هذا الشاب الثلاثيني كلما أطل من على شاشة التلفزيون كلما ازددت تقديراً واحتراماً له، هو، فعلاً، رجل جدي، صاحب قرار، ولقد توقفت عند محطات عديدة في حديثه مع قناة CBS الاميركية، منها على سبيل المثال لا الحصر.
المحطة الاولى: سألته الإعلامية عن مقتل جمال الخاشقجي: هل أنت وراء عملية مقتله؟ وكان جوابه السريع: لا شك في انني لم أقتل جمال خاشقجي، ولكنني مسؤول عن مقتله.. فأنا في موقع المسؤولية في المملكة العربية السعودية وكل ما يحدث من السلطة أكون أنا من يتحمّل المسؤولية عن ما يقوم به أي جهاز من أجهزة الدولة.
هذا الكلام العقلاني المسؤول جعلني أستحضر حديثاً عقدته الـBBC مع الرئيس السوري بشار الأسد في بداية الحرب الأهلية سنة 2011 عندما اعتدى الضابط السوري العقيد عاطف نجيب (ابن خالة بشار) على 15 طفلاً تراوح أعمارهم بين 9 و15 سنة وانتزع أظفارهم لأنهم كتبوا على الجدار: الشعب يريد إسقاط النظام… وعندما قصدت أمهات الأطفال عاطف نجيب يسترحمنّه أن يخلي سبيلهم كونهم قاصرين غير مدركين ما يفعلون، فأجابهن: هؤلاء هم زعران، والمطلوب منكن أن تحبلن ثانية وتنجبن أبناء أوادم.
والأسوأ كان جواب بشار الذي قال: إنّ أحداً لم يتقدّم بشكوى على عاطف نجيب.
والذين يعرفون بالشأن السوري يقولون: لو عرف الأسد كيف يتعامل مع هذه القضية لكان وفّر على سوريا أكثر من مليون قتيل وأكثر من عشرة ملايين مهجّر، والدمار والخراب وسنوات الحرب.
المحطة الثانية: سئل الأمير محمد بن سلمان عن حرب اليمن: هل هو مع المساعي لوقف الحرب؟ فأجاب بكل صراحة: أنا لا أحب الحرب، فالحروب لا تأتي إلاّ بالدمار والإنهيارات الاقتصادية، ولكن هذه الحرب فُرضت علينا، لأن إيران هي المعتدية، هي تزوّد الحوثيين بالمال والسلاح والعتاد والخبراء، وهي حاولت أن تحتل اليمن بدءًا بصنعاء وكادت أن تحتله بالكامل لولا تدخل المملكة العربية السعودية التي دخلت الى هذه الحرب مكرهة للدفاع عن نفسها، وهناك مساع للحلول السلمية ونحن معها.
المحطة الثالثة: الإعتداءات التي استهدفت «الارامكو» الى سلسلة من الاعتداءات من الفجيرة وأبوظبي في الإمارات وسواها… فإنّ مَن يقوم بهذه الإعتداءات هي إيران ونحن في حال دفاع عن النفس، وإيران تريد أن تورطنا بحرب كبيرة ولكننا نحاول أن نتعامل مع الموضوع بالعقل وليس بالسلاح.
وأضاف: ان اندلاع حرب بين المملكة وإيران سيؤدي الى انهيار الاقتصاد العالمي لذلك فإنّ الحل السياسي أفضل بكثير.
عوني الكعكي