IMLebanon

وزير الإتصالات جمال الجرّاح:  الإيجابية الكاملة

كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يقول:

لا تصحيح لأخطاء الديمقراطية إلا بالمزيد من الديمقراطية.

هذا القول يمكن اقتباسه في موضوع الشفافية فيُقال:

لا تحصين للشفافية إلا بالمزيد من تحسين الشفافية.

مناسبةُ هذا القول إنَّ الورشة التي باشرها العهد الجديد، سيكون فيها في كلِّ جلسة لمجلس الوزراء بندٌ جديد، ستُثار حوله الكثير من ردات الفعل، تماماً كما حصل بالنسبة إلى إقرار مراسيم النفط حيث بدأت الأصوات تتعالى عن المخاوف من الصفقات والتوزيعات.

البند الثاني المتوقَّع أن يُثير البلبلة والغبار هو ملف الخليوي، ويبدو أنَّ هذا الملف تحرَّك تلقائياً بعد التغييرات التي شهدتها وزارة الإتصالات، لكن الجيِّد في الموضوع أنَّ وزير الإتصالات الجديد، جمال الجرّاح، تعاطى مع الموضوع بعقلٍ منفتح وقلبٍ كبير، فلم يعتبر التحركات التي جرت وكأنها مؤامرة بل تفهَّم مطالب الشباب لجهة الفاتورة الباهظة في مقابل رداءة الخدمات.

الخليوي في لبنان مشكلته مشكلة، إلى درجة أنَّ مجموعة من الشباب طالبت بتسكير الخطوط ليوم الأحد إحتجاجاً على عدم معالجة الأمر.

اليوم هناك فرصة للمعالجة في وجود وزير جديد ومدير عام جديد في الوزارة، وهناك عدة أبواب يمكن الولوج من خلالها للبدء بالإصلاح، وأولى هذه الأبواب:

خفض سعر التخابر، وهو بالمناسبة الأغلى في العالم.

تحسين خدمة الإنترنت، وهي بالمناسبة الأغلى في العالم والأسوأ لناحية نوعية الخدمة.

وحين نعلم أنَّ المسألة لم تعد من الكماليات ولا هي ترفٌ في الحياة، بل هي ضرورة من الضرورات، فعندها لا بدَّ للحكومة وتحديداً لوزير الإتصالات، أن يعطي هذه المسألة الأولوية المطلقة.

هناك حدَّان لهذه المسألة ولا بدَّ من أخذهما بعين الإعتبار:

الحد الأول هو مصلحة المواطن والحفاظ على قدرته المالية في تحمُّل أكلاف المعيشة، والحد الثاني هو خزينة الدولة وما تجنيه من عائدات الخليوي.

إنطلاقاً من هذا المعطى، كيف بإمكان الدولة أن توفِّق بين ما تجنيه من عائدات الخليوي، وبين ضرورة حرصها على جيب المواطن؟

هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه وزير الإتصالات وهو له جمال الجرّاح، الذي بالتأكيد يعكف مع فريق عمله في الوزارة على إيجاد حلٍّ وسط بين ما تجنيه الخزينة وما يتكبده المواطن، وفي المحصِّلة فإنَّه حين تنخفض الأسعار يصبح بإمكان المواطن أن يستخدم الخليوي بشكل أكبر، وعندها تكون عائدات خزينة الدولة هي نفسها تقريباً.

وما ينطبق على الإتصالات الخليوية، ينطبق أيضاً على الإنترنت:

كلما كانت خدمة الإنترنت سريعة ومنخفضة التكلفة، كلما عمد المواطن إلى إستهلاكها بشكل أكبر، ولا بدَّ من التذكير أيضاً أنَّ الإنترنت دخلت إلى المدارس حيث أنَّ الطلاب يتعلَّمون بواسطة الألواح الذكية tablets وليس فقط عبر الكتب الورقية، وهذا سبب جوهري لتحسين وضع الإنترنت التي لم تعد مسألة إختيارية بل أصبحت مسألة ضرورية وإلزامية.

إنطلاقاً من كل ذلك، فإن وزير الإتصالات جمال الجرّاح مدركٌ هذه التحديات وهو عازمٌ على المعالجة بأسرع وقت ممكن ليترك بصمة إيجابية في هذه الوزارة الحيوية.