بعد جلسة مجلس الوزراء التي كادت تنفجر على خلفية زيارة كل من الوزير حسين الحاج حسن والوزير غازي زعيتر إلى دمشق بصفتهم وزراء في الحكومة اللبنانية في زيارة تجارية واقتصادية ويرافقهم بهذه الزيارة 40 رجل أعمال، تقول أوساط معراب أنّ أولوية القوات هي الانفتاح على جميع القوى السياسية في تشكيل حكومة وطنية قائمة على التوازنات بين جميع الأفرقاء لخدمة المواطن وإعادة هيبة الدولة وهيبة الجيش اللبناني وجميع مؤسسات الدولة، وتبيَن أنهُ منذ العام 2005 وانسحاب الوصاية السورية لم يستطع أي فريق داخلي الحسم على فريق آخر، ولن يستطع أي فريق الحسم على آخر، فكان لا بد من استراحة المحارب واستبعاد الملفات الخلافية بانتظار ما ستقررهُ الدول العظمى بالإضافة إلى طهران والرياض بشأن الملفين السوري واللبناني.
وأشارت الاوساط الى انه اذا أراد البعض بحث الملفات الخلافية فنحن لها وسنعارض بكل قوانا، فمن يريد الخروج عن التوافق سنواجهُهُ بالموقف حتى آخر رمق، وتضيف الأوساط، أنّ القوات اللبنانية ليست متمسكة بالحكومة على حساب مبادئها. فمنذ وقت ليس ببعيد أصبح هنالك ثلاثة تجاوزات، فالتجاوز الأول كان في ملف عودة النازحين حيث أراد البعض التنسيق بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية وإعطاء النظام السوري شرعية هو بأمس الحاجة إليها بحكم الجغرافيا والتاريخ، والتجاوز الثاني كان معركة جرود عرسال والمطالبة بالتنسيق مع الجيش السوري دون استئذان أحد، أمّا التجاوز الثالث فهو ذهاب بعض من وزراء حزب الله وأمل الى سوريا بصفة وزارية متخطين رفض رئيس الحكومة والتوافق التي قامت عليها الحكومة.
وتضيف المصادر أنّ القوات اللبنانية وحلفاءها سيعارضون أي تطبيع مع النظام السوري وبكل الوسائل السلمية وسنكون لها بالمرصاد وأننا أسقطنا مع حلفائنا ثلاثة مواضيع التطبيع وإذا إستمر النظام بالمحاولة مع حلفائه اللبنانيين، وإذا أراد النظام السوري طرح ملفات خلافية فنحن على أهب الاستعداد لطرح كل الملفات بدءاً بالوصاية السورية على لبنان وصولاً الى ملف حزب الله.
أمّا في ما يختص بتعيين سفير جديد في سوريا فالقوات اللبنانية كانت تطمح إلى قطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا، لكن لكي نحافظ على جزء لو بسيط من التوافق في البلد وفي مجلس الوزراء تضيف الأوساط، أنّ تبادل السفراء بين لبنان وسوريا هو روتين إداري، كما أنّ التوافق الداخلي منعنا من افتعال خلاف مع المكونات المؤيدة للنظام السوري وحفاظاً على الهدنة الداخلية وافقنا على تعيين السفير اللبناني في سوريا، وتضيف الأوساط أنه رغم تعيين السفير فإن القوات اللبنانية لا تريد إعطاء صك براءة للنظام السوري. أمّا في ما يختص بالكهرباء التي تزودنا بها سوريا فتقول الأوساط انّهُ الحد الأدنى الروتيني الإداري التقني ولا يجب على سوريا أن تنسى أنّ لبنان استقبل أكثر من مليون ونصف المليون من النازحين السوريين ما زاد في عجز خزينة الدولة فأقل الإيمان أن تزودنا بالقليل من الكهرباء.
وتضيف الأوساط أنّ لبنان جزء من منظمة الدول العربية وعندما تعود سوريا إلى هذهِ المنظمة سيدرس لبنان إعادة العلاقات مع دمشق. أمّا عن وجود سوريا في الأمم المتحدة فيعود الفضل إلى روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق الفيتو في مجلس الأمن. لكن لا توجد علاقات ديبلوماسية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي ودمشق بل يوجد تنسيق استخباراتي بين الدول الغربية وسوريا، وأشارت الاوساط الى أنّ من وجهة نظر القوات العلاقات بين بيروت ودمشق الطبيعية لن تعود قبل سقوط النظام وبالانتظار هنالك حقبة تصريف أعمال بالحد الأدنى نظراً للحدود الجغرافية حفاظاً على مؤسسات الدولة وعلى السلم الأهلي وعلى جو التوافق داخل مؤسسات الدولة والقوات لن تعطي أي شرعية لأي وزير يزور سوريا.
أمّا بالنسبة لحزب الله فتقول اوساط معراب : لن نعترف بسلاحه وهو مكون لبناني أساسي، لكن نرفض مشاركتَهُ في الحرب السورية ولا أحد يستطيع نزع سلاحهُ سوى توافق بين واشنطن وموسكو وطهران والقوات لن تتوقف عن المطالبة بنزع سلاحهُ حتى لو كانت هنالك هدنة سياسية بين الحزبين للمحافظة على السلم الأهلي وللمحافظة على المؤسسات. لكن تشك الأوساط في أنّ حزب الله ومعاركهُ لها أجندة لبنانية بل لها أجندة إيرانية ممانعة عدوها الاستراتيجي الكيان الصهيوني.
في المقابل تؤكد مصادر وزارية ان الرئيس سعد الحريري، لم يظهر ايّ عرقلة لذهاب الوزراء الى سوريا بصفتهم الوزارية وبشكل رسمي لمتابعة كل القضايا المشتركة بين البلدين.
وترى المصادر ان القوات تحاول ان تؤدي دوراً مسيحياً لأهداف سياسية باتت معروفة وليست خافية على أحد، ولكن ما يسهى عن بال القوات، تضيف المصادر، ان المسيحيين بعد معركة عرسال ودحر «جبهة النصرة» اصبحوا اكثر استدراكاً من يحمي المسيحيين ومن يريد ان يعيدهم الى التقوقع، فباتوا يعلمون ان كل الشعارات المسيحية التي رفعت في السابق ما هي الاّ أحقاد، فها هي القوات اليوم تحاول الانفتاح على حزب الله، ونحن نعرف، تضيف المصادر، ان كل ما يصدر من الدكتور سمير جعجع ما هو الاّ تصعيد لا يقدّم ولا يؤخر في التسويات الجارية في المنطقة ومنها لبنان.
وتقول المصادر «كفى مزايدات، وكفى دق اسفين المذهبية في نفوس المسيحيين لأنهم لن يقعوا في الفخ مجددا».