على الرغم من جرعة التفاؤل التي أعطتها الحكومة مؤخراً لأهالي العسكريين المخطوفين و المبادرة التي أطلقتها بإعطاء مكافأة مئتين وخمسين ألف دولار لمن يقدم معلومات جدية حول مصير العسكريين، تأكيداً منها على العمل الجدي من أجل إنهاء هذا الملف، لا يزال أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» بانتظار أي أخبار جديدة في هذا السياق تبرد قلوبهم المشتاقة لفلذات الأكباد مع دخول قضيتهم بعد أشهر قليلة عامها الثالث.
وعلى الرغم من هذا الإنتظار الثقيل والمميت، يؤكد الأهالي في حديث إلى «المستقبل» أمس، أنهم «على تواصل دائم مع جميع القيادات الأمنية والسياسية المعنية بالملف للإطلاع على كل جديد لا سيما مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، غير أنه حتى الساعة لا شيء جديداً خصوصاً بعد مبادرة الحكومة الأخيرة»، آملين «أن يسهم بقاء اللواء إبراهيم على رأس المديرية، في إعطاء دفع قوي من أجل حل هذا الملف الإنساني، وسط تأكيد من قبله لنا بأن هذا الملف هو محور متابعة دائمة من قبل رئيسَي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري».
و يوضح حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف، لـ «المستقبل»، أنه «بعد إجتماعنا مع الرئيس الحريري والمكافأة التي أطلقها والمعلومات حول ورود اتصال إلى الحكومة يزعم فيه المتصل أن لديه معلومات عن العسكريين، نحن كنا من أشد الرافضين للكشف عن هذا الإتصال ولم نعرف في الاصل كيف أتى وما خلفياته وكيف تم التعاطي معه»، لافتاً إلى أن «الأمور حتى الساعة لا تزال غير واضحة، وكشف اي شيء حول ما يجري قد يؤدي إلى تخريب اتصال معين أو خوف أي شخص ممكن أن يتصل من الملاحقة في ما بعد، وهناك تكتم شديد حول ما يجري».
ويلفت إلى أن «أي شخص لديه معلومات جدية أو ممكن أن يقدم اي إثبات عن مصير العسكريين المخطوفين، نحن كأهالي نضمن له سلامته ونأخذ منه المعلومات ونوصلها إلى الحكومة أو إلى حيث يجب أن تصل، مع حرصنا الشديد على عدم كشف أي اتصال من شأنه أن تؤثر بشكل سلبي على مصير العسكريين»، مشدداً على أن «الأهالي على متابعة دائمة مع اللواء ابراهيم ونحن نعرف أنه يتابع هذا الموضوع لكنه متكتم جداً، وهو يقول لنا بأنه حتى الساعة لم يحصل اي جديد ولكن هناك اهتمام زائد بملف العسكريين المخطوفين من قبل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة».
ويشير إلى أن «اللواء ابراهيم من المتكتمين على أي معلومة والحريصين عليها حتى تصبح إيجابية مئة بالمئة»، مشدداً على أن «بقاءه على رأس المديرية يزيد ثقتنا به، ونحن نعرف أنه ضلع أساسي في حل ملف العسكريين المخطوفين».
ويلفت إلى أنه «سيكون لنا لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل تأمين دعم كامل للواء إبراهيم لحل هذا الملف»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن لأحد بعد اليوم أن يقصّر في هذا الملف، لكننا ندعوهم جميعاً إلى أن يتحركوا بشكل جدي وإيجابي باتجاه حلّ هذا الملف بأي شكل من الأشكال «.
من جهته، كان نظام مغيط قد نشر قبل أيام على حسابه الخاص على موقع التواصل الإجتماعي «فايسبوك» صورة لشقيقه المعاون أول المخطوف لدى «داعش» ابراهيم مغيط وكتب فوقها: «كيفك يا وجعي…؟»، تعبيراً عن مدى اللوعة والوجع الموجود لدى الأهالي. ويؤكد مغيط لـ «المستقبل» على أن «لا شيء جديداً في الملف وهناك تواصل خفيف مع المسؤولين»، مشيراً إلى أن «المكافأة التي قدمتها الحكومة لم تأتِ بأي نتيجة حتى الساعة، ولم نعلم إن كان هناك من معلومات جديدة عند المعنيين أو بحوزة اللواء ابراهيم، كوننا كأهالي لم نوضع بصورة أي جديد».
ويوضح أن «هناك تواصلاً مع اللواء إبراهيم ومع رئاسة الحكومة، ولكن لا شيء جديداً في الملف»، مشدداً على أنه «اصبح لدى الأهالي تخوف كبير وبنسبة عالية على مصير العسكريين، لأننا بتنا اليوم كمن يفتش على إبرة في كومة القش، وحبذا لو أن هناك إبرة في الأصل طالما أنه ليس هناك أي معلومات أو خيوط ممكن أن توصلنا إلى مصير العسكريين، فما نقوم به لم يوصل إلى أي نتيجة، وهذا ما يزيد وجعنا كأهالي أكثر وأكثر».