أكدو ثقتهم بالجيش مشيدين بجهوده الجبارة
أهالي العسكريين.. بين «نار» القلق و«غبار» المعركة
يتابع أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» الإرهابي بقلق وخوف لحظة بلحظة تطورات الوضع في جرود عرسال، في ظل المعارك الدائرة هناك منذ مساء أمس الأول. وتعيد هذه اللحظات التي تعيشها عرسال اليوم وجرودها إلى ذاكرة الأهالي ساعات الإختطاف الأولى للعسكرين التسعة والآخرين الذين تم الإفراج عنهم منذ أكثر من سنة من قبل تنظيمَي «داعش» و«النصرة» الإرهابيين. ومنذ بداية الحديث عن معركة الجرود لم يترك الأهالي هواتفهم أو الأخبار ولو للحظة واحدة متابعين تطورات المعركة خوفاً على مصير أبنائهم العسكريين الذين تدخل قضيتهم عامها الثالث بعد اقل من أسبوعين في الثاني من آب المقبل.
ويؤكد الأهالي في حديث إلى «المستقبل» أمس أن «لديهم ملء الثقة بما يفعله الجيش هناك وهو يعرف ما يفعل بشأن فك أسر عسكرييه المخطوفين»، مشيرين إلى أنهم «يعيشون في دوامة من القلق والخوف نتيجة التطورات الحاصلة على الأرض اليوم والذي قد تؤدي لا سمح الله إلى أن يكون أبناؤنا العسكريين ضحية هذا القصف والمعارك والإشتباكات الدائرة هناك في الجرود».
في هذا السياق، يعتبر حسين يوسف، والد العسكري المخطوف لدى «داعش» محمد يوسف، في حديث إلى «المستقبل» أن «من الطبيعي أن نشعر كأهالي بالقلق والخوف حيال ما يحصل في الجرود لأن مصير حياة أبنائنا مرهون بهذه المعركة وقد يكونوا لا سمح الله ضحية للقصف والإشتباكات الدائرة هناك»، مشيراً إلى أن «القلق والخوف في السابق كان بنسبة 95 بالمئة أما اليوم فأصبح مئة بالمئة».
ويتمنى يوسف أن «يحمي الله العسكريين ويفك اسرهم عما قريب ويعيدهم سالمين إلى حضن عائلاتهم ومؤسستهم الأم»، مشدداً على أن «الأمل لا يزال موجوداً ولم نفقده ولا زلنا نتأمل كل الخير والنهاية السعيدة لملفنا بعد سنين من المعاناة».
وأمل أن «تمر هذه المعركة على خير من دون أن يسقط فيها شهداء من عسكريي الجيش اللبناني»، مشيراً إلى أن «الأهالي منذ ثلاث سنوات وهم يأملون الخير واليوم وصلنا إلى مكان بأن الخطر زاد على مصير أبنائنا بنسبة مئة بالمئة».
ولفت إلى أن «وضع الأهالي مأسوي والأعصاب والمعنويات في الأرض وفي كل لحظة نموت ألف موتة»، مشدداً على أن «لا اعتراض على مشيئة الله وحكمه ولكن الأهالي بعد ثلاث سنوات غير قادرين على تحمل اي صدمة جديدة».
ويحيّي يوسف «أهالي عرسال وفعالياتها الذين لم يتوانوا في أي يوم من الأيام عن مساعدة أهالي العسكريين واستضافتهم في بيوتهم ومنازلهم وتقديم يد العون لهم في معرفة أي أخبار جديدة عن أبنائهم المختطفين»، مؤكداً «ثقة الأهالي بالجيش والإجراءات التي يقوم بها هناك فهو وحده من يعرف مصلحة لبنان وهو وحده من يبذل الجهود الجبارة من أجل فك أسر العسكريين المخطوفين وطيّ صفحة هذا الملف».
من جهته، يشدد نظام مغيط، شقيق المعاون أول المخطوف لدى «داعش» إبراهيم مغيط في حديث إلى «المستقبل» على أن «الجيش اللبناني يعرف ما يقوم به وكذلك الدولة بشأن هذا الموضوع ولنا ملء الثقة بهم»، مشيراً إلى أن «الأهالي في حال من الخوف الدائم منذ أكثر من سنتين ونصف السنة، تاريخ انقطاع الأخبار عن ابنائنا العسكريين المخطوفين، وهذا الخوف ليس وليد الساعة أو وليد تداعيات هذه المعركة».
وأكد مغيط أن «هذه المعركة هي شأن سياسي أمني والدولة والجيش أدرى بمصلحة البلد»، مجدداً «ثقة الأهالي بما يقوم به الجيش في سبيل فك أسر العسكريين المخطوفين وعودتهم سالمين إلى حضن عائلاتهم ومؤسستهم الأم والوطن».