Site icon IMLebanon

وزراء المستقبل  والسهل الممتنع

ليس من يتصور، بعد اطلالة السيد حسن نصرالله الأخيرة، ان الاستحقاق الرئاسي في لبنان على الأبواب، أو حتى على المشارف، مع وجود مرشحين من معدن سياسي واحد، لكن لا ينسحب أحدهما للآخر، ولا الآخر يقبل منازلة إبن بيت أبيه، ولا كلاهما يفسحان الطريق لثالث، يملك مواصفات تمكنه من قول: الرئاسة لي.

وهكذا تتدحرج الرئاسة اللبنانية من هالك الى مالك الى ديمومة الفراغ، فيما الذي بيده الحل والربط، يغسل يديه من دم هذا الصدّيق الذي اسمه الدولة المحكومة بالاهتراء والتلاشي، وصولاً الى الآتي الأعظم.

وتتفق الأوساط الديبلوماسية المهتمة بلبنان، على ان الفراغ مستمر والرئاسة مؤجلة، لأن النصاب الانتخابي لن يتأمّن، كون فرنجيه مستمرا في ترشيحه، وبالتالي فان عون لن ينزل الى مجلس النواب، ما يجعل مسؤولية استمرار الفراغ على كليهما، وبنسب مختلفة، طالما ان الأسطوانة الاقليمية لا تتغيّر: نقبل بما يقبله اللبنانيون، واللبنانيون مما يقولون براء.

وتضيف هذه الأوساط، ان القاصي يعرف قبل الداني، ان ما يحصل في لبنان، من تفريغ لمؤسسات الدولة الدستورية وغير الدستورية، هو مجرد شراء للوقت لمصالح اقليمية، وجدت في هذا البلد، حقلاً للاستثمار السهل، في بورصة التطلعات الايرانية لدور ثابت على مستوى المنطقة.

لقد راهن كثيرون على اطلالة السيد نصرالله، أملاً في أن يحسم الأمر، طالما المرشحان من فريقه، واذا به يسلم بحق الطرفين في الترشح، حتى يقتنع أحدهما باخلاء الساحة للآخر، فالسيد نصرالله يدرك بأن من يحكم بين صديقين يخسر أحدهما…

هذا الاستقصاء الرئاسي، توصّل حوار تيار المستقبل مع حزب الله، الى علاجه بالبنج الموضعي المتمثل في تفعيل عمل مجلس الوزراء، إشغالاً للناس، بمصالحهم الحيوية.

وقد نجحت هذه الخطة في تمرير جلسة الأسبوع الماضي الوزارية، بفضل جرعة التعيينات العسكرية، التي أنهت مقاطعة وزراء ٨ آذار لجلسات الحكومة، وإذ بالجلسة التالية المقررة غداً الثلاثاء تصطدم بمطالبات لتيار المستقبل هذه المرة: إحالة ملف ميشال سماحة على المجلس العدلي واصدار تعيينات مجلس قيادة الامن الداخلي وتحويل جهاز المعلومات الى شعبة.

والعقدة هنا، كما هو معروف، فوزراء ٨ آذار وعلى رأسهم وزيرا حزب الله، يعتبرون احالة ملف تنظر به محكمة التمييز العسكرية الى المجلس العدلي سابقة، علماً أن ثمة سوابق في هذا المجال وأبرزها ملف تفجير المسجدين في طرابلس، والتفجيرين الانتحاريين في برج البراجنة…

لكن اللافت في هذا السياق ان مصادر المعلومات تلاحظ ان فريق المستقبل في مجلس الوزراء، سيكون كالسهل الممتنع هذه المرة، ويبدو ان ثمة عزماً ملموساً لدى هؤلاء على وضع النقاط فوق الحروف، في جلسة الثلاثاء، فإما الاستجابة، وإما توقع العودة الى وسائل الطرف الاخر…

وتقول اوساط وزارية ان الرئيس تمام سلام اصبح في جو المواقف المرتقبة لوزراء المستقبل، وهو طرح التريث الى ما بعد عودته من مؤتمر لبنان، لأن جدول جلسة الغد، قد لا يتسع لكل الأمور، وفيه بنود ضرورية وملحة، والشغل شغال على ضمان الابتعاد عن المماطلة، التي يخطط لها البعض، مع تسريع المحاكمة التمييزية المستعادة لميشال سماحة، قطعاً لطريق احالته على المجلس العدلي، والا فان على المرء أن يسبح كي يجد البر…