IMLebanon

تطورات عسكرية قريبة «تفرز» وقائع جديدة في سوريا

كشفت مصادر ديبلوماسية أنّ اللقاءات التي أجراها الموفد الدولي لحل الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا، مع الأطراف الخارجيين والداخليين ومشاوراته معهم حول سبل الحل، لم تفضِ إلى اختراق معيّن، وأنّ مواقفهم تكرّرت وطروحهم جاءت كسابقاتها.

إلاّ أنّ تصريح دي ميستورا بعد لقائه المعارضة السورية في اسطنبول كان لافتاً، وهو قال إنّ الرئيس السوري بشار الأسد لن يخرج من الحكم إلاّ بضغط عسكري. وتشير المصادر إلى أنّ تصريحه قد يكون جاء لإرضاء المعارضة، لكن هذا الكلام قد يجرّ إلى مشكلة مع النظام، إذا لم يكن هناك مؤشّر فعلي لاتجاه معيّن في مشاوراته وفي توصّله إلى أفكار ما قابلة للتطبيق، بناءً على هذا الكلام.

وفي موازاة الموقف الروسي الذي يحمل اتجاهات جديدة حول وجوب الحل في سوريا، تقول المصادر إنّه من الممكن أن يحمل الموقف الإيراني أفكاراً منفتحة على حل ما في سوريا. وإن صح ذلك، فإنّ أي بوادر إيرانية ستظهر بُعيد التوقيع على الاتفاق النووي بين الغرب وطهران. إيران لاعب أساسي في سوريا، ومن الواضح أنّ الغرب سيضغط في اتجاه عدم استكمال إيران لمخططها في سوريا، وأن تؤدي دوراً إيجابياً في أي حل.

ولن يكون هناك أي بحث قبل التوقيع على النووي. الولايات المتحدة مشغولة بهذا الملف، ولا تريد أية مباحثات حول ملفات أخرى، أن تؤثّر سلباً على التفاوض الغربي مع إيران، لذلك تعمل لعزل هذا الملف عن أي تأثير آخر، وفي المرحلة اللاحقة ستنظر واشنطن بكل الملفات. كل الأطراف الدولية والاقليمية تتحضّر لمرحلة ما بعد الاتفاق، لكن الآن من المستبعد أن يحصل أي نقاش حولها لا سيما مع اقتراب موعد التوقيع. وقد يتم التمديد لأسبوعين أو شهر للتفاوض. إنّما الحوار الذي يرتقب أن يلي التوقيع، ليس عملية اوتوماتيكية. فمن الممكن أن يبقى وضع أزمات المنطقة على حاله ويستمر، وقد لا تتقارب المواقف لحل سياسي. إذ ليس حكماً أن يؤدي حل النووي إلى اتفاق على الملفات الأخرى في المنطقة، وبالتالي لا يخلق الاتفاق وحده الظروف الملائمة للتسوية، ولا يغيّر حسابات المصالح في الأزمات الأخرى. ما يفعله أنّه يحيّد خطر القنبلة بالنسبة إلى الغرب، وأنه بالنسبة إلى إيران يزيح عنها العقوبات والعزلة الدولية. لكن المهم استكشاف مصالح إيران بعد التوقيع. فهل ستمضي في خياراتها وأوراقها أم ستؤدي دوراً مسهّلاً للحلول في سوريا واليمن والعراق ولبنان؟ مع الإشارة إلى أنّ الغرب يقول إنّ إيران بعد الاتفاق ستتعاون بإيجابية، إلاّ أنّ إيران قد لا تكون تنظر إلى المسائل بهذه الطريقة، وقد تتصرّف وكأنّها دولة باتت أقوى في ظل رفع العقوبات الدولية عنها.

كل الأطراف يجب أن تقدّم تنازلات لتحقيق التسويات في سوريا والمنطقة. السؤال المطروح، هل الخيار هو أن تنطلق الأطراف ممّا تحققه على الأرض إلى التفاوض؟ لكن تستبعد المصادر أن تحصل مفاوضات جدّية في سوريا، إلاّ عندما تتعب الأطراف الداخلية، وتنهك عندها ستقبل بالتسوية، إن كان النووي قد حلّ أو لم يحلّ. حتى الآن وعلى الرغم من كل المآسي السورية، لم تتعب الأطراف بعد، ومن الواضح أن الطرفين يعتقدان ان بإمكانهما تحقيق الانتصار العسكري، لذا الآن ليس هناك من تفاوض جدّي.

أمّا دي ميستورا فيعمل على تمرير هذا الوقت في انتظار ظروف مؤاتية أكثر للحل. في لبنان استغرق الحل 14 سنة منذ اندلاع أحداث 1975 إلى أن ظهرت التسوية ورضيَ الجميع عنها في 89.

دي ميستورا يحاول جمع معلومات للخروج برؤيا أو خارطة طريق. حتى الآن التقى مع ممثلين لـ20 دولة معنية بالشأن السوري، فضلاً عن المعارضة والنظام. ويتوقع أن يرفع تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي خلال الأيام المقبلة، وعلى أساس ذلك يقرّر خطواته المستقبلية.

وتقول مصادر ديبلوماسية أخرى إنّه يتوقّع حصول تطوّرات عسكرية في سوريا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة على كل الأصعدة، ستخلق وقائع جديدة على الأرض، بحيث انه كلما زاد التحرك الدولي ستتم ترجمته على الأرض وفي السياسة، ولن يكون لدي ميستورا دور فاعل من دون التوافق الدولي الاقليمي على الحل في سوريا، وهذا ما يدعم مهمته.