IMLebanon

المعركة العسكريّة على الحدود تُعيد خلط الاوراق

تبدي اكثر من جهة سياسية معنية بالملف اللبناني اكان من الاطراف المحلية او الاقليمية قلقا متعاظما حيال ما يجري في المنطقة من احداث وتطورات وحروب آخذة في التفاعل والتنامي وهذا ما يترك اعباء ثقيلة على الساحة اللبنانية التي باتت تهتز في منطقة القلمون وعرسال وصولا الى عودة الانشاقات على الساحة الفلسطينية مما يذكر بحقبة السبعينات والثمانينات من الانشقاقات الجبهة الشعبية الى فصائل فلسطينية اخرى حوّلت المخيمات آنذاك الى حروب وتصفيات وخلافات كان لها الاثر السيىء على الداخل اللبناني.

من هنا تكشف اوساط سياسية مطلعة عن اجواء توحي بتصعيد غير مسبوق في سوريا وخصوصا في دمشق مما سيرخي في ظلاله على وضع المنطقة بشكل عام ولبنان على وجه الخصوص لما له من خصوصية سياسية وعسكرية وايديولوجية وتداخل حدود مع سوريا. ولهذه الغاية فإن بعض الزعامات السياسية تعرب في مجالسها عن شيء ما يحضر في دمشق وحيث اصداؤه ستدوي في لبنان وقد تحصل تطورات ومتغيرات دراماتيكية جراء الاعمال العسكرية والميدانية هذه لا سيما وان جبهة عرسال والقلمون الاكثر صخبا وتأثيرا بأي مستجدات امنية على الارض وقد تفتح جبهات اخرى مما سيؤثر بشكل مباشر على مختلف الاوضاع السياسية والامنية والاستحقاقات الدستورية ناهيك الى الامور الانسانية وملف النازحين في الطليعة ثم الحالة الاقتصادية المتردية اصلا.

وفي هذا السياق تشير الاوساط الى ان ما يحصل قد يؤدي الى استمرار الاستحقاق الرئاسي في المراوحة والدوران في حلقة مفرغة لا بل ان اية معركة عسكرية على الحدود مع لبنان من شأنها اعادة خلط الاوراق حول امور كثيرة وربما تحدث مفاجآت كما يشير احد كبار المسؤولين في مجالسه عبر اتخاذ قرارات كبرى تقضي باستنفار سياسي وعسكري لمواجهة اية تداعيات قد تحصل وايضا قد تحصل في هذه الحالة مفاجأة تؤدي الى تسوية عاجلة لانتخاب رئيس توافقي او مواصلة الفراغ الى ما شاء الله.

ولفتت الاوساط الى ان المعلومات المؤكدة ان التحضيرات للتصعيد في سوريا جارية على قدم وساق وخصوصا قبل اجتماعات موسكو بين ائتلاف المعارضة وقوى النظام وكل يسعى لتحسين شروطه قبل بدء هذه المفاوضات حتى ان التحضيرات او عقد الاجتماع حتى الساعة ليس هنالك من تأكيدات تصب في خانة التئامه او وضع جدول الاعمال على ضوء التصعيد العسكري والصراع بين اللاعبين الاقليميين والدخول الايراني بقوة على الخط السوري واللبناني والعراقي وعدم وجود اية بوادر تقارب بين طهران والرياض.

ولهذه الغاية تقول الاوساط، تنصب المخاوف على الشأن اللبناني الذي يشتري الوقت عبر حوارات متنقلة هدفها عدم وقوعه في اتون الحرب السورية ومن ثم السعي لوأد الفتنة من خلال تنفيس الاحتقان السني – الشيعي اي تنظيم الخلافات وليس التوافق وتحقيق خطوات وانجازات معينة حول هذا الملف وذلك وخصوصا حول الاستحقاق الرئاسي العالق في مهب الصراعات الاقليمية والافراج عنه الى الان يبدو صعب المنال وينقل عن مسؤولين لبنانيين ان الحراك الدولي باتجاه لبنان مفرمل واذا جاء احدهم في هذه المرحلة انما للاستطلاع وليس هنالك من يأتي ويحمل في جيبه ورقة حلّ او تحضيرات لتسوية تطبخ. فالمرحلة الان عنوانها ما يحدث في سوريا ومباحثات موسكو والى اين ستصل هذه العناوين والملف الرئاسي ليس من اولوية المجتمع الدولي بل ما يجهد له هذا المجتمع يكمن في تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وحتى الان نجاحه محدود باعتبار حجم التطورات وصعوبتها تحد من سعي الديبلوماسية الدولية لتخفيف الالام عليه في هذه الظروف المفصلية.