تتوسع المواجهة العسكرية في الجنوب، ما بين المقاومة بقيادة حزب الله والعدو الاسرائيلي، سواء في المساحة الجغرافية او في نوعية الاسلحة، لا سيما من حزب الله الذي انزل الى المعركة صاروخ “بركان”، وهو سلاح نوعي ومتطور يحمل 500 كلغ من المتفجرات، وتحدث عنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي ترك للميدان تحديد مسار التطورات العسكرية، التي تتدحرج باستهداف جيش الاحتلال الاسرائيلي لاماكن خارج حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، ووصل قصفه الى عمق 40 كلم باستهداف شاحنة زراعية في احد البساتين في الزهراني، وبعد ايام لمصنع في تول قرب النبطية، اضافة الى تدمير منزل في الخيام والحاق الاضرار بمنازل اخرى في بلدات قريبة لخط النارعلى طول الشريط الحدودي، مما دفع بحزب الله الى الرد على الاعتداءات الصهيونية، بقصف مقر القيادة العسكرية الشمالية في ثكنة “برانيت”، فدمرها تدميرا كاملا بصواريخ ب”ركان”، مما اقلق قادة العدو، من لجوء حزب الله الى السلاح الفرعي، وما ينتظرالكيان الغاصب من مفاجآت اذا تطور الوضع العسكري، وقرر “الكابينت الاسرائيلي” تنفيذ قراره بتوسيع الحرب مع لبنانوغزوه برياً وتدمير عاصمته بيروت، على غرار ما يحصل في غزة، كما ورد في تهديد وزير الحرب يواف غالانت.
فالعدو الاسرائيلي يعتبر لبنان والمقاومة فيه هما الاخطر على كيانه، لان حزب الله يملك قوة عسكرية توازي جيشاً في عديد افراده الذي يفوق مئة الف، وانواع الاسلحة التي يحوزها من الصواريخ، ومنها ما يصل مداه الى 300 كلم، ويحمل رؤوسا متفجرة تدميرية، وكذلك آليات عسكرية مختلفة الاحجام والانواع، وفق مصدر عسكري مطلع على جهوزية حزب الله، الذي ومنذ عملية “طوفان الاقصى” التي نفذتها “كتائب القسام” في حركة “حماس” في 7 تشرين الاول الماضي، فهو يتدرج في المعركة التي انخرط فيها منذ اليوم الثاني، كما اعلن السيد نصرالله، الذي اكد على ان المقاومة في لبنان تساند المقاومة في فلسطين التي تواجه حرب ابادة للشعب الفلسطيني في غزة، وهذا هو هدف الحرب، يقول المصدر، وليس فقط تدمير حماس واقتلاع جذورها من القطاع كما في الضفة الغربية.
من هنا، فان حزب الله بقراره الرد الموضعي على العدو الاسرائيلي، واشغال جيشه في شمال فلسطين المحتلة، وتهجير المستوطنين وعدم تمكينه من الاستفراد بالمدنيين اللبنانيين الذين يستهدفهم في منازلهم او سياراتهم، فان المقاومة ترد بالمثل على المنازل والمدنيين، وبذلك هي ربحت معركة “الاشتباك الموضعي”، ولم تنجر الى حرب واسعة يريدها العدو، لكنه يتردد في اللجوء اليها لان كلفتها ستكون عالية الثمن عليه، يقول المصدر، الذي يشير الى ان قوة الردع التي انجزتها المقاومة اظهرت فعاليتها، وخسرت “اسرائيل” الحرب قبل ان تبدأ، وهذا ما كشفه وزير الامن “الاسرائيلي” السابق وعضو “الكنيست” الحالي افيغدور ليبرمان، فاعلن “ان الحكومة الاسرائيلية خسرت الحرب في الشمال عند الحدود مع لبنان”، مما يؤكد على ان الروية التي اتبعها حزب الله في خوض معركة المساندة بدقة للمقاومة في فلسطين اعطت جدواها، وطبّق مقولة “وحدة الساحات”، وفق استقلالية القرار الذي تفرض المعركة اتخاذه، وهذا ما يحصل في لبنان والعراق وسوريا واخيراً اليمن، الذي احتجز سفينة “اسرائيلية” في البحر الاحمر ونفذ الجيش اليمني تهديده، بقطع شريان الاقتصاد العالمي، اذا استمر العدوان على غزة وقتل الاطفال والنساء واستباحة المسشتفيات وتدميرها مع المدارس، ومنها تابع “للاونروا” وهي احدى مؤسسات الامم المتحدة التي تعين اللاجئين الفلسطيين.
فالتوسيع “الاسرائيلي” للحرب مع لبنان وارد، وناتج من فشل جيش الاحتلال في غزة من تحقيق اهدافه بعد مضي 50 يوما على الحرب قد تمتد لعام، وهو تاريخ لا يمكن “للاسرائيليين” ان يتحملوه، لا سيما اهالي المحتجزين “الاسرائيليين” لدى حماس ومنظمات اخرى، والذي وعد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بتحريرهم بعد القضاء على حماس والسيطرة على غزة لكنه لم ينجح، وبدأ يرضخ لضغط الاهالي، وقدم تنازلات للتفاوض، وهذه انتكاسة لاهدافه في الحرب على غزة، التي لقنته درساً قاسياً له ولغيره من المسؤولين “الاسرائيليين”، بان قوة المقاومة هي التي بدأت تغيّر في موازين القوى العسكرية، وتفرض معادلات جديدة سيكون لها تأثير في رسم خارطة المنطقة، وفق قراءة سياسية، كنتائج الحرب على غزة، والهجمات على لبنان.
بات العدو ينظر الى لبنان نظرة مختلفة، لان تهديده بالاجتياح لم يعد مجدياً، مع امتلاك المقاومة لتجربة القتال في حرب تموز 2006، والمشاركة في المعارك بسوريا، وهذا ما يعرفه العدو الاسرائيلي جيداً، وفق المصدر العسكري، الذي يؤكد ان قرار الحرب بات مع المقاومة التي اقامت توازن رعب مع العدو الاسرائيلي، الذي بات يحسب الف حساب لاي مغامرة عسكرية في لبنان، حيث يكشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين بان يد نصرالله هي العليا في الشمال بسبب تفوقه، في وقت يؤكد عضو “الكنيست الاسرائيلي” عن حزب “الليكود” الذي يرأسه نتنياهو تالي غوتلييف، ان حزب الله ليس مرتدعا فهو يسخر منا ،ويهيننا في كل وقت.
فالحرب على لبنان، يخشاها العدو الاسرائيلي المنقسم حولها، بالرغم من تهديدات بعض قادته، المتذبذبين في مواقفهم.