IMLebanon

مرجع وزاري سابق: الحوار المسيحي لن ينتج حلاً رئاسيّـاً سحريّاً

ينبئ تنامي الحديث عن اللقاء المرتقب بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع باقتراب موعد نضوج روزنامة الملفات المنوي طرحها وبالتالي رفع مستوى التوقعات الايجابية من هذا الحوار الثنائي الهادف الى خرق جدار الازمة الرئاسية. وفي رأي مرجع وزاري سابق ان الاهداف المرسومة من قبل الجانبين للالتقاء والبحث تكاد تكون مختلفة مما يؤدي الى اختلاف ايضاً في التوقعات، اذ فيما يعتبر قريبون من الدكتور جعجع انه لا يسعى الى اللقاء بالعماد عون من اجل تسجيل هدف يكون محدوداً في الزمان والمكان، اي لا يتخطى مستوى الزيارة والحديث العام، فان «التيار الوطني الحرّ» اكد على لسان اكثر من مسؤول فيه على ضرورة الحوار والتلاقي.

واضاف المرجع ان القاسم المشترك لدى القيادتين المسيحيتين هو الرغبة في الخروج من حال الفراغ الرئاسي الذي يرتد بشكل سلبي ان لم يكن كارثياً على الموقع المسيحي الاول في الدولة اللبنانية، خصوصاً بعدما مرت عدة اشهر وبدا جلياً ان المراوحة هي عنوان هذا الاستحقاق بانتظار جلاء صورة التجاذبات الاقليمية والدولية. واوضح بالتالي ان جولة الموفدين الغربيين كما الاقليميين في بيروت على جميع القيادات اللبنانية قد كرست قناعة لدى هؤلاء بأن مفتاح الانتخابات الرئاسية غير موجود في الداخل اللبناني، اي ان ما من مرجع او مسؤول او مرشح رئاسي قادر على اتخاذ المبادرة على هذا الصعيد، لان كل محاولات التوصل الى تسوية خلال الاشهر الماضية قد فشلت بعدما اصطدمت بالمواقف المتصلبة لفريقي 8 و14 آذار والتي تبدو مرتبطة بالكامل بالوضع الاقليمي كما بعواصم القرار الغربية.

واعتبر المرجع السابق ان العماد عون والدكتور جعجع قد يلتقيان في غضون ايام قليلة ولكنه وجد انه لا يجب رفع سقف التوقعات كثيراً وذلك على الرغم من تأكيد الطرفين على السعي في الوقت الفاصل عن اللقاء الى معالجة نقاط الخلاف في الملفات التي سيبحثها الطرفان خاصة ان بعضها يعود الى سنوات مضت ولا يزال يوتر العلاقات بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» وتجري الاشارة الى بعض جوانب هذا الخلاف في كل استحقاق انتخابي او لدى اي مناسبة يتنافس فيها الطرفان على مواقع سياسية. واكد ان وقف الحملات الاعلامية من الجانبين هو المدخل الاساسي لمرحلة الحوار وكذلك الجهوزية للاعتراف بوجود تباينات ولكن من دون التصويب عليها والغاء كل نقاط الالتقاء الاساسية.

واضاف ان الشارع المسيحي يضغط على كل الاقطاب لتذليل العقبات امام الاستحقاق الرئاسي وللخروج من دوامة الانقسامات الداخلية، ولذلك فان المساعي تتركز حاليا على توظيف كل النيات الايجابية لدى معراب كما لدى الرابية، للتوصل الى موقف واحد من هذا الاستحقاق. واستدرك موضحاً انه في حال الفشل في الوصول الى تسوية للملف الرئاسي، فان الحوار لا يجب ان يتوقف بل يجب ان يمتد الى ملفات اخرى تضغط ايضا على مجمل الساحة الداخلية، وبالتالي رسم خطوط حمر تحول دون العودة الى التوتر السابق بل على العكس الاعتراف بالخلافات في اطار ديموقراطي والسعي الى الاتفاق في عدة ملفات سياسة سبق وان التقى الطرفان عليها في محطات سابقة.

وخلص المرجع الوزاري الى وصف اللقاء المنتظر بين العماد عون والدكتور جعجع بالضروري والملح والمشابه في اولويته واهميته للحوار الذي انطلق بين «حزب الله» و«تيار المستقبل»، لافتاً الى اجواء من الجدية والحرص ابداها الجانبان في الاتصالات التمهيدية وتمهد الى نضوج مناخ الحوار المسيحي – المسيحي، وذلك بدليل اكتمال جدول الاعمال واعلان النيات الايجابية. واذ شدد على ان هذا الحوار لن ينتج حلاً سحرياً للازمة الرئاسية المرتبطة بقرار خارجي رغم كل المواقف الدولية والاقليمية اكد ان مفاعيله وتردداته على الساحة المسيحية كما على الساحة السياسية ستنعكس بشكل ايجابي كبير على انتظام العمل المؤسساتي لجهة التقارب في الموقف من العناوين السياسية والاجتماعية والامنية المطروحة.