تكثر الدعوات في زمن الكورونا وضعف بلدنا في مواجهة تحدّياته، إلى التضامن وتقديم الأهم. دعوات واجبة الاستجابة، لكن السلطة تستغلها لتصير منزَّهة عن النقد وقادرة على البطش بمن يضع إصبعه في عين تقصيرها.
ولأن الأمر يتطلب أكبر قدر من المسؤولية، يفترض بالمسؤولين ان يكونوا على مستوى ادارة كارثة بهذا الحجم. وإذ ان حكومة دياب أخذت فرصتها حُكماً لأن الكورونا واقع طاغ، فإن أداء وزرائها يجب ألا يهبط إلى مستوىً شهدناه في الأيام الأخيرة كي لا يكتمل “نِقل” حكومة اللون الواحد” بـ”زعرور” الأداء التعيس.
ومع الاشادة بالجهود المبذولة، ومعظم فضلها للمجتمع لا السلطة، فإن هناك خمسة وزراء على الأقل أظهروا أنهم إما أقل من المطلوب، أو يعملون خلافاً لمصلحة اللبنانيين المتضررين سواء بالكورونا أو بالوضع المالي.
أول هؤلاء وزير الصحة الذي قدّم ولاءه السياسي على موجبات منع الطائرات تاركاً طائرات “ميلانو” تبرر رحلات “طهران”، ومعلناً إنتشار الفيروس بعدما أصيب أحد القادمين من مصر لا من إيران.
وإذ ان الوزير المذكور، الذي أرسل إشارات غير علمية من نوع “لا داعي للهلع” الى جموع المواطنين، يفاخر بما يُؤخذ عليه، فإنه لم يتورّع عن الادعاء على الطبيب هادي مراد وسحب إذن مزاولته المهنة، مقتدياً بتهم “وهن نفسية الأمة” التي كانت أجهزة الوصاية توجهها الى المطالبين بالحرية والسيادة والاستقلال.
أما الادعاء على الزميل نوفل ضو، فقصة اضافية اخترق فيها الوزير كلّ السقوف ناسياً ان انتماءه الى حزب حديدي مهيمن لا يخوّله انتزاع حريات اللبنانيين الذين دفعوا ثمناً لها شهداء ودماء منذ أيام بني عثمان.
وإذ نترك وزيرتي الاعلام والعدل الى نهاية المقال مسبوقتين بوزيري المال والاقتصاد، لتكونا مسك الختام، فواجبٌ أن نستاء من مسوّدة “الكابيتال كونترول” التي جهّزها الوزير غازي وزني كمشروع قانون يعرض على البرلمان. وللوزير نقول: لم تأتِ بجديد. ومشروعك تكريس لسرقة أموال المودعين. ظننا خطواتك أفضل بكثير فخابت الآمال.
أما وزير الاقتصاد، فنسأله: ماذا تعرف يا راوول؟ كل سؤال أساسي وجّهه اليك مرسيل غانم في “صار الوقت” رددته بحجة أن لا علم لك بالموضوع. انت سليل المصارف التي سرقت الناس، وستكون الى جانبها بالتأكيد. هذا مفهوم. لكن أن تغطي الموقف بـ”الهضامة” على أساس أنك “Cool”، فاسمح لنا، هذا زمن الجدّ يا معالي الوزير.
وزيرة العدل: تدَّعين خروجك من رحم ثورة 17 تشرين، لكن عدم توقيعك على التشكيلات القضائية يضعك في خانة فريق السلطة المعروف ويجعلك تسدّدين الطعنة الأولى الى محاولة الرئيس عبود تأمين استقلال القضاء.
وزيرة الاعلام: استبشرنا خيراً وتفاءلنا بشخصيتك يا سيدة منال، فتحولتِ رجع صدى للمستر دياب بدل ان تكوني ناطقة باسم حكومة تحترم الناس. وما قلتِه عن أن اوروبا تقلّد لبنان في طريقة معالجة أزمة الكورونا، يشبه ادعاء جبران باسيل في دورة “دافوس” قبل الماضية قدرته على تعليم أميركا والغرب كيف تدار بلاد بدون موازنة.
أهلاً بكم معالي الوزراء في جمهورية الفشل والإفلاس. تحتمون بالكورونا الآن، لكنكم من فصيلة “كلّن يعني كلّن” بلا استثناء.