IMLebanon

حلّ ميليشيا “سرايا المقاومة” فوراً…

في الأساس نحن اللبنانيين نعتبر أن سلاح “حزب الله” غير شرعي، ويشكل تهديدا مباشرا لكل لبناني. بل انه مصدر التهديد الأول للبنان الكيان والمواطن. وتاريخ “حزب الله” القريب والبعيد، وتاريخه الغني بكل أنواع الممنوعات، وصولا الى تصدير الارهاب الى الخارج، يزيدنا اقتناعا بأن سلاحه هو الفتنة بعينها. واقتناعنا راسخ بأن هذه المنظمة الغارقة بدماء السوريين حتى العنق هي السبب الأول لاستدراج التفجيرات الى الداخل وتوريط لبنان في حروب الحدود. ومع ذلك قلنا منذ اليوم الأول للاعلان عن “الحوار” بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” اننا نؤيد الحوار السياسي سبيلا لحل ما أمكن من خلافات مع هذه المنظمة الأمنية – العسكرية بامتياز، على قاعدة ان الاستقلاليين اتخذوا قرارا نهائيا بعدم الانجرار خلف “حزب الله” الى منطق العنف لحسم الخلافات الداخلية. فمنذ 2005، كان قرار الاستقلاليين حاسما بأن لا احتكام الى السلاح ايا تكن الاعتبارات. ومواجهة السلاح تكون بالسياسة والنقاش والسلمية مهما حصل، ومهما صدرت أصوات من داخل الشرائح الاستقلالية مطالبة بالسلاح للوقوف في وجه هذه الحالة الشاذة. أكثر من ذلك، قلنا اننا لا نثق بـ”حزب الله”، ولا ننتظر الكثير من “الحوار”. ومع ذلك فإننا مع “الحوار” لأنه من تراثنا، ومن أساس سلوكياتنا السياسية كفريق استقلالي ثار على الظلم والقتل والاغتيال بسلمية ومنطق تصالحي. ولذلك نكرر اننا مع المصالحات، ولكننا حتما لسنا مع الاستسلام الصريح ولا المقنع، وبالطبع لسنا مع “الحوار” العقيم مع “حزب الله”، ولا سيما بالنسبة الى مسألة تورطه في سوريا، اذ انه تسبب بمقتل اكثر من الف وثلاثمئة من مسلحيه على ارض سوريا من دون ان يتمكن من إحداث اي تغيير في المعطى الاستراتيجي للحرب هناك. وندرك ان “حزب الله” ليس سيد قراره على مستوى التورط في سوريا، وانه لو اقتضى الامر فإن قيادته مستعدة لدفع عشرة آلاف شاب لبناني من بيئته الحاضنة الى الموت. وفي النهاية سيخرج “حزب الله” من سوريا مهزوما بعد ان يكون ضحّى بآلاف الشبان المخدوعين. اما موضوع سلاح الحزب الذي وضع على طاولة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية، فأمره مؤجل باعتبار اننا لا نريد فتح حرب شوارع والتسبب بإراقة دماء لبنانية في هذا الموضوع. ونحن لا نشك لحظة في ان السلاح سوف ينزع يوما ما، مهما طال الزمن. لكن تبقى مسألة على صلة بالاستقرار المرحلي في البلاد، وبرغبتنا الصادقة في استمرار “التهدئة”، هي مسألة ميليشيات ما يسمى “سرايا المقاومة” المنتشرة في كل المناطق، والتي تتسبب بتوترات مناطقية ومذهبية ناجمة عن تعدياتها على القانون، وحملها السلاح غير الشرعي الحائز، ويا للاسف، تغطية رسمية من الاجهزة. وحبذا لو تكون حادثة ايف نوفل في كسروان حافزا لرفع الصوت بقوة في وجه “حزب الله” لمطالبته بحل “سرايا المقاومة” فورا.

فلنبدأ من هنا.