IMLebanon

وزير عربي لـ”النهار”: تعثّر الانتخاب مفتوح لأن عون لا يتجاوب دولياً ولا محلياً

سيبقى لبنان من دون رأس الى أجل غير محدد. هذه خلاصة تبادل معلومات بين سفراء أجانب معتمدين لدى لبنان بعد تداول فيما بينهم على هامش مؤتمر بيروت الوزاري للدول العربية المتوسطية الذي عقد في بيروت الاربعاء الماضي. وعبّر وزير دولة عربية للمسؤولين الذين التقاهم بعد اختتام المؤتمر عن اسفه لاستمرار الفراغ الرئاسي 13 شهراً وليس من بارقة أمل تلوح في الافق بامكان حصول انتخاب في المدى المنظور. ولفت المسؤولين الى قلق بلاده البالغ من تعثر انتخاب رئيس يعيد الى قصر بعبدا دوره في الحياة السياسية اللبنانية. واعتبر أن استمرار الحالة على هذا المنوال يعرّض البلاد للمصير المجهول سياسياً وأمنياً، ولا سيما أن لهيب الأزمة السورية المشتعل منذ أربع سنوات تقريباً يأخذ مناحي تغييرية أساسية ضد النظام، وأن الارهابيين ما انفكوا يهاجمون مواقع الجيش المنتشرة في محيط عرسال وعلى التلال. كما أن مفاوضات الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة زائد المانيا مع إيران حول برنامجها النووي، قد يؤجل توقيعه الذي كان مقرراً بعد ثلاثة أيام.

واستغرب حصر التنافس حول الاستحقاق الرئاسي بمرشحين وفي شكل غير متكافئ، أي أن أياً منهما ليس في وسعه تأمين النصاب القانوني لعقد جلسة انتخابية، وأن رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون يعتبر نفسه هو المؤهل ليكون الرئيس المسيحي القوي الذي سيعيد الدور المسيحي في المعادلة اللبنانية، لانه يتمتع بقاعدة شعبية ولديه كتلة نيابية وازنة، ويرفض أن يخوض أي معركة ضد جعجع، معتبراً أن على الأخير أن ينسحب له ليكون هو رئيس تسوية. لكنه لم يستطع فرض كل تلك الشروط، وتستمر البلاد من دون رئيس حتى إشعار آخر، فيما هو يزعم خوض معركة استرجاع الدور المسيحي للرئاسة أي الى ما كان عليه قبل 20 عاماً.

ولفت الى أن المرشح الثاني، وهو رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع يبدي ليونة أكثر، وقد أكد أنه مستعد للانسحاب من المعركة ولكن ليس لعون. ولاحظ أن إصرار زعيم “التيار الوطني” على خوض المعركة من دون تراجع، يضعه تقريباً في مواجهة عدد كبير من القوى السياسية التي تشكل المكونات السياسية للبنان. وفي موازاة ذلك، يرسل الرئيس نبيه بري، وهو قطب في قوى الثامن من آذار، جميع نواب كتلته الى ساحة النجمة ليكونوا الى جانب نواب 14 آذار في جلسات الانتخاب.

ورأى الوزير أن المشكلة تكمن في أن عون ماض في معركته حتى النهاية، ويعزز موقفه الذي منع الى الآن انتخاب رئيس للبلاد باجتهادات مضادة لـ”نداء 25 حزيران” وناقوس الخطر الذي قرعه هذا اللقاء الاقتصادي والعمالي والنقابي أول من أمس في “البيال”، محذراً من انهيارات تهدد البلاد. أما عون فردّ بأن ذلك تهويل في غير مكانه، متسلحاً بحجم الودائع وبنسبة النمو.

وأكد أن عون أعطب جميع المحاولات التي أجرتها بعض الدول لمساعدة لبنان على اجتياز هذه المرحلة، وفي مقدمها فرنسا، والمساعي الحميدة التي أبدى الفاتيكان استعداده للقيام به. أما على المستوى المحلي، فقد بحّ صوت البطريرك بشارة الراعي وهو يدعو الى الانتخاب في أقرب وقت، من دون أن ننسى مساعيه مع عدد من الدول الكبرى والأمين العام للامم المتحدة بان كي – مون.

وختم بأن الأخطر هو أن عون يشلّ مجلس النواب ويعطل منذ نحو ثلاثة أسابيع جلسات مجلس الوزراء لأنه يريد أن يعين قائداً للجيش رافضاً انتظار 23 أيلول المقبل موعد انتهاء التمديد الأول للقائد الحالي للجيش العماد جان قهوجي.