Site icon IMLebanon

وزير فاتح إعلام “عَ حسابو”

 

أن يكون وزير الإعلام زياد مكاري وفياً لمن كان وراء تسلّمه حقيبة وزارة الإعلام شيء، أمّا أن يجيّر منابر الوزارة لمرجعيّته السياسية فشيء آخر. وهذا ما يفعله الوزير حالياً في معركة رئاسة الجمهورية. وهو دأب في الفترة الأخيرة على تحويل مقدّمة النشرة الإخبارية الرئيسية لـ»تلفزيون لبنان» إلى منصة دعاية لرئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية.

 

في آخر مقدّمة لنشرة التلفزيون الرسمي قبل كتابة هذا المقال، جاء: «اليوم، برز كلام لوزير الإعلام زياد مكاري بقوله: إن المبادرة الفرنسية شيء، ولودريان شيء آخر… مشدّداً على أنّ الدعم لرئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية ثابت من قبل الحلفاء». كما اهتمّت المقدّمة بـ»تحييد قائد الجيش العماد جوزاف عون وترشيحه من التداول».

 

وفي وقت سابق، صرّح نجل رئيس «المرده» النائب طوني فرنجية، بما معناه أنّ والده ثابت في السباق الرئاسي، في مقابل الترشيح العابر للوزير السابق جهاد أزعور.

 

وهكذا، ووفق حسابات مكاري ونجل البك، صار لزاماً الذهاب إلى تزكية انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية. أمّا، وأنّ «حقل» الحسابات المكارية الفرنجية غير بيدر حسابات الواقع، فيجب على الأقلّ أن يلفت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير إعلامه إلى أن يحتفط بمشاعر الوفاء الجيّاشة لنفسه.

 

كما يتوجّب على ميقاتي، أن يطلب من مكاري أن يقرأ حديثه (حديث ميقاتي) لصحيفة «لو فيغارو» الذي نُشر يوم بثّ مقدّمة «تلفزيون لبنان» المشار إليها آنفاً. ففي هذا الحديث، أعلن رئيس الحكومة أنه «سيطلب من القوى العالمية استخدام نفوذها لإقناع مختلف التيارات اللبنانية بانتخاب رئيس للبلاد يحظى بقبول جميع الأطراف من أجل طي صفحة الفراغ الرئاسي».

 

حتى يستجيب ميقاتي لطلب لفت نظر مكاري، هذا إذا استجاب، يتوجّب رفع شعار «حيّدوا الدولة… ارفعوا أيديكم عن الإعلام الرسمي». وإلى أن تتحقّق هذه الأمنية، يجب الاعتراف أنّ كل السطور التي مرّت، بمثابة دعاية لوسيلة يستحقّ وصفها بـ»يحيي العظام وهي رميم». ولكن مع الاعتذار مسبقاً من كل الزملاء العاملين في القطاع العام الذين يكابدون الانهيار النقدي والسياسي والإداري.

 

ربّما، يقوم الوزير من تلقاء نفسه بضبط عقارب الإعلام على ساعة الواجبات الرسمية. إذا فعل، فسيكون مشكوراً. ولعلّه إذا أراد مواصلة التعبير عن مشاعر الوفاء، فالأفضل اللجوء إلى موقع «المرده» الإلكتروني. وللمناسبة، في زاوية «أخبار مهمة»، أورد الموقع تصريحاً للمفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان اعتبر فيه أنّه «لا يمكن السكوت عن نحر البلد والإمعان بتمزيقه، وإصرار البعض على القطيعة الحوارية رغم الكوارث التي تطحن البلد خيانة عظمى». ولا داعي لشرح مضمون عبارة «القطيعة الحوارية»، والتي تعني «الحوار» الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، كي يضع «عربة» فرنجية أمام «حصان» الانتخابات الرئاسية.

 

في انتظار عودة لبنان إلى رشد الدولة، كان الله في عون اللبنانيين في زمن «حارة كل من إيدو إلو»، حيث مكاري وغيره «فاتح عَ حسابو»!