كنت أستمع الى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يتحدّث على هامش مؤتمر القمة الفرانكوفونية المنعقد في غانا، فأدهشني ما تضمّن من أقوال جعلتني أتساءَل ما إذا كان وزيراً لخارجية لبنان أو وزيراً للخارج على لبنان! هل هو يتحدّث في القمة الفرانكوفونية ليشكر لبنان ويعدد مزاياه أم ليشتم لبنان واللبنانيين كما فعل؟!.
وكم كان مدار استهجان أن ينقل باسيل معه خلافاته وأحقاده أمام الجالية اللبنانية فيصف قرار المجلس الدستوري من التمديد النيابي بأنّه يوم حزين، ويحرّض المنتشرين على دولتهم الأم بقوله لهم: حرم اللبنانيون من الإقتراع كما حرمتم أنتم، ولم يسأله أحد ماذا حقق من واجبه تجاه المنتشرين في أفريقيا وغيرها حتى ينتخبوا… أو أنّه اكتفى بهمروجة تمثيلية في أوستراليا وفي الكويت؟ وهل المجال مناسب في غانا ليحمل باسيل على أخصامه فيصفهم بالسياسيين الفاشلين؟
في الحقيقة أنّه لأمر غير منطقي… ويدعو الى الخجل! فكم أنّ هذا الوطن مصاب بالبعض من أبنائه ومن مسؤوليه، وتحديداً هو مصاب، في هذه الحقبة من الزمن، بهذا الوزير المدلّل. فلم نكد ننتهي منه في وزارة الاتصالات التي خلّف فيها مئة مشكلة ومشكلة، وتسبّب بأضرار أمنية فادحة عبر تمنّعه عن تزويد الأجهزة الأمنية المعنيّة بـ»داتا» المعلومات (بنك المعلومات) عندما كانت تطلبه لتتدارك أعمالاً إرهابية.
وما إن انتهينا منه في وزارة الطاقة والمياه حيث ترك من المشاكل أكثر من الأولى… وحيث وعدنا بالكهرباء 24 ساعة على 24 في العام 2015… وها نحن على عتبة هذا العام وليس ما يبشّر بأي أمل لأي حل من الحلول… والعكس صحيح فالتقنين سيّد الموقف في العاصمة وكذلك في سائر المناطق والمدن.
أضف الى ذلك الخلافات التي أقامها مع إداريين كبار مشهود لهم، فأبعد من أبعد وأعطى من أعطى إجازة قسرية… وشهدت حال التيار الكهربائي أسوأ مراحلها إذ وصل التقنين في الصيف الماضي الى نحو الـ24 على 24 ولكن عتمةً وليس نوراً!
ثم انّ زمناً طويلاً مضى على أزمة المياومين ولم يجد لها حلاً… فبقيت تزداد وتتفاعل وتتفاقم.
ومن ثم رفض تمويل المشاريع من أموال الصناديق العربية التي تقدّم القروض بالفائدة المخفّضة جداً، مصراً على الإستدانة المباشرة بالفوائد المرتفعة… ما يرتّب على الدولة أعباءً فوق أعباء.
وإذ نسأل أين التيار الكهربائي؟ يصح السؤال أيضاً: أين السدود؟ أين الغاز والفيول واستخدام الأوّل بدل الثاني في محطات توليد الطاقة وسواها؟ وعشرات الاسئلة من هذا النوع التي نعرف أنّ الوزير لن يجيب عليها.
نقول إنّنا ما كدنا نرتاح منه في الوزارتين المذكورتين وما إن خرج من نافذتهما حتى دخل على اللبنانيين من باب وزارة الخارجية والمغتربين… وفهم من وزارة الخارجية أنّه يجب أن يقيم في الخارج، فإذا به يتنقل من بلد الى آخر من دون أن يعرف اللبنانيون ماذا حقق للبنان في هذه الوزارة التي عطل عمّه تشكيل الحكومة عشرة أشهر قبل أن يفك أسرها بإسناد حقيبة الخارجية إليه.
فعلاً انّها مهزلة متكررة مع الوزير المدلّل الذي أطلق عليه بعضهم اسم «الطفل المعجزة».