عملياً، يتولى وزير الداخلية نهاد المشنوق تسع وزارات في وزارة واحدة:
الأمن الداخلي، البلديات، الإنتخابات النيابية، الإنتخابات البلدية، مديرية الأحوال الشخصية التي تُعنى بشؤون الهويّات، مصلحة تسجيل السيارات، المعاينة الميكانيكية، الدفاع المدني، السجون. نَدُرَ أن تكون وزارةٌ واحدة بهذه المسؤوليات الهائلة، وندُر أن يتولاها شخص بهذه الكفاءة العالية:
في الأمن، الوزير نهاد المشنوق يقارع الإرهاب:
من الكوستا، إلى القاع، إلى المسجدين في طرابلس، إلى الضاحية الجنوبية. لم يجلس الوزير نهاد المشنوق وراء مكتبه بل ذهب إلى عين الخطر ليُثبت للمواطن أنَّه أمامه، وليُثبت كذلك أنَّ ما يصيب المواطن يصيبه أيضاً.
***
في البلديات، أثبت الوزير المشنوق أنه يحترم الهرمية:
من المحافظين، إلى القائمقامين، إلى إتحادات البلديات، إلى البلديات، هذه الهرمية لم تعد مشتتة في عهد الوزير المشنوق بل هي مدروسة وتحت المتابعة الدقيقة لأنَّ مسؤولياتها مرتبطة مباشرةً بالوزير.
***
في الإنتخابات النيابية، ينتظر الوزير المشنوق بفارغ الصبر أن يُعطى الإشارة الحكومية لمعرفة وفق أيِّ قانون ستجري عليه هذه الإنتخابات، هو جاهزٌ لكلِّ الإحتمالات، فهو سيدعو الهيئات الناخبة في الوقت المناسب سواء أكان هناك قانون جديد أم وفق القانون الساري المفعول وهو قانون الدوحة المعدّل من قانون الستين.
***
في الإنتخابات البلدية والإختيارية، خاض الوزير المشنوق اختبار الإنتخابات البلدية والإختيارية في كل لبنان من دون ضربة كف، وذلك بشهادات المراجع والمراقبين المحليين والدوليين، وهذه الشهادة في النجاح بالتأكيد ستنطبق على الإختبار الديمقراطي الآتي.
***
مَن لا يتذكَّر كيف اقتحم الوزير المشنوق سجن رومية بعد حركة التمرد فيه، وأنهى عملية التمرد بأقل قدر ممكن من الخسائر، وأعاد السجن سجناً بعدما كان بحسب الوقائع قلعة للإرهابيين.
***
إذا كان هذا غيضاً من فيض السيرة الوزارية للوزير نهاد المشنوق على مدى ثلاثة أعوام، فإنَّ مسيرته السياسية تذهب عميقاً في العقود الماضية:
الوزير نهاد المشنوق كان مقرباً من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واليوم من الرئيس سعد الحريري، وكم هي معبِّرة تغريدة الرئيس الحريري حين كتب منذ أيام على صفحته على تويتر كم كنت مخطئاً عندما شككت بنهاد المشنوق وأعطيت كامل ثقتي لبعضهم… هذه التغريدة هي جواز عبور إلى رفقة الدرب الثابتة بين الرجلين.
لو لم يكن الوزير نهاد المشنوق محطَّ ثقة الرئيس سعد الحريري لَما كان هو الذي يحاور حزب الله في الحوار الثنائي عند الرئيس بري في عين التينة، وكم انتزع هذا الحوار من فتائل مشتعلة على مدى نحو أربعين جلسة حوار حتى الآن.