Site icon IMLebanon

معالي وزير الطاقة  لماذا لا تلتحق بمعالي وزير البيئة؟

كيف تنظرون إلى شعبكم وناسِكم؟

ومَن قال لكم وأوهمكم بأننا لا نعلم أننا نعيش عجزكم؟

ومَن أبلغكم أنَّ الشعب قادرٌ على الصمت إلى ما لا نهاية؟

في يومٍ واحد:

تُبلغنا مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان بأنَّ المياه ستنقطع بسبب شحٍّ في الينابيع ونضوب غيرها.

ونعرف أنَّ أزمة النفايات تراوح مكانها.

وأن التقنين في الكهرباء حَدِّث ولا حرج.

فكيف يجب علينا أن نكون شعباً لهكذا حكومة؟

شتاء هذه السنة كان من أكثر السنوات سخاءً في الأمطار وفي كمية المياه وفي تراكم الثلوج المفيدة للينابيع، فكيف متساقطات تسعة أشهر، من تشرين الأول حتى حزيران، لا تكفي لثلاثة أشهر، من حزيران حتى أيلول؟

ما هذا الوزير العظيم، وزير الطاقة، الذي إذا سألته عن الكهرباء يُجيبكَ:

ومن أين آتي بالكهرباء؟

من بيت أبي؟

وإذا سألته عن المياه يكاد أن يجيب:

ومن أين آتي بالمياه؟

هل آتي بها من بيت أبي؟

لا يا معالي الوزير،

الشعب لا يريد شيئاً من بيت أبيك.

الشعب يريد حقوقه التي يدفع ثمنها مسبقاً ضرائب تجنونها حتى آخر قرش.

الشعب يريد أن يعرف أين ذهبت المليارات الثلاثين من الدولارات لتحسين أوضاع الكهرباء.

الشعب يريد أن يعرف أين أصبحت السدود.

الشعب يريد حقوقه لكنه بالتأكيد لا يريدكم

إلى متى سنبقى نعيش الاستخفاف؟

هل بَلَغ هذا الوزير أنَّ وكالة ناسا وجدت أنَّ هناك مياه على سطح المريخ!

كيف تكون المياه موجودة في المريخ ولا تكون في خزاناتنا ومنازلنا وآبارنا؟

لما لا يترك هذه الوزارة ولتُسلَّم إلى وزير كفوء من داخل الحكومة، وزير يكون ملمًّا بشؤون المياه والكهرباء، فلا يخرج على الناس ويزف بفرحٍ ولطفٍ ليقول لهم لا ماء ولا كهرباء، والحمد لله أنَّه ليس مسؤولاً عن الأوكسيجين لكان قال لا أوكسيجين فتدبَّروا أموركم!

آن الاوان لأن تُفتَح ملفات وزارة الطاقة على مصراعيها:

مليارات الكهرباء، من معامل توليد ونقل إلى صيانة إلى أسعار الفيول وسائر المحروقات.

مشاريع السدود، أين كانت؟

أين أصبحت؟

ما هو مصيرها؟

إنَّ الفرد اللبناني يستحقُّ أن يكون حكامه ومسؤولوه على مستوى نجاحاته في لبنان وأقاصي الدنيا حيث الحياة تليق بهم، فهل معاليه، المُقِل في الكلام وفي إعطاء الكهرباء وفي إعطاء المياه يعيش النمط نفسه الذي يعيش فيه مواطنوه؟

إنَّ الشعب اللبناني ممتلئ كرامة وعزة وحباً للحياة فلماذا تريدونه أن يعيش بضعفكم وعجزكم؟

إن التجربة المشنوقية لا بأس بها، على أقلِّهِ سلِّموا الوزارة لمَن يجيدون البشاشة والبسمة ولإعطاء الأمل لا بتعميم اليأس.

معالي الوزير، مكانكم ليس في وزارة الطاقة، صغيرة عليكم، بل في إدارة أكبر معهد للصمِّ والبكم في العالم.