IMLebanon

وزراء للعمل… لا للوجاهة

حين سيُتلى مرسوم تشكيل الحكومة من على منبر قصر بعبدا، ستكون ردة الفعل المباشرة:

… ولماذا كان كلُّ هذا الإنتظار؟

أليست الكتل النيابية معروفة الأَحجام؟

فلماذا الدوران حول الحقيقة وتأخير مصالح الناس؟

مَن يقومون بردة الفعل هذه، ويطرحون الأسئلة، هُم على حق، فالأربعة ملايين لبناني هُم أهم من أربعة وعشرين وزيراً، ومصالح هؤلاء اللبنانيين يجب أن تتقدَّم على الترضيات التي تُعطى من أجل عملية التشكيل.

ليس هناك من أُحجية وألغاز في هذه العملية، فلماذا التأخير إذاً؟

الكتل النيابية معروفة الأَثقال والأَحجام:

من كتلة المستقبل أكثر من 30 نائباً، إلى كتلة التيار الوطني الحر 23 نائباً، إلى كتلة أمل 13 نائباً، إلى كتلة حزب الله 13 نائباً، إلى كتلة النائب وليد جنبلاط 11 نائباً، إلى كتلة القوات اللبنانية 8 نواب، إلى كتلة حزب الكتائب 5 نواب، إلى كتلة تيار المردة 3 نواب. ثماني كتل نيابية يتراوح عدد أعضاء نوابها بين أكثر من ثلاثين نائباً، ككتلة المستقبل، وثلاثة نواب ككتلة المردة.

أيّة عملية حسابية بسيطة بإمكانها إجراء توزيعةٍ عادلة، سواء أكانت الحكومة ثلاثينية أم من 24 وزيراً. كلُّ ما في الأمر أن تختار الكتل أفضل مَن عندها ليكون في الحكومة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، إنَّ الكتلة التي سترسو عليها حقيبة وزارة البيئة يجب عليها أن توزِّر أفضل مَن يمكن أن يكون وزير بيئة:

عالماً بملفاتها، خبيراً في ملف النفايات، مطَّلِعاً على دهاليز ما حصل منذ أكثر من عامين في هذه الكارثة.

من المستحيل القبول بأن يُسمّى وزيرٌ للبيئة على شاكلة ما سُمّي في الحكومة الراهنة، فينكفئ حين يجب أن يُقدِم، ويشارك في مؤتمرات دولية، بدل المشاركة في اجتماعات داخلية لإنجاز ملف التخلُّص من النفايات.

ما بتفرق مع الناس مَن سيكون وزيراً للصحة، لكن يأملون أن يكون تحديداً الشفاف مروان حمادة، لمعالجة الملفات بضمير من دون مهاودة مع تجار الأدوية وأصحاب المستشفيات.

لا يهمُّ الناس من سيكون وزيراً للأشغال، المهم أن يجول على الطرقات ويعرف كيف يعالجها، فلا يكون الزفت للمواسم الإنتخابية فقط.

لا يهمُّ الناس مَن سيكون وزيراً للإقتصاد، المهم أن يملك داتا معلومات عن المواد الفاسدة، وكيف يتمُّ اسيترادها، وضبطها قبل أن تصل إلى الأسواق.

لا يهمُّ الناس مَن سيكون وزيراً للزراعة، المهم أن يكون مُلمّاً بمعاناة القطاع الزراعي وبحركة التصدير في ظلِّ ظروف المنطقة.

الناس يريدون وزراء للعمل لا وزراء للوجاهة، آملين أن تبصر النور حكومة خدماتية همُّها الناس.