اذا كانت استراتيجية القضم العسكري التدريجي المعتمدة من قبل المقاومة والجيش السوري قد وصمت سير المعارك في القلمون وتضييق الحصار على الجماعات التكفيرية تمهيداً لاشهار الانتصار سواء بالحسم العسكري المباشر والالتحام الميداني او عبر تسوية تخرج التكفيريين من عنق عرسال وتلالها فتغدو السلسلة الشرقية بنسبة 80% تحت السيطرة اذاما استثنينا منطقة القنيطرة وقرى جبل الشيخ التي تشهد منذ ايام مماحكات جس نبض وتحريك للجمر الساكن تحت رماد الانتظار… هذا في العسكر أما في السياسة وعلى وقع الصخب الناري في القلمون، تتدحرج لهجة الجنرال عون قضماً سياسياً على غرار القضم العسكري الذي ينهجه حزب الله لفرض شروطه السياسية التي تتحول الى محرمات مجرد طرحها كحقوق أسوة بالاقوياء في باقي الطوائف الذين يمارسون دكتاتورية مقنعة داخل طوائفهم على خلفية أن الأقوى يصادر حتى أنفاس الآخرين من ابناء جلدته الطائفية حسب مرجع سياسي بارز ويقول المرجع: انتظروا المزيد من الطرح التصاعدي في خطاب العماد عون في الأيام المقبلة وعدم الاستـكانة أو التراجع وسـيأخذ الخط البيـاني للمواقف منـحى محكماً وهادفاً حتى اقرار الآخرين بأحقية المطالب العونية وضرورة التعاطي معها بمسؤولية وطنية لا «باستلشاق» واجراء المناورات تذاكياً او استغفالاً للواقع المسيحي التواق الى دور حقيقي لا ديكوري المظهر أجوف المضمون.
ويقود المرجع: ان جولات الفريق العوني تدخل في سياق توضيح روحية المبادرة العونية ومناقشتها مع الكتل السياسية القريب منها والبعيد بغية وضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية، كون التواصل المباشر يشكل الوسيلة المثل لتبيان وجهات النظر بدل التقاذف على المنابر والتعليق من هنا وهناك في حفلة مساجلات ديماغوجية تضيع جوهر الموضوع وتدخل الجميع في جدل غير مجد بل يزيد الامور تعقيداً والمواقف تصلباً ويضع البلد برمته امام استحقاقات مفصلية فالكلام «بالوجه» افضل للجميع كي لا يكون حمّال أوجه من بعيد..
ويقول المرجع: بدأت القوى المسيحية المناوئة للعماد عون تشعر بالإحراج خاصة انها اذا ما تخلفت عن مجاراة الاندفاعة العونية الصادمة فحكماً ستخسر قواعدها التواقة أيضاً لرؤية الواقع المسيحي على غير النحو القائم من التحول الى بطانات في عباءات الطوائف الأخرى الى هندام مسيحي خالص كون «ثوب العيرة» جُرّب وخرّب البيئة المسيحية وأضعف حضورها السياسي وانتهك حقوقها وبالتالي فان الخطوة العونية تستحوذ على الارضية المسيحية كونها ترفع راية الحقوق لا المصالح الآنية الضيقة.
وذهب المرجع للقول: تابعوا حركة العسكر في القلمون وتلال عرسال وترصدوا مواقف العماد عون فالتكافل والتضامن السياسي بين العماد عون وحلفائه في الداخل واضح وهادف ومنسق، والكل يتذكر كيف انه خلال حرب تموز ضد العدو الاسرائيلي شهد الداخل اللبناني ضغوطا سياسية هائلة ولا سيما المقاومة وحلفائها لانتزاع تنازلات سياسية والاستثمار على حساب تلك الحرب في الملف السياسي المحلي لكن الانتصار بدّل المعادلات وقلب الموازين وتحولت كل تلك الضغوط حجة من اصحابها ولأن الدهر دهران فان كلما صنعت المقاومة انتصارات على التكفيريين عند الحدود اللبنانية بمعنى اسقاط ورقة الضغط التي اريد لها ان تتحول شوكة في خاصرة المقاومة وحلفائها من بوابة سوريا اي تموضع مجاميع التكفيريين في جبال عرسال لاغراض وغايات ومصالح اقليمية استفاد منها بعض الداخل فان العماد عون ومعه الحلفاء المحليون سيواكبون النصر العسكري للمقاومة في القلمون بمزيد من الدفع باتجاه الاقرار باللائحة العونية التي تعيد للمسيحيين دورهم المفقود وحصتهم المنتقصة في النظام الطوائفي بالتالي فان المقبل من الايام سيحمل معه جرعات من التصعيد العوني متلاحقة ومتناسقة وحاسمة تطال الطائف اولا وثانيا وثالثا…».