكز الإسرائيلية، إضافة إلى تجمعات جيش الاحتلال، وبتوجيه ضربات موجعة للمستوطنات الإسرائيلية، على ما أثبتته مجريات الأيام الماضية، وما حققه من خسائر بشرية ومادية في صفوف الإسرائيليين، وفق معادلة ردع جديدة فرضت نفسها بين طرفي الصراع الدائر . وفي ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية، فإن “حزب الله” لا يخفي من حساباته، إمكانية إقدام إسرائيل على شن عدوان على لبنان في أي وقت . ولذلك فإنه بات مستعداً لكل الاحتمالات، ويعمل على هذا الأساس، من خلال استكمال التحضيرات الميدانية، لأي مواجهة عسكرية قد تفرض عليه . بعدما طال العدوان الإسرائيلي عمق الجنوب اللبناني .

 

وفيما تهدد إسرائيل على لسان وزير دفاعها، بأنها سوف تعمل على تحديد وضع مختلف على حدودها الشمالية، في إشارة إلى إمكانية هروبها إلى الأمام، بشن عدوان على لبنان، لإبعاد “حزب الله” عن حدودها، تظاهر المئات من مستوطني المستعمرات الشمالية في إسرائيل، احتجاجاً على الوضع على الحدود مع لبنان، مطالبين بتغيير الوضع هناك. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاحتجاج في الشمال، ناجم عن إغلاق الطرقات طوال الوقت خشيةً من صواريخ “حزب الله”، معتبرة أن الشمال ينهار والروتين هناك أصبح أكثر تعقيداً، ورؤساء السلطات غاضبون جداً من الوضع على الحدود مع لبنان. ويضغط المستوطنون على الحكومة الإسرائيلية من أجل الاندفاع نحو تغيير الواقع والسماح لهم بالعودة إلى منازلهم آمنين، وعدم تكرار ما حصل في غلاف غزة. بسبب هجمات “حزب الله” التي أثارت الرعب في صفوف المستوطنين، ودفعت عشرات الالاف منهم إلى مغادرة منازلهم، إلى مناطق أكثر أمناً .

وبانتظار أن يتوضح مسار خطة التحرك الجديدة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، في ما يتصل بإزالة العقبات من أمام الانتخابات الرئاسية، علمت “اللواء”، أن هناك دعماً عربياً ودولياً، للخطوات التي سيقدم عليها رئيس البرلمان، في ظل الجهود التي تقوم بها المجموعة الخماسية، سعياً لإنهاء الشغور الرئاسي الذي يهدد لبنان في حال استمراره، بتداعيات لا يمكن التكهن بنتائجها، في وقت تجري مشاورات في أكثر من اتجاه،لإنجاز تعيينات عسكرية، وفي مقدمها تعيين رئيس جديد لأركان الجيش، إضافة إلى أعضاء المجلس العسكري . وإذا كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، يحرص على أن تأتي التعيينات بموافقة وزير الدفاع موريس سليم، إلا أنه في الوقت نفسه، يصر على إجرائها بصرف النظر عن المواقف المعترضة، في إشارة إلى “التيار الوطني الحر” الذي يتهمه الميقاتي، بأنه عمد إلى إفشال جهود التقارب التي كانت تكللت بالنجاح بعد اللقاء مع الوزير سليم، بعدما كانت المشاورات تركز على تأمين التوافق المطلوب بشأن هذه التعيينات .

وإذ تؤيد مصادر نيابية معارضة كل جهد من أجل الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعيداً من سياسة الفرض والاستئثار، فإن حزب “القوات اللبنانية”، يرى أن الأجواء التي رافقت جلسة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، يمكن أن تسحب نفسها على أي جلسة محتملة للانتخابات الرئاسية . وهو ما أشار إليه نائب رئيس الحزب، النائب جورج عدوان الذي قال، إن “الانتصار الذي حققناه لكل اللبنانيين خطوة على الطريق الذي نسير فيه، والذي يجب ان يترجم بانتخاب رئيس جمهورية قراره بيده ويستعيد الجمهورية الخاضعة للهيمنة، إضافة الى استعادة الحكومة قرار الحرب والسلم ووضع مصلحة لبنان قبل مصلحة اي محور او اي فريق”.