Site icon IMLebanon

بين واشنطن واليرزة… “تحالف استراتيجي” 

 

 

على أهمية الأبعاد التي اكتسبتها “معركة التمديد” لقائد الجيش العماد جوزاف عون، مع عودة النشاط الى الملف الرئاسي والعقبات التي تواجه هذا الاستحقاق، مع افساح المجال امام المزيد من الاتصالات بين القوى السياسية،على خلفية الاصطفافات الجديدة حول اليرزة، بدا مشهد زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون لوزير “الوصاية” للتهنئة بالعيد، مؤشرا واضحا الى مسار ومصير المرحلة المقبلة، التي يبدو انها ستكون مفاجئة للكثيرين باحداثها وتطوراتها.

 

مصدر سياسي مواكب رأى ان النتائج التي حققتها حركة العماد قائد الجيش وسلوك فريقه، قد اثارت حفيظة البعض، حيث تقاطعت مصالح داخلية وخارجية، ما يفسر الحملات التي ما زال عون عرضة لها من هنا وهناك، وان بوتيرة اخف، في هذا الظرف الاقليمي والداخلي الحساس، وفي ظل المهام الاستثنائية والحساسة التي تقوم بها المؤسسة ليس آخرها على الجبهة الجنوبية.

 

واشار المصدر الى ان واشنطن، الراعي الاول لمظلة الاستقرار اللبناني خاصة في جزئه الامني ، نظرا للدور الكبير والمهم الذي تؤديه القوى الامنية والعسكرية اللبنانية في الداخل وعلى الحدود، في ظل “انجازها” النوعي بالبقاء خارج التنازع والتجاذب السياسي الى حد كبير، معتبرا ان الادارة الاميركية تقسم لبنان الى مربعات امنية وعسكرية تهمها بالدرجة الاولى، ومربعات سياسية، حيث تقوم استراتيجيتها الحالية على ضرورة ابقاء الفصل قائما بين تلك المربعات، ما يسمح لها بهامش حركة كبير، تترجمه في برنامج مساعداتها النوعية المسلمة للبنان، وفي الزيارات المتكررة لمسؤولين سياسيين رفيعين لا ينفكون يؤكدون على ضرورة العمل على حماية لبنان من الانجرار الى المواجهة الاقليمية وحماية استقراره الداخلي. وهو ما يترجم اختلافا في وجهات النظر بين المستويين السياسي، الذي يدفع جزءا منه نحو فرملة الاندفاعة تجاه لبنان، فيما يبدي المستوى العسكري حماسة قل نظيرها تدعو الى استمرار الدعم العسكري وتعزيزه، وهو ما وقف خلف قرار اعادة الديبلوماسيين الى السفارة في عوكر مع عائلاتهم، والذي سبق وغادروا نتيجة تهديدات امنية ومخاوف من عمليات اعتداء، على خلفية الاحداث التي شهدها محيط السفارة الاميركية.

 

من هنا، يؤكد المصدر ان الفصل الاميركي بين السياسة والامن يظهر جليا في العلاقة الرسمية مع لبنان، اذ فيما يتّجه الكونغرس الاميركي لإقرار رزمة عقوبات اضافية على حزب الله، من ضمن قرار ادارة الرئيس جو بايدن والمناخ الدولي العام، يُبدي المسؤولون العسكريون الاميركيون تقديرهم البالغ للجيش قيادة وضباطا وعناصرَ ، ويسمع المعنيون في لبنان شهادات من عدد من هؤلاء ممن خدموا في دول عديدة في الشرق الاوسط “ان الجيش اللبناني افضل جيش في المنطقة، ويتميّز بإرادة صلبة في القتال ضمن الوسائل الحالية المتاحة، والذي قد يتطوّر اذا ما توافر في شكل اكبر الدعم المادي”، لافتا الى ان زيارات الوفود الاميركية العسكرية والسياسية المتواصلة الى لبنان، تؤكد حرص القيادة الاميركية على استقرار لبنان ومساعدة الجيش عسكريا، وتوفير ما تتطلّبه “المعركة” للحفاظ على المؤسسة، سواء في الداخل او على الحدود، موضحا ان المعنيين في الادارة الاميركية لن يتوانوا عن الدعم المستقبلي المضطرد للجيش في مواجهة الازمات والتهديدات.

 

واشار المصدر الى ان مساعدة الجيش من مسلمات الادارة الاميركية الحالية، وهو امر حيوي بالنسبة لمصالح واشنطن واستراتيجيتها الاوسع في المنطقة، التي يشكل الحفاظ على المؤسسات الشرعية اللبنانية جزءا مهما منها، لذلك فان المساعي التي تقف وراءها بعض الجهات في واشنطن بالتعاون مع “اللوبي الاسرائيلي” لن تنجح في تحقيق اهدافها، حيث سيبقى هذا الكلام في اطار التهويل والضغط اكثر مما هو في حقيقة الامر قابل للتطبيق، متخوفة في المقابل من احتمال تبني الاميركيين لوجهة النظر “الاسرائيلية” القائلة بتحميل الدولة اللبنانية مسؤولية اي تصعيد عسكري على الجبهة الجنوبية، رغم ان قائد القيادة الوسطى سبق وحذر من “تل ابيب”، من المس بالجيش اللبناني بوصفه شريكاً اساسياً وفعالاً وحليفاً للجيش الاميركي.

 

فلمصلحة من التهجم على المؤسسة العسكرية ومحاولات التشكيك في قيادتها؟ ومَن المستفيد من ضرب الانجازات ولاي اهداف؟