IMLebanon

رفع الجهوزية إلى «خيبر» رسائل لما ينتظر الإسرائيليين

 

تأكيد أممي على أن الـ1701 لا زال يشكّل عنواناً للاستقرار

 

 

المناورات العسكرية التي يجريها الجيش الإسرائيلي على طول الخط الأزرق، تؤشر إلى نوايا عدوانية واضحة بغزو الأراضي اللبنانية، وهو ما أبلغه الاحتلال إلى قيادة «يونيفيل»، بحجة القيام بعمليات محدودة لإبعاد عناصر «حزب لله» عن المناطق الحدودية، ولتأمين عودة سكان الشمال. ورغم ادّعاءات جيش العدو أن قواته بدأت عمليات برية محدودة داخل الأراضي اللبنانية، فإن ما صدر عن المقاومة يؤكد أن لا صحة إطلاقاً لكل هذه الادعاءات، وأن «حزب لله» مستعد لأي محاولة توغل إسرائيلية في أي وقت، ما يؤكد جاهزيته للتصدي لأي اختراق من جانب جيش الاحتلال للأراضي اللبنانية. وإذ تستبعد أوساط سياسية أن تلجأ إسرائيل إلى القيام بعدوان بري واسع، فإنها تعتبر أن جيشها لن يكون قادراً حتى على القيام بعمليات محدودة داخل الأراضي اللبنانية، لأنه سيواجه برد فعل عنيف من جانب المقاومين، سيمنعه من تحقيق أهدافه، بعد نجاح «حزب لله» في استيعاب تداعيات اغتيال العدو لأمينه العام السيد حسن نصرلله، ولما لحق به من خسائر بشرية ومادية. وفي هذا الإطار كان كلام نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم واضحاً، بأن إسرائيل ستواجه برد قاس في حال تجرأت وهاجمت لبنان براً. وقد بعثت المقاومة برسائل شديدة الوضوح إلى الإسرائيليين، من خلال استخدامها للمرة الأولى صواريخ «خيبر» الباليستية واستهداف تل أبيب بعدد منها، كتحذير من مغبة التفكير بغزو الأراضي اللبنانية.

وفيما يجهد لبنان الرسمي لمواجهة تداعيات الحرب الإسرائيلية، أطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تحذيراً من انعكاسات أزمة النزوح التي خلفها العدوان الإسرائيلي، بتأكيده ان «لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه، في ظل عدوان الجيش الإسرائيلي الواسع على لبنان مع أكثر من مليون مدني نازح». وقد جاء كلام ميقاتي أثناء اجتماعه مع منظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في إطار خطة الاستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، فيما توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالتقدير لـ«الجهود التي تبذلها الحكومة في إطار تأمين الاحتياجات الضروريه لإغاثة وإيواء النازحين جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، على الرغم من الإمكانات المتواضعة والمتوافرة لديها»، داعيا «الحكومة في هذا المجال الى القيام بجهد مضاعف وأكبر وهي قادرة على ذلك»، مؤكداً «تبنّي النداء الذي وجّهه الرئيس نجيب ميقاتي للدول المانحة والجهات الإغاثية المعنية».

 

وإذ شدّد الرئيسان بري وميقاتي من خلال الاتصالات التي يقومان بها، على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتواصل على لبنان، فإن حكومة تصريف الأعمال تأخذ في الحسبان التحذيرات الخارجية، من مغبة أن تكون إسرائيل تحضّر لما هو أسوأ في المرحلة المقبلة. وهذا ما دفع المسؤولين اللبنانيين على التأكيد بأن لبنان جاهز لإرسال الجيش إلى الجنوب، فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وهو ما أبلغه الرئيسان بري وميقاتي إلى وزير خارجية فرنسا في زيارته الأخيرة لبيروت، في حين كان موقف «حزب لله» واضحاً، بأنه مستعد للمواجهة البرية في حال فرضت عليه، طالما أن إسرائيل استمرت في عدوانها على لبنان، وأن لا عودة لسكان الشمال، مهما اشتدّت وتيرة العدوان على لبنان، إلّا بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.

 

وفي وقت أكدت «يونيفيل» أن أي دخول عسكري إسرائيلي بري للبنان، يعتبر انتهاكاً لسيادة البلد، فإنها لم تخفِ قلقها البالغ من خطورة ما تقوم به إسرائيل، بعد توسيع عدوانها على الأراضي اللبنانية، معربة عن اعتقادها من وجود خشية حقيقية من تدهور الوضع العسكري على نطاق واسع، مؤكدة ضرورة التزام جميع الأطراف بقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمها القرارا 1701 لسحب الذرائع، وبما يخفف من حدة المواجهات بين «حزب لله» وإسرائيل. وأشارت مصادر أممية إلى أن القرار 1701 لا زال يشكّل أرضية صالحة للتهدئة بين إسرائيل و«حزب لله»، لكن المطلوب إقرار واضح من الأطراف بالتزام نصوص هذا القرار الذي يشكل عنواناً للاستقرار في منطقة جنوب الليطاني.

ومع استعداد الرئيسين بري وميقاتي للبدء بإجراءات انتخاب رئيس توافقي للجمهورية، فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن مصادر «الخماسية» أشارت إلى أن كل الجهود التي تبذل، غايتها تهيئة المناخات التي تساعد على إيجاد توافق حول شخصية الرئيس العتيد، انطلاقاً من المواصفات التي سبق وتم وضعها، على أساس أن المرشح التوافقي بات الأكثر ترجيحاً، بحيث أن جميع الأطراف اللبنانية أصبحت على قناعة به»، مشدداً على أن «استمرار ربط الملف الرئاسي بتطورات المنطقة، أمر لا يفيد اللبنانيين ولا بد من اقتناص الفرصة، من أجل التوافق على إجراء الانتخابات في وقت قريب، وتالياً طي صفحة الشغور الرئاسي الذي بات يشكّل عبئاً ثقيلاً على كاهل اللبنانيين». لكن حتى الآن ليس هناك ما يؤشر إلى إمكانية حصول تقدم في معالجة المأزق الرئاسي، ما يوحي بأن الأطراف اللبنانية قد سلمت أمرها للخارج من أجل حل معضلة الانتخابات الرئاسية العالقة، في ظل حديث عن أن أعضاء «الخماسية»، سبق وتبلغوا موقفاً أميركياً حازماً، بأنه لا يمكن انتخاب رئيس للبنان موالٍ لـ«حزب لله»، أي أن الأخير لا يجب أن يكون له دور في وصول أي مرشح مؤيد له إلى قصر بعبدا.