Site icon IMLebanon

هل تسقط “السراي” في أيدي متقاعدي القوى العسكريّة؟ 

 

 

فيما تبقى حركة المياه الرئاسية تغلي تحت الطاولة، وفيما ترقب مفاعيل الاتصالات الخارجية والاتفاقات الاقليمية سيدا الموقف، يملأ المسؤولون في بيروت الوقت الضائع بمواقف وتحركات لا تغيّر في الواقع المأسوي شيئا، في ظل عجز الحكومة التي دخلت مرحلة الموت السريري بفعل فاعل، عن اتخاذ اي قرار جدي للجم الانهيار ووقف التدهور.

 

تبعا لذلك، تشخص الانظار اليوم الى ساحة الشهداء التي ستشهد تحركا لمتقاعدي القوى العسكرية والامنية، حيث يبني الكثيرون آمالا على ان يفضي مسارهم الى اعادة احياء “ثورة 17 تشرين” بنسخة جديدة، بعدما بلغت الاوضاع ذروتها.

 

زاد من طين تحرك المتقاعدين العسكريين، بلة العودة المفاجئة لموظفي هيئة “اوجيرو” الى الاضراب، في تزامن مع الحراك الاول، ما اثار ريبة مصادر وزارية التي حاولت تفكيك الغاز ما يحصل، خصوصا ان خطوة “جماعة اوجيرو” تبعها مسّ بخط الانترنت الاحمر، الذي فجّر الانتفاضة الاولى في تشرين 2019، اذ ان التوقف المتتالي في خدمات الانترنت، وامكان انهيار الشبكات باتت قاب قوسين او ادنى، وهو امر تحدث عنه اكثر من سيناريو في السابق، على انه الخطوة الاخيرة في رحلة “الانفجار الكبير”.

 

في كل الاحوال، تشير مصادر متابعة الى ان حركة العسكريين المتقاعدين التي انضمت اليها مجموعات من متقاعدي الادارة العامة، نجحت في افشال خطة الحكومة في خلق شرخ بين القطاعات العسكرية وبين الموظفين المدنيين، بعدما نجحت في وضع القوى الامنية والعسكرية في مواجهة اسلافها في الخدمة، مشيرة الى ان الاتصالات التي جرت مع قيادات الحراك اكدت الحرص على الاجهزة الامنية، وعلى حماية المقرات الرسمية التي هي رمز الشرعية.

 

وكشفت المصادر ان المشكلة الاساسية تكمن في الحلول الترقيعية التي تعتمدها الحكومة، بعيدا عن الحلول الجذرية والاساسية المطلوبة، اذ ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اكد امام وفد المتقاعدين الذين التقاهم، ان الدولة عاجزة عن ضبط الحدود والتهريب للاسباب التي يعرفها الجميع، شاكيا امام الوفد صعوبة الاوضاع على قاعدة “لاتعشاكم قبل ما تتغدوني”.

 

في كل الاحوال، اوساط متابعة لاحتجاجات اليوم، تؤكد ان “تحركا نوعيا” قد يشهده النهار في خطوة مفاجئة قد يتخذها المتقاعدون في اتجاه “هدف ما”، بعدما باتوا على قناعة بان الحكومة لن تساهم في حل مشاكلهم، مشيرة الى ان الخوف اليوم هو من محاولة الاحزاب التغلغل بين المتظاهرين، والاستفادة من الاوضاع التي قد تستجد والدفع في اتجاه الفوضى.

 

ورأت المصادر ان تحايل ميقاتي في اعلانه الغاء جلسة يوم الاثنين لاحباط التحرك، قبل اعلانه ليل الاحد عن جلسة ببند وحيد، لم ينجح في تحقيق اهدافه، خصوصا ان اتصالات على اعلى المستويات جرت طوال نهاية الاسبوع الماضي، ادت الى القرار الذي اتخذ، بعدما توافرت معلومات للمعنيين عن جدية المتظاهرين وعزمهم على دخول السراي اذا ما اقتضى الامر.

 

واكدت المصادر ان المتقاعدين وضعوا خطة واضحة على مراحل:

 

– الاولى: العمل على تحقيق مطالبهم بالعيش الكريم، وهو امر لا يتناقض مع ما يطالب به صندوق النقد الدولي.

 

– الثانية: رفع شكوى امام الامم المتحدة ضد من اعطى الاوامر باستهدافهم مباشرة.

 

الثالثة: اعتبار كافة منازل وافراد عائلات الوزراء والنواب والمسؤولين اهدافا مشروعة، كخطوة اولى نحو التغيير الشامل في الطبقة الحاكمة.

 

وختمت المصادر بان الحكومة قررت السير في استعراض قوة كبيرة في محيط القصر الحكومي لجهة الحشود والانتشار الامني، حيث القرار الامني والعسكري واضح بعدم السماح بالتعرض للمقرات الرسمية، في وقت قرر فيه رئيس حكومة تصريف الاعمال الانتقال مع عائلته الى السعودية لاداء مناسك العمرة.

 

فهل يقلب المتقاعدون العسكريون الطاولة اليوم؟ وهل تسقط السراي؟ وكيف سيتصرف الابن مع والده؟ هل هي بداية نهاية المرحلة الاولى ؟ قد تكون “اشتدي ازمة تنفرجي” القاعدة الحاكمة اليوم.