المملكة على موقفها ومُغادرة السفير للتشاور.. ولا مواعيد لزيارات خارجية قبل الثقة !
هل تفرملت اندفاعة ميقاتي تجاه الكويت لإعادة إحياء قرض خطة الكهرباء؟
حاز رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على الثقة المطلوبة لدخول «جنة» السراي فخرج من قصر الاونيسكو رئيسا رسميا لثالث الحكومات الميقاتية، وانطلق برحلة الاصلاح بوئام وسلام وتناغم مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي بدا واضحا في كلمته من على منبر قصر الاونيسكو حيث اعلن منح تكتل لبنان القوي الثقة لحكومة «معا للانقاذ» ،مشيدا بما تم التوصل اليه بالاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس ميقاتي، وباعثا برسائل لمن وراء ميقاتي، اي لرئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري.
التناغم بين ميقاتي وباسيل، والذي كان مفقودا ايام الحريري، كان تجلى بوضوح باللقاء الذي جمع وفد التكتل منذ ايام قليلة بميقاتي في منزل الاخير في البلاتينوم، حيث قدم التكتل مطالبه، او النقاط التي يرى انه يجب ان تدرج ضمن البيان الوزاري، الذي منح على اساسه التيار الثقة لحكومة ميقاتي، اذ تكشف مصادر خاصة بان باسيل توجه يومها لميقاتي بالقول : «نحنا معك بالاصلاح مطرح ما لازم نكون رح نكون ومطرح ما لازم نعارض رح نعارض» ولكن معارضتنا بتكون لنشجعك على التحسين»!
جو اللقاء الذي كان وديا ساده مزاح بين الطرفين، مزاح اتى على القاعدة اللبنانية الشهيرة «نص المزح جدّ»، ولم يخف واقعا عبّر عنه ميقاتي عندما بادره احد النواب من تكتل لبنان القوي بالقول ممازحا وعلى مسمع باسيل : «دولتك شو رأيك بوزير الاقتصاد امين سلام (المسمى من باسيل)، وكذلك بوزير الشؤون الاجتماعية هيكتور الحجار الذي اشعل مواقع التواصل الاجتماعي التي انتقدت مواقفه السابقة، فما كان من ميقاتي الا ان ابتسم قبل ان يقول: «انشالله قبل ما تخلص الحكومة بيصيروا»، والمقصود هنا « بيتحسنوا» في اشارة ولو غير مباشرة على عدم رضى ميقاتي على الاسمين.
حتى ان البعض نقل عن ميقاتي عندما سئل عن وزير الاقتصاد قوله :
! He s not the man of the job اي ليس الرجل المناسب لهكذا مهمة!
وفي اطار الحديث ايضا، جدد ميقاتي على مسمع باسيل تأكيده بانه تلقى اكثر من رسالة دعم اميركية وفرنسية واوروبية وقال : «كلون قالولي نحنا حدك بيشو بتطلب» لكنه استدرك ليقول: «لن اطلب اي شيء الآن قبل ان ارتب اموري «.
وعند الحديث عن الدعم الخارجي الذي يتحدث عنه ميقاتي، فهذا الدعم يبقى منقوصا بدعم المملكة العربية السعودية، وهنا لفتت مغادرة السفير السعودي وليد البخاري البلاد، الجمعة، بعدما قيل انه تم استدعاؤه من المملكة وسط اخبار سرّبت عن طلب ميقاتي موعدا لزيارة السعودية ما دفع السفير للمغادرة، علما ان مصادر مطلعة على جو ميقاتي جددت التأكيد بان هذه المعلومات غير صحيحة من اساسها، علما ان المعلومات تؤكد ان ميقاتي يسعى منذ اليوم الاول من تكليفه لترتيب زيارة للمملكة، لكنه لن يطلب اي موعد قبل نيل حكومته الثقة.
وفي الاطار نفسه، اوضحت مصادر مطلعة على الجو السعودي بان مغادرة السفير البخاري هي للتشاور ولا علاقة لها بطلب اي موعد من قبل ميقاتي لزيارة المملكة، وشددت المصادر على انه لا يمكن لميقاتي ان يطلب موعدا لزيارة المملكة قبل نيل حكومته الثقة، اما مغادرة البخاري فهي غير مرتبطة بالواقع السياسي بلبنان بل بامور بين السفير والمملكة، لاسيما ان موقف السعودية واضح ولم يتبدل، ويتمثل بان المملكة لن تعطي اي غطاء سياسي لاي حكومة تعتبر ان وضعيتها غير سليمة، ولو ان ميقاتي حاول استدراك امره بموقف عبّر عنه عبر ال «سي ان ان» الاميركية عندما سئل عن موقفه من البواخر الايرانية بالقول : «انا حزين على انتهاك السيادة اللبنانية «.
وعن دقة ما قيل عن طلب ميقاتي موعدا، اكتفت مصادر ديبلوماسية في المملكة بتعليق بسيط مفاده: «الحكومة لم تنل الثقة بعد»!
هذا على الخط السعودي، اما على الخط الكويتي الذي اعلن سابقا الرئيس ميقاتي انه بدأ تواصله مع الكويت لإعادة إحياء قرض خطة الكهرباء، فكشفت اوساط متابعة في دائرة الجو السني انه بعد اعلان ميقاتي بدأت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت تعترض على محاولة اعادة احياء القرض للبنان، حتى ان بعضهم ذهب لحد التغريد عبر «توتير» بالاشارة الى انه «بدل صرف الاموال على لبنان فلتصرف داخل البلاد»، هذه التطورات دفعت بالاتصالات اللبنانية الكويتية لاخذ استراحة على امل ان تكون موقتة، وبالتالي فالامر جمّد راهنا على حد تعبير الاوساط السنية!